كنوز المنيا المنسية.. بقايا معبد رمسيس الثانى ومنزل زوجة الرسول بالشيخ عبادة ومعبد "نيرون" بطهنا الجبل آثار تبحث عن الزائرين.. مدير آثار مصر الوسطى: الوعى الأثرى للمواطنين وتمهيد الطرق أحد الحلول.. صور

الجمعة، 12 يوليو 2019 11:19 ص
كنوز المنيا المنسية.. بقايا معبد رمسيس الثانى ومنزل زوجة الرسول بالشيخ عبادة ومعبد "نيرون" بطهنا الجبل آثار تبحث عن الزائرين.. مدير آثار مصر الوسطى: الوعى الأثرى للمواطنين وتمهيد الطرق أحد الحلول.. صور الغرفة التي يعتقد أنها لزوجة الرسول في منطقة الشيخ عبادة الأثرية
المنيا: فريق المحافظات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- مدير إدارة السياحة: ربط التذاكر لكل منطقتين يزيد توافد السائحين

رغم احتضان محافظة المنيا للعديد من المناطق الأثرية الهامة، والتى تمثل حقب زمنية مختلفة، إلا أن البعض منها ما زال يبحث عن الزائرين، والبعض الآخر غير مدرج بالخريطة السياحية لاستقبال الوفود السياحية.

4

ويرصد "اليوم السابع" عددًا من تلك المناطق الأثرية التى تضم كل منها أطلالًا لمُدن قديمة ظلت شامخة منذ آلاف السنين، وبقايا معابد هامة، تُجرى حولها العديد من الدراسات، يأتى فى مقدمتها منطقة أنصنا بشرق النيل بمركز ملوى، إذ كانت تلقب قديما بمدينة السحرة، ويحتاج الوصول إليها عبور نهر النيل من قرية الروضة أو الطريق الشرقى عبر قرية البرشا ودير البرشا ثم قرية الشيخ عباده، وقد حملت المنطقة اسم المعبود "بس" فى القديم، ودعاها الجغرافيون العرب بمدينة السحرة و تحور اسمها إلى "انتينوى" فى العصر القبطى، ثم حرفها العرب إلى أنصنا، وتسمى الآن باسم الشيخ عبادة نسبة إلى الصحابى الجليل "عبادة بن صامت" رضى الله عنه، وترجع أهمية هذه المنطقة وشهرتها الواسعة إلى العصر الرومانى فى عهد الإمبراطور "هادريان" عندما قام الإمبراطور بزيارته الشهيرة لمصر عام 130 م، ويعد هادريان هو الإمبراطور الرومانى الوحيد الذى جاب كل أنحاء إمبراطوريته، وترك آثارا ومعماراً فذاً يشهد له الزمن حتى يومنا هذا، ولأسباب ما مجهولة تاريخياً كانت المنطقة أطلالاً وقت زيارة هادريان إليها فى عام 130 م.

٢٠١٦١٢٠٦_١١٤٦١٥

ويذكر الأثريون بالمنيا أن تلك القرية الأثرية كانت مزدهرة إبان عصر الدولة الحديثة فشيد بها رمسيس الثانى معبداً مكرساً للمعبود "تحوت" نقلت أحجارها من مدينة إخناتون، ويوجد حاليا بها بقايا المعبد، كما عُثر على بقايا آثار ترجع لعهد أمنحتب الرابع، كما تحوى القرية أطلالا للمدينة القديمة غاية فى الروعة، وبقايا كنائس قديمة، ممتدة لمساات شاسعة تصل لأكثر من 2 كيلو متر.

آثار طهنا الجبل 2
آثار طهنا الجبل

الشيخ عبادة لا ترجع أهميتها فقط للدولة القديمة، بل نجد كذلك أن القرية لها طابع خاص فى عصر الدولة الإسلامية، حيث خرج منها زوجة الرسول السيدة "ماريا القبطية" إذ يقوم العديد من الأهالى بالذهاب إلى هناك والتبرك بأحد المنازل الصغيرة والذى يقع فى قلب الصحراء، مكون من حجرة واحدة تم بنائها بالطوب اللبن ومحاطة بسور صغير، معتقدين أن زوجة الرسول عاشت جزءًا من حياتها بهذا المنزل، وأن الدعاء هناك بركة، كما تحوى القرى مسجدًا قديمًا يحمل اسم الصحابى الجليل عبادة ابن الصامت.

اطلال مدينة انصنا والشيخ عباده
اطلال مدينة انصنا والشيخ عباده

"معبد نيرون"

وفى الجبل الشرقى بقرية طهنا الجبل التابعة بمركز المنيا نجد كذلك معبد "نيرون" أعلى سفح جبل قرية طهنا الجبل، على مسافة 10 كيلو مترات تقريبًا، وتتميز بآثارها المتنوعة لكافة العصور، إذ تعود للدولة الفرعونية القديمة، مرورًا بالعصور الوسطى والدولة القبطية ثم الإسلامية، ويعد المعبد أحد أشهر المعابد المصرية الهامة وذات الطابع المستقل، ويرجع تاريخه لأكثر من 2000 سنة تقريبًا، فى عصر الدولة الوسطى، وأعيد استخدامه فى العصر القبطى.

الغرفة التي يعتقد أنها لزوجة الرسول في منطقة الشيخ عبادة الأثرية
الغرفة التي يعتقد أنها لزوجة الرسول في منطقة الشيخ عبادة الأثرية

ما يميز تلك المعبد هو تكوينه المختلف عن غالبية معابد مصر، إذ أنشئ من 3 طوابق متتالية، رغم أنه منحوت فى قلب الجبل الصخرى، ونجد فى الطابق الأول صالة كبيرة تبلغ مساحتها 20 مترا، بها 8 أعمدة وصوامع للغلال محفورة فى الأرض، ثم صالة بها باب إلى "قدس الأقداس"، ومقصورة للآله "حتحور"، وبعض الآبار للدفن، ويتوسط الحائط الجنوبى لصالة الأعمدة باب يؤدى للاجزاء الداخلية للمعبد، ويتكون هذا الجزء من 4 غرف منحوتة فى الصخر على خط واحد، كما يوجد 4 مقابر من اليمين من المعبد ونحتت أيضا جميعها فى الصخر، ويوجد بالمعبد غرفة للآله "سوبك" والذى تمثله مجموعة من التماسيح المحنطة، غير معروف عددها بالتحديد، بينما تتميز غرف الطابقين الثانى والثالث بالنقوش الفرعونية التى تملأ الجدران والسقف، ما يعد فريدا عن الكثير من غرف المعابد بمصر لكون الكتابات موجودة على السقف الذى لون باللون الأسود.

غرفة تضم تماسيح محنطة بطهنا الجبل
غرفة تضم تماسيح محنطة بطهنا الجبل

وقال جمال أبو بكر السمسطاوى مدير آثار مصر الوسطى، إن المنيا تحتضن بالفعل العديد من المناطق الأثرية وبعضها غير مدرج فى الزيارات، ولكن قريبًا سوف نرى طفرة كبيرة فى هذا القطاع، فى ظل دعم الوزارة للمحافظة وموافقتها على العديد من الاعتمادات لدفع عجلة السياحة، مضيفًا أن ما ينقصنا لتهيئة المناخ لاستقبال مناطق مثل الشيخ عبادة وطهنا الجبل للزائرين هو "الوعى الأثري" وتثقيف المواطنين أنفسهم بأهمية تلك المناطق وضرورة الحفاظ عليها وعلى مداخل القرى سواء بعدم أو إلقاء المخلفات أو غيرها من الممارسات.

مدينة السحرة بملوي
مدينة السحرة بملوي

وأضاف أبو بكر لـ"اليوم السابع"، أن منطقة الشيخ عبادة يجرى حاليًا بها أعمال ترميم لبقايا معبد رمسيس الثانى، كما نجح الأثريون خلال الفترة الماضية فى إتمام عملية وقوف عمود أثرى من الجرانيت طوله أكثر من 15 مترا، من شأن كل تلك الأعمال أن تجذب السائحين قريبًا، مطالبا بعمل طرق جديدة تسهل على السائحين الوصول لتلك المناطق وتوفر عليهم الوقت.

معبد   طهنا الجبل
معبد طهنا الجبل

وفى نفس السياق اقترح الدكتور ثروت الأزهرى، مدير إدارة السياحة بالمحافظة عدة حلول ليتم زيادة أعداد المناطق الأثرية للزيارات، يأتى فى مقدمتها عمل دمج للتذاكر لكل منطقتين أثريتين قريبتين، حتى يتثنى للسائحين زيارة المناطق بسهولة، حيث تفتقد بعض المناطق حاليًا لتخصيص تذاكر مستقلة الأمر الذى يجعلها مرفوعة من الزيارات بالإضافة لعدم وجود استراحات للزائرين، رغم أنها مناطق أثرية هامة، خاصة مناطق طهنا الجبل وأنصنا ومعبد حتشبسوت.

معبد طهنا الجبل
معبد طهنا الجبل

وأشار الأزهرى إلى أن الحل الآخر هو عمل طريق يربط جميع المناطق الأثرية ببعضها خاصة تلك الكائنة بشرق النيل، وعمل بعض الخدمات به، الأمر الذى سيعود بالنفع على توفير مناخ آمن وحضارى لاستقبال السائحين والتوسع فى قائمة المزارات.

 

معبد نيرون المنحوت ي الجبل بقرية طهنا الجبل
معبد نيرون المنحوت ي الجبل بقرية طهنا الجبل

 

معبد نيرون
معبد نيرون

 

منطقة الشيخ عباده 3
منطقة الشيخ عباده 3

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة