لم يكن غريبا أن تخرج قنوات الإخوان التى تبث من مدينة إسطنبول التركية لتهاجم الاتحاد الأوروبى، بعد قرار الأخير بفرض عقوبات على تركيا بسبب إصراها على التنقيب عن البترول قبالة قبرص، رغم تحذير الاتحاد الأوروبى لها بالتوقف عن تلك الممارسات العدائية فى البحر المتوسط.
قبل أن نفهم السبب فى هجوم قنوات الإخوان على الاتحاد الأوروبى، علينا فهم العقوبات أولا التى فرضها الاتحاد الأوروبى ضد تركيا، حيث خلال الساعات الماضية قرر الاتحاد الأوروبى فرض العقوبات شملت قطع الأموال التى تحصل عليها تركيا من الاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى وقف مفاوضات اتفاقية النقل الجوى بين تركيا ودول الاتحاد، وتعليق اجتماعات مجلس الشراكة مع تركيا.
ومساء هذه الليلة وفى اسكريبت يبدو أنه موحد خرج مذيعى الإخوان ليتناولوا قرار الاتحاد الأوروبى ضد تركيا ويشنون حملة هجوم ضد الاتحاد الأوروبى بينما حملة دفاع عن النظام التركى، فكل من المذيع الإخوانى حمزة زوبع، الذى خرج ليدافع عن تركيا ويزعم أنها من حقها التنقيب عن البترول قرب قبرص وأن أنقرة تسير على نصف قبرص، كما زعم أنه لن توقف هذه العقوبات تركيا عن التنقيب عن البترول فى البحر المتوسط.
المذيع الإخوانى معتز مطر، زعم أن الرئيس التركى لن يستسلم لتلك المحاولات التى يقوم بها الاتحاد الأوروبى لوقف تنقيبه عن البترول فى البحر المتوسط، زاعما أن هذا من حق أردوغان، وداعما لسرقة أردوغان للبترول قرب قبرص.
بينما المذيع الإخوانى محمد ناصر، فقط استقطاب باحث بالشأن التركى وموالى للإخوان يدعى سعيد الحاج، الذى زعم أيضا أن الاتحاد الأوروبى لن يتمكن من وقف استمرار تركيا فى تنقيبها عن البترول فى البحر المتوسط، والزعم بأن تلك العقوبات غير قانونية وأن الرد التركى عليها كان حاسما - على حد ادعاءه -
لماذا تهاجم قنوات الإخوان تلك العقوبات، باستكريبتات متشابهة، لأن تلك العقوبات ستؤثر بشكل كبير على النظام التركى والرئيس رجب طيب أردوغان الذى يرعى الجماعة فى إسطنبول، وهو ما تخشاه الجماعة من أن تلك العقوبات الأوروبية تضعف النظام وتمكن المعارضة من الحكم.
دفاع الإخوان ومنابرها التحريضية عن تركيا وهجومها على العقوبات يأتى فى إطار "دفاع عن أكل العيش" فى تركيا، فالتنظيم الذى يعتمد كل الاعتماد على أردوغان فى استمرار بقاءه فى إسطنبول واستمرار بث قنواته التحريضية قد يجد نفسه فى أزمة كبرى حال تزايدت تلك العقوبات وهو ما يجعل التنظيم يعيش فى حالة خوف لأن بقاء التنظيم من بقاء أرؤدوغان وطرده من إسطنبول حال تأثر النظام التركى.