السلطان والجاه لم يخطر ببالى إحداهن؛ حينما دخلن القصور الملكية كجوارى، فكل حلمهن آن ذاك الحياة المريحة والعيشة الهنية، ولكن تأتى الأقدار فتمنحهن حياة لم تخطر ببالهن فيصبحن سيدات قصورهن، ولكن هل استطعن جميعهن الحفاظ على تلك السلطة وسيادتهن على تلك القصور في ظل المتاعب والمصاعب والصراعات؟.. هذا ما سنعرفه في السطور التالية.
شجر الدر
شجرة الدر
السلطانة شجرة الدر تلك المرأة ذات الجمال الأخاذ والذكاء الخارق والحنكة السياسية، لم يستطيع المؤرخون تحديد جنسيتها ولكن الأكيد كانت الجارية المقربة للسلطان الصالح نجم الدين أيوب "سلطان مصر" والذى تزوجها كزوجة شرعية وأنجبت منه ابنه الخليل، ظلت شجرة الدر مع السلطان الصالح جنبًا بجنب طوال رحلته للوصول للعرش، وكتف بكتف أثناء العرش حتى عينت نائبًا له أثناء غيابه خارج البلاد.
من دهائها استطاعت إخفاء خبر وفاة السلطان الصالح أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر سنة 1249 عن الجيش والشعب، وتابعت هى الإشراف على الخطة الحربية بنفسها حتى تحقق النصر المظفر على الملك الفرنسي لويس التاسع قائد الحملة الصلبية على مصر وكان عام 1250 .
قوتها وحنكتها أهلتها لتولى العرش على مصر ولكن لم تستمر أكثر من 80 يومًا، هذا بسبب رفض الخليفة العباسي فكرة تولى امرأة للعرش، لذلك قررت "شجرة الدر" الزواج من الأمير عز الدين أيبك ظنًا منها أنه ضعيف الشخصية وأنها ستمسك بمقاليد الحكم ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فالأمير عز الدين أيبك أيقن ما تريده شجرة الدر، وكان في منتهى الذكاء فحجم نفوذها ومطامعها في السلطة، وخطط للزواج من ابنة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، فأعدت شجرة الدر له مكيدة وقتلته، حين علم المماليك ذلك لم يهنأ لهم بال حتى سنحت لهم الفرصة وسلموها إلى زوجته الأولى فأمرت جواريها بقتلها؛ فقاموا بضربها بالقباقيب على رأسها حتى ماتت .
السلطانة هُرِم
الساطانة هُرِم
"هٌرِم" أو ألكساندرا ابنة قسيس أرثوذوكسي وهى في سن الخامسة عشر اختطفها بعض التتار القرم وبيعت كجارية ثم انضمت لحريم السلطان سليمان وحينها غير اسمها إلى "هُرِم" ولذلك لخفة دمها ومعناه الفتاة المرحة، وتدريجيًا كانت من الجارية المقربة منه والمفضلة ثم الزوجة الشرعية للسلطان العثمانى سليمان القانوني وأم لستة من أبنائه .
الجمال والذكاء والحنكة السياسية سماتها فكانت شريكة للسلطان العثمانى في حكم البلاد والناصحة له في كثير من الأمور وخاصة العلاقات الخارجية للدولة العثمانية، وكان لا يقدر السلطان على تركها فقرر إقامتها معه في قصر توبكابي مقر إقامته.
اهتمت "هُرِم" بالأعمال الخيرية فأسست مستشفى للسيدات في اسطنبول، وأقامت تكية خيرية بالقدس للفقراء والمحتاجين، وأنشأت مدارس ومساجد في كل مكان.
كانت حياتها مليئة بالحب والعطاء والرعاية من زوجها السلطان سليمان وتوفيت سنة 1558 ودفنت في مقبرة داخل ساحة المسجد الذى يحمل اسم زوجها.
الامبراطورة تسيشى
الامبراطورة تسيشي
ابنة إحدى موظفى الإمبراطورية الصينية، انضمت إلى حريم الامبراطور "سيان فنغ" ثم تزوجها وأنجبت منه ولدًا أصبح الإمبراطور "تونغ تشي" كانت المستشار الأول الامبراطور ومحل ثقته، بعد وفاة زوجها كانت هى الحاكمة فاستخدم أساليب ملتوية وسياسة فاسدة جاء على إثرها انهيار حكم سلالة "تشينغ" وبداية حركة جمهورية الصين.
قدمت لابنها الوحيد والوالى على العرش الأفيون والنساء حتى تستطيع السيطرة على حكم البلاد حتى مات في سن صغير، وبعدها ورثت ابن أختها الطفل الذى لم يتعدى الثلاث سنوات الحكم خلفًا لابنها كى تتحكم في حكم البلاد، وكانت هى وراء خسارة الصين الحرب أمام اليابان بسبب استغلالها للميزانية المخصصة للبحرية الصينية في تمويل بناء قصرها الصيفي.
الملكة آن بولين
الملكة آن بولين
جمالها الجذاب وخاصة عينيها ولباقتها جذبا "هنرى الثامن" ملك انجلترا، فهى الوصيفة الأولى داخل القصر الملكى والتى وقع الملك في غرامها وكانت تصده متعللة أنها ليست زوجته حتى تزوجها فعليًا بعد أن طلب من البابا السابع إبطال زواجه من الملكة "كاثرين" وبسبب رفض البابا أعلن الملك استقلال البلاد عن الكنيسة الكاثوليكية وأعلن نفسه رئيس للكنيسة الإنجليزية.
ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن سرعان ما ضاع الحب من قلب الملك لأنها لم تستطيع أن تنجب له ولدًا، كما أنه أعجب بإحدى وصيفاتها وقرر الزواج منها بعدها قرر التخلص من "آن بولين" فأدانها بتهمة الزنا بخمسة رجال، وممارسة السحر والتخطيط لقتله، وصدر الحكم بإعدامها وقطع رأسها علانية.
هؤلاء النساء منحهن القدر فرصة أن يحفرن اسماءهن في التاريخ بصلابة المرأة وقوتها وتحقيق آمالها وطموحها والدليل على ذلك أننا نذكرهن حتى الآن .