اختتمت وزارة الآثار، موسمها الحالى فى الكشف الأثرى بالإعلان عن عدد من الاكتشافات الأثرية والانتهاء من بعض الترميمات المهمة، حيث افتتحت وزارة الآثار، صباح أمس هرم "سنفرو الجنوبى" المعروف بالهرم المنحنى بمنطقة آثار دهشور، بعد الانتهاء من أعمال ترميمه.
كما أعلنت، وزارة الآثار، أن البعثة المصرية التى تعمل فى منطقة آثار دهشور عثرت على توابيت ولقى أثرية ومومياوات، خلال أعمال الحفر بالمنطقة.
كما قال قال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه سيتم فتح "هرم كا" العقائدى بمنطقة آثار دهشور، لأول مرة أمام زوار المنطقة سواء المصريين والأجانب.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى أن منطقة آثار الهرم تشهد يوميا ما يقرب من 12 ألف زائر، ومع افتتاحات الهرم المنحنى واللاهون وكا سيزيد عدد الزوار خلال الأيام المقبلة.
وحضر الفعاليات الثقافية اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ونحو 40 سفيرا من دول أجنبية وأفريقية فى مصر منهم سفراء كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا و ألمانيا والدنمارك وهولندا وقبرص وفنلندا واليابان وكولومبيا وغينيا الاستوائية وأستراليا والمجر وتايلند وشيلى والكونغو والمكسيك والأردن والكاميرون وزامبيا، وممثلين من سفارات كل من كوبا وبيرو وطاجيكستان والنيجر ومنظمة اليونسكو.
وفيما يتعلق بأعمال ترميم هرم سنفرو المنحنى امتدت من القاعدة وحتى ارتفاع 4أمتار تقريبا، حيث جمع فريق العمل الأحجار المتساقطة حول الهرم وأعادها إلى أماكنها الأصلية، وتم ملء الفواصل بين مداميك الأحجار التى فقدت مونتها بسبب عوامل التعرية، وذلك مع الحفاظ على القيمة الأثرية للهرم.
كما تم الانتهاء من أعمال الترميم للجهات الثلاث الأخرى للهرم، وإعادة جميع الأحجار المتساقطة إلى أماكنها الأصلية، إلى جانب ترميم الهرم من الداخل بعد الانتهاء من أعمال الترميمات الخارجية.
ويعد الهرم المنحنى ثالث أكبر هرم بعد الملك خوفو والهرم الشمالى للملك سنفرو المعروف باسم الهرم الأحمر، إذ يبلغ ارتفاعه 98 مترا، وهو أول هرم بنى على هذا الشكل المنحنى بعد هرم زوسر المدرج، ويقال إن تغيير زاوية الميل التى أدت إلى انحنائه بسبب مشاكل إنشائية ظهرت عند التنفيذ.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى، أن أعمال ترميم وتطوير كل من الهرم المنحنى وهرم الكا، تمت بواسطة قطاع المشروعات بالوزارة، وتضمنت عمل سلالم داخلية وخارجية ومشايات لتسهيل حركة الزوار داخلهما، كما تم عمل شبكة للإضاءة داخل وخارج الهرمين ، بالإضافة إلى الانتهاء من كافة أعمال الترميم الدقيق من تقوية وتدعيم لبعض أحجار الممرات وترميم غرفة الدفن بالهرم المنحنى.
وأشار "وزيرى" أن الهرم المنحنى أو المعروف أيضا باسم الهرم الجنوبى يعبر عن مرحلة مهمة من مراحل تطور بناء الأهرامات التى استخدمها المصرى القديم كمقابر ملكية، حيث إنه أول محاولة لبناء هرم كامل بعد هرم زوسر المدرج.
والهرم بناه الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة 2600 ق.م. فى منطقة دهشور الأثرية، والتى تعتبر الامتداد الجنوبى لجبانة منف، ويبلغ ارتفاع الهرم حوالى 121 مترا، وطول كل ضلع فى قاعدته حوالى 188.1م، وللهرم زاويتين ميل الأولى 54 درجة، حتى ارتفاع 49 والثانية 48 درجة حتى ارتفاع 52مترا.
وللهرم مدخلان، الأول فى الناحية الشمالية على ارتفاع 12 مترا، يؤدى إلى ممر هابط بطول 79.5، منها إلى صالة عرضية ذات سقف جمالونى ومنها إلى ممر غير منتظم يؤدى الجهة اليمنى منه إلى المدخل الغربى للهرم، أما الجهة اليسرى فتؤدى إلى غرفة الدفن غير المكتملة السقف والتى توجد بها دعامات خشبية من خشب الأرز المستورد من لبنان.
وشهد الهرم العديد من أعمال الحفائر كان أولها عام 1839 على يد البريطانيين برنج و فيز، حيث قاما بتنظيف الأجزاء الداخلية للهرم، ثم عام 1894 و 1895 جاءت بعثة "دى مورجان" وهى أول بعثة علمية تقوم بعمل حفائر فى المنطقة.
و فى علم 1945 تمكن المهندس عبدالسلام حسين من الكشف عن اسم الملك سنفرو مكتوب أكثر من مرة مع العلامات التى كان يكتبها عمال المحاجر على الكتل الحجرية للهرم وخاصة تلك الموجودة فى أركان الهرم، وذلك أثناء قيامة بإعمال الحفر الأثرى حول الهرم.
وفى عام 1951 استطاع عالم الآثار الدكتور أحمد فخرى، اكتشاف المدخل الغربى للهرم أثناء أعمال تنظيف كل الممرات الداخلية له كما قام بتنظيف جزء من الطريق الصاعد المؤدى إلى معبد الوادى.