ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ناقلات النفط التى تنقل الخام خارج منطقة الشرق الأوسط باتت تتلقى دعما متزايدا من قبل سفن حربية وسط إجراءات أمنية مشددة تستهدف تأمين مرور السفن التجارية، فى ضوء تصاعد التوترات فى المنطقة على خلفية تهديد إيران بالرد على احتجاز ناقلة إيرانية بمنطقة جبل طارق.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت، أن إحدى الناقلات التى ترفع العلم البريطانى عبرت مضيق هرمز يوم الخميس الماضى تحت حراسة بحرية، فى حين أجلت سفينة أخرى قبالة سواحل المملكة العربية السعودية عملية تحميل النفط فى انتظار على ما يبدو حراسة هى الأخرى - حسبما أفادت مؤسسة "كبلر" لبيانات الطاقة والتى تتخذ من لندن مقر لها.
ولفتت الصحيفة إلى أن النشاط "غير العادى" فى المنطقة، التى تعد أهم الممرات البحرية فى العالم، جاء بعد أن حاولت 3 سفن إيرانية اعتراض سبيل الناقلة المملوكة لشركة "بريتيش هيريتدج" البريطانية لدى مرورها عبر مضيق هرمز، الذى يتحكم فى تدفق النفط من الشرق الأوسط للعالم، إلا أن هذه السفن انسحبت بعد تحذيرات من سفينة تابعة للبحرية الملكية البريطانية.
وأعلنت بريطانيا عزمها إرسال سفينة حربية ثانية إلى منطقة الخليج، وسط حالة من التوتر مع إيران التى دعت إلى الإفراج فورا عن ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة فى جبل طارق، مشيرة إلى أن المدمرة البريطانية "إتش إم إس دنكان"، سوف تبحر إلى الخليج خلال الأيام القليلة القادمة للانضمام إلى الفرقاطة "إتش إم إس مونتروز".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة بين إيران والغرب باتت فى تصاعد مستمر، منذ أن قرر إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووى المبرم عام 2015 ، ثم تزايد الهجمات على ناقلات النفط ومحطات الضخ وخطوط الأنابيب فى المنطقة خلال الأشهر القليلة، واتهام الغرب إيران بالوقوف ورائها وهو ما نفته الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكى لم تكشف عن هويته قوله، بأن محاولة إيران عرقلة مسار ناقلة النفط البريطانية يدعم رواية واشنطن بشأن محاولة طهران تعطيل الملاحة البحرية فى المنطقة.. مضيفا أن واشنطن تتوقع من حلفائها تشديد إجراءات الأمنية فى سبيل حماية الممرات البحرية ودعم التحرك الأمريكى الرامى إلى معاقبة إيران فى الأمم المتحدة.
كما دعت إدارة ترامب، حسبما أفاد مسئولون أمريكيون، من كلا من اليابان والصين وكوريا الجنوبية إلى المساهمة فى تأمين مضيق هرمز بوصفهم أكبر مشتريين للنفط من المنطقة.
فى سياق متصل، واصلت أسعار النفط ارتفاعها قرب أعلى مستوى لها فى 6 أسابيع، بفعل تزايد التوترات فى المنطقة وتخفيض منتجى النفط الأمريكيين فى خليج المكسيك إنتاجهم بأكثر من النصف فى مواجهة عاصفة استوائية، ويتوقع المحللون أن يحافظ المعدن الأسود على مستوياته المرتفعة بسبب تراجع المخزون الأمريكى وتنامى المخاطر الجيو سياسية.