وصف القائم بأعمال السفارة الأمريكية فى القاهرة، توماس جولدبيرجر، قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلى، الذى وافق عليه مجلس النواب الأسبوع الحالى، بأنه خطوة فى الاتجاه الصحيح.
وأوضح جولدبيرجر، فى لقاء مع عدد من الصحفيين عقد بالسفارة الأمريكية فى القاهرة، أنه من خلال ما نشر حول القانون فى الصحافة فإنه يرى أن إصدار القانون خطوة فى الاتجاه الصحيح نحو تمكين المجتمع المدنى ليلعب دورا فى المجتمع إذ ينبغى للدول أن تسمح للمجتمع المدنى للمشاركة ولعب دور ناجح.
وأضف أن كل دولة تضع الأطر والآليات الخاصة بها لتقنين الجمعيات الأهلية معربا عن احترامه للقانون الجديد الذى أصدرته الحكومة المصرية وتمنى له النجاح. كما أثنى على انتهاء القضية الخاصة بموظفى منظمات المجتمع المدنى التى وصفها بأنها قضية مهمة للغاية.
خلال اللقاء تحدث جولدبيرجر عن العلاقات المصرية الأمريكية التى وصفها بأنها ممتازة على كافة الأصعدة سواء التعاون الأمنى والعسكرى وكذلك حجم التجارة بين البلدين المتزايد.
أشار إلى العديد من الشركات الأمريكية الجديدة التى تعمل فى مصر لافتا إلى أن حركة الاستثمار نشطة للغاية، وكذلك العلاقات الثقافية وعلى مستوى المسئولين الكبار قائلا إن الرئيس عبد الفتاح السيسى يرتبط بعلاقة جيدة مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب. وقال إن زيارة السيسى للبيت الأبيض، ابريل الماضى، كانت ناجحة، كما تحدث الزعيمين فى 4 يوليو الماضى، لمدة ساعة عبر الهاتف.
وأشار إلى أن مصر سوق كبير للغاية واقتصادها ينمو بسرعة فضلا عن موقعها المهم جغرافيا للتجارة سواء لأفريقيا أو أوروبا. وأضاف أن هذه العوامل جنبا إلى جنب مع برنامج الإصلاح الاقتصادى وعملها ضمن برنامج صندوق النقد الدولى، خلق فرص كبيرة للشركات الأمريكية فى مصر. ولفت إلى أنه فضلا عن الشركات الأمريكية الموجودة والتى تتوسع، هناك أيضا شركات جديدة تريد الدخول السوق المصرية. مضيفا بالقول "علاقتنا بالحكومة المصرية ممتاةز وكل وزير داخل الحكومة يساعدنا على تخطى العقبات".
وكشف عن وصول السفير الأمريكى الجديد فى القاهرة، جوناثان كوهن، قريبا، لافتا إلى أنه تم عقد جلسة استماع له امام الكونجرس ويتبقى التصويت على اختياره من قبل مجلس الشيوخ.
وقال القائم بأعمال السفارة الأمريكية إن خلال سنوات عمله فى مصر تعلم الكثير عن مصر والمصريين مضيفا " أنه لا بديل عن أن تسمع للمصريين وتلتقى بهم وجها لوجه لأنه ذلك يغير افكارك، لذا فإن المسئولون الأمريكيين يسعدن بزياراتهم لمصر لأنهم غالبا يغيرون آرائهم عندما يلتقون بالمسئولين المصريين وجها لوجه"
الإخوان
لقاء توماس جولدبيرجر مع الصحفيين فى القاهرة
وبشأن تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، قال إنه ليس هناك بلد أكثر من الولايات المتحدة يحارب الإرهاب ويدعم الدول التى تحارب الإرهاب خاصة مصر التى عانت بشدة فى السنوات الأخيرة من الهجمات الإرهابية. وأوضح أن الولايات المتحدة تلتزم بعملية قانونية لتصنيف أى جماعة إرهابية لذا لابد أولا من فحص ذلك بحرص، واضاف "نحن نتعاون وننسق مع مصر فى مجال الأمن من جميع الجهات ولدينا علاقات مقربة مع الجهات الأمنية."
وأكد على أن الامن المائى مهم للغاية لمصر إذ أن نهر النيل حيوى للمصريين وخاصة المزارعين والصناعة، وأشار إلى تفهم واشنطن لحاجة اثيوبيا لبناء سد النهضة من أجل التنمية والحصول على الطاقة. وأشار إلى أن هناك صيغة يمكن ان تتوصل إلها مصر واثيوبيا والسودان وإيجاد إطار لمشاركة المياه دون الإضرار بأى من الأطراف. كما أعرب عن سعادته لتوافر الغاز فى الأرض والبحر والصحراء فى مصر، ومن ثم فإن مصر أصبح لديها امكانية إنتاج وتصدير الغاز ورحب بمنتدى شرق المتوسط.
وبشان احتمال تغيير الادارة فى انتخابات 2020 إلى إدارة من الحزب الديمقراطى حال هزيمة ترامب، قال إن العملية السياسية فى الولايات المتحدة مفتوحة لكن العلاقات بين البلدين مهمة والمصالح مشتركة مما يجعل الامر غير مرتبط بالاشخاص. وأشار إلى أنه يجرى العمل على اتفاقية التبادل الجمركى بين مصر والولايات المتحدة التى تهدف لتسهيل التجارة وقام وفد من وزارة المالية بزيارة الولايات المتحدة الشهر الماضى للتباحث فى الامر. كما لفت إلى أن جامعات أمريكية تريد فتح مقار لها فى مصر
لقاءالقائم بأعمال السفارة الامريكية فى القاهرة مع الصحفيين
تناول القائم باعمال سفارة الولايات المتحدة فى القاهرة، فى حديثه مع الصحفيين قضايا المنطقة، مشيرا إلى تنسيق واسع مع مصر فى هذا الصدد. وقال إن واشنطن والقاهرة تتشاركا فى رؤيتهما بشأن التحديات والمخاوف الخاصة بالمنطقة.
قطر
وردا على سؤال "اليوم السابع" بشأن تغير الموقف الأمريكى من الأزمة فى الخليج بين قطر وجيرانها وعما إذا كان المال يقود العلاقات الأمريكية فى المنطقة، نفى جولدبيرجر ذلك قائلا إن المال ليس المتحكم الرئيسى فى علاقات واشنطن كنا أن الولايات المتحدة ليس بحاجة إلى استيراد غاز أو طاقة، لكن هناك تهديدات تحدق بالمنطقة على رأسها التهديدات الإيرانية وضرورة ان تعمل دول المنطقة معا فى مواجهتها، وبالنسبة للخلاف الخليجى أضاف "نحن نحث الدول المقاطعة لقطر للتوصل إلى حل".
لقاء جولدبيرجر مع الصحفيين
وشدد على أنه لا تغيير فى الموقف الأمريكى أو السياسة الأمريكية تجاه أى دوله، وأنه لا يزال يتحتم على قطر أن تغير من تصرفاتها وتسعى للحل مع جيرانها، فالدوحة اتخذت خطوات لكنها ليست كافية. وردا على ما يتعلق بإنفاق قطر ملايين الدولارات على حملات الضغط فى واشنطن، أقر جولدبيرجر أن هناك لوبيات عديدة فى الولايات المتحدة لكن هناك أيضا قانون صارم ينظم عمل الشركات الأجنبية يحول دون التأثير على السياسة الأمريكية.
تركيا
وفيما يتعلق بالتوترات التى تثيرها تركيا فى المنطقة، أكد أن هناك تنسيق ممتاز بين واشنطن والقاهرة ورؤية مشتركة للتحديات فى المنطقة، كما يتشاركا المخاوف مثل محاولات إيران الحصول على اسلحة نووية مما يشكل تهديد وزعزعة لاستقرار المنطقة وكذلك تشارك القلق بشأن سوريا واليمن وليبيا وهو ما يناقشه مسئولى البلدين بشكل دورى معا.
وأشار إلى أن الموقف الأمريكى من تركيا واضح إذ وجهت الولايات المتحدة تحذيرات لأنقرة بشأن التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص و"وصفنا ذلك بأنه أعمال استفزازية". وأضاف أن واشنطن لديها أيضا موقف صارم بشأن شراء النظام التركى نظام الدفاع الصاروخى المتطور إس 400 من روسيا، فيما يفرض القانون فى الولايات المتحدة عقوبات على الدول التى تستورد مثل هذه الأسلحة من روسيا ولها صلات بالأستخبارات الروسية، لذا يجرى حاليا تقييم كيفية تطبيق القانون على تركيا وما يمكن فعله.
وفيما يتعلق بتشكل "ناتو عربى"، أشار إلى أن الفكرة تقوم على تشكيل تحالف عسكرى أمنى يجمع دول التعاون الخليجى والأردن والولايات المتحدة بهدف العمل معا بشكل أكثر فعالية تجمع كافة القدرات معا، كما أن الأمر ينطوى على جانب اقتصادى والتبادل التجارى بين المنطقة والولايات المتحدة والتنسيق السياسى، وهو أمر قائم بالفعل. وبشأن ما أشيع عن انسحاب مصر من هذا التحالف أوضح جولدبيرجر أنه لا يوجد ما تنسحب منه مصر، فلازال العمل جارى على تحديد الإطار الذى يمكن أن نعمل من خلاله.
وأشار إلى أن الناتو العربى ينطوى على التعاون البحرى والدفاع والعسكرى بشكل عام لكن نظرا للهجمات البحرية التى وقعت مؤخرا فى الخليج العربى أصبح للبحرية مهم.
وتحدث عن تنسيق دبلوماسى وثيق بين القاهرة وواشنطن بشأن السودان وسوريا، لافتا إلى أن المبعوث الأمريكى الخاص بالسودان زار مصر قبل 10 أيام وسيعود قريبا مجددا إذ تتفق البلدين على ضرورة الانتقال السلمى للسلطة. وأكد أن هناك منظور مشترك أيضا بين البلدين بشأن ضرورة العملية السياسية فى ليبيا فلا مجال للحل العسكرى، كما أن هناك تعاون دبلوماسى مع فرنسا وإيطاليا والامارات وألمانيا للوصول إلى حل.
صفقة القرن
وكشف القائم بأعمال السفارة الأمريكية فى القاهرة، توماس جولدبيرجر، عن كواليس خاصة بإعداد الخطة التى يطلق عليها البعض "صفقة القرن". وقال إن الخطة صاغهتا مجموعة صغيرة بين 10 لـ20 من المسئولين فى الإدارة الأمريكية فى واشنطن، استقوا افكارهم من مصادر عديدة عملت سابقا فى جهود ومفاوضات عملية السلام.
وأضاف أن الخطة المكونة من 60 صفحة سوف تظهر للنور قريبا وفى الوقت المناسب. وقال جولدبيرجر إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منذ أن جاء إلى البيت الأبيض يصر على حل قضية الصراع الإسرائيلى الفلسطينى والتعامل مع المشكلات العالقة منذ عقود.
وأوضح جولدبيرجر أن الخطة ستجعل الفلسطينيون يحققون طموحاتهم وفى الوقت نفسه تضمن لإسرائيل الحفاظ على أمنها، داعيا إلى النظر إلى الخطة بشكل كلى عند إعلانها. وأعرب عن ثقته أنها ستنال إعجاب الكثيرون وبالنسبة للمعترضون، دعى إلى التوصل إلى نقاط ألتقاء للأفكار.
وشدد على أنه لا وجود لأى خطط بشأن تسكين الفلسطينيين فى سيناء أو وجود مشروعات تتعلق بهم، مشيرا إلى أن أى مشرعات فى سيناء هى لخدمة المصريين وهو ما أكده مؤتمر البحرين، الذى عقد يونيو الماضى والذى كان ناجحا للغاية، بحسب جولدبيرجر.
القائم بأعمال السفارة الامريكية فى القاهرة توماس جولدبيرجر
إيران وكوريا الشمالية والصين
ورفض السفير الأمريكى مقارنة الملف النووى الإيرانى بنظيره الإسرائيلى، قائلا إن إسرائيل لم تقل قط أن لديها اسلحة نووية كما أنها لا تهدد جيرانها على نقيض بعض الدول الأخرى فى المنطقة لذا يجب النظر بشكل مختلف للموضوع، بحسب قوله. وأضاف أن أفضل وسيلة هى تحقيق السلام بين اسرائيل وجيرانها من أجل الاستقرار فى المنطقة.
وعلى صعيد ملف كوريا الشمالية اشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تتخذ نهجا جديدا تجاه بيونج يانج، فبجانب العقوبات والضغوط هناك انفتاح نحو الحديث وإجراء لقاءات وهذا ما تم قبل اسابيع قليلة بين ترامب وكيم جونج أون وهو بادرة أمل. وحذر من استغلال الصين للدول الأخرى، مشيرا إلى أن الصين دولة مهمة وهى الدولة الشيوعية الاكبر وتتعامل هكذا مع الدول الاخرى حيث تستغل احتيجات الدول الاخرى لذا نحذر من التحديات الخاصة بذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة