كشفت دراسة حديثة أن التلوث، وليس ارتفاع درجة حرارة البحار وحده، أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الشعاب المرجانية، إذ حذر الخبراء منذ فترة طويلة من أن التغير المناخى يقتل الهياكل المرجانية الشاسعة تحت الماء مثل الحاجز المرجانى العظيم، الذى يمتد لمسافة 1400 ميل قبالة ساحل أستراليا.
وتشير الدراسة إلى أن الصرف الصحى والمعالجة السيئة للأسمدة من الأراضى الزراعية عامل مهم فى تبييض لشعاب المرجانية، إذ وجدت الدراسة التى درست الشعاب المرجانية طيلة 30 عامًا فى فلوريدا أن هذا التلوث يرفع مستويات النيتروجين فى الشعاب، مما قد يجعلها أكثر عرضة للدمارعندما ترتفع درجة الحرارة فى البحر.
وهذا يسبب "التبييض"، وهو علامة تحذير من الشعاب المرجانية، حيث تطرد الطحالب التى تعيش داخلها وتتحول إلى اللون الأبيض.
على الرغم من أن الشعاب المرجانية يمكن أن تنجو من التبييض، إلا أن الأجزاء الكبيرة تموت نتيجة لذلك، مما يؤدى إلى عواقب وخيمة على البيئة بسبب أهمية المرجان فى حماية السواحل من العواصف وإيواء الأسماك وغيرها من الحياة البحرية.
قام العلماء بقيادة جامعة فلوريدا أتلانتيك بدراسة Looe Key Reef ، الواقعة قبالة الساحل فى فلوريدا السفلى، وأخذوا عينات من مياه البحر ومراقبة المرجان من 1984 إلى 2014، اكتشفوا أن الشعاب المرجانية تموت قبل وقت طويل من تأثرها بارتفاع درجة حرارة الماء.
وقال الدكتور جيمس بورتر، وهو مؤلف مشارك للدراسة من جامعة جورجيا: "إن التغير المناخى باعتباره السبب الحصرى لزوال الشعاب المرجانية فى جميع أنحاء العالم يخطئ النقطة الحرجة المتمثلة فى أن نوعية المياه تلعب دورًا أيضًا".