حظيت فلسطين بالعديد من الكتب على طول التاريخ، واهتم بها الشرق والغرب، ومن الكتب المهمة فى ذلك كتاب (الحياة فى بيوت فلسطين) لـ "مارى إليزا روجرز" .
وفى الكتاب تسبر المؤلفة أغوار التاريخ الاجتماعى لفلسطين، أو ما قد يسميه البعض منَا المعيشة اليومية فى البيوت لعموم الناس القاطنين فى مدن فلسطين وقراها إبان الفترات السابقة على الانتداب البريطانى (1917- 1918م).
لقد سطرت المؤلفة هذا الكتاب خلال منتصف القرن التاسع عشر (1855- 1859م)، كاشفة عن تفاصيل ودقائق الأنماط المعيشية للفلسطينين فى تلك الفترة من الزمن، مع بعض التركيز على المناطق الشمالية من فلسطين، لا سيما حيفا والبلدات والقرى الشمالية منها، لكن الكتاب بفصوله الأربعة عشر غطى معظم مناطق فلسطين وتحدث عنها.
ما يميز هذا الكتاب فضلاً عن كونه كنزاً من المعلومات ومنطلقاً لمعرفة تلك الحقبة التاريخية البالغة الأهمية عن كثب، هو التعرف على الذهنية الدينية الرومانسية التى دمغَت آراء وأفكار المثقفين الأوروبين عموماً والانجليز خصوصاً حول "الأرض التى تفيض لبناً وعسلاً". وشعب الله المختار والمضطهد فى آن واحد، قبل أكثر من (70) عاماً من صدور وعد بلفور وحوالى (90) عاماً مما أنزله هتلر بيهود المانيا التى احتلتها فى أوروبا، أما الأهم من ذلك كله هو إحياء الذاكرة الجمعية لكل الفلسطينين حيثما كانوا، فى الوطن وفى الشتات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة