يحتفل الأمريكيون بمرور 50 عاما على هبوطهم على سطح القمر فى رحلة (أبوللو 11) فى عام 1969، ومن بعدها بدأ الناس يعرفون أشياء كثيرة للحياة فوق سطح القمر وظروفه.. لكن كيف كانت نظرة مفكرو عصر النهضة للحياة فوق الكواكب.
ربما يكون جاليليو (1564- 1642م) وأفكاره عن الفضاء هى التى فتحت المجال أمام الجمهور العادى لتخيل الفضاء وطرح لديهم سؤالا: ما الذى يوجد هناك؟ وعما إذا كانت هذه العوالم الأخرى تشبه عالمنا. هل الحياة موجودة عليها؟ هل عاش الناس هناك؟.
فى مقالة منشورة على موقع ancient-origins كتب رون ميلير تحت عنوان "أفكار مبكرة عن الحياة خارج كوكب الأرض: ما الذى قد يبدو عليه سكان الكواكب الأخرى؟" يقول ولم يمر وقت طويل حتى انتشرت كتب عديدة بدأت تتكهن بنوع الحياة التى توجد على هذه الكواكب، وافترض بعض المؤلفين أن أى حياة موجودة على الكواكب الأخرى يجب أن تكون بالضرورة إنسانية، واتخذ مؤلفون آخرون تعريفا أكثر مرونة لما يشكل معنى كلمة "إنسانية".
بدأ علماء الفلك الأوائل فى التساؤل عما إذا كانت عوالم أخرى ستكون مثل عالمنا، حيث كتب عالم الفلك الألمانى يوهانس كيبلر ما قد يكون أول رواية خيال علمى، Somnium التى نشرت فى 1634 (بعد سنوات قليلة من وفاته)، وكعالم جاد، وصف القمر ونوع المخلوقات التى قد تعيش عليه بدقة كما سمحت به معرفة الوقتـ لقد كان القمر عالمًا غريبًا بشكل لا يصدق، كما قال لقرائه
كانت الليالى 15 يومًا فقط مصحوبة بظل متواصل"، وكان البرد فى الليل أشد من أى شىء على الأرض، فى حين كانت حرارة النهار رهيبة. الحيوانات التى عاشت على القمر تكيفت مع هذه الظروف القاسية.
مع تقدم القرن السابع عشر أصبح السائد أن الكواكب ليست صالحة فقط للسكن بل مأهولة، ففى عام 1656، قام الكاهن والكاتب اليسوعى "أثناسيوس كيرشر" بجولة متخيلة فى السماء مع ملاك كدليل له، فى أثناء هذه الرحلات عبر العالم السماوى، تم اكتشف أن القمر قابل للسكن تمامًا، مع تضاريس متنوعة تضم الجبال والمحيطات والبحيرات والجزر والأنهار.
وفى رواية الفردوس المفقود (1667)، لـ جون ميلتون ناقش الملاك رافائيل وآدم، أول البشر، إمكانية الحياة فى عوالم أخرى، بما فى ذلك القمر، لكن الملاك حذر آدم، قائلاً إنه من الخطر التفكير فى مثل هذه الأمور لأن الله لا ينوى أن يفهم البشر كل شىء عن خليقته: "لا تحلموا بالعوالم الأخرى، ولا تسألوا ما هى المخلوقات التى تعيش هناك".
ولم يكن عالم الرياضيات الفرنسى المسمى برنارد دى فونتينيل خائفًا من الحلم بمثل هذه الأشياء وتساءل عن نوع المخلوقات التى قد توجد على الكواكب فى كتابه (محادثات حول تعدد العالمين، 1689). فى الواقع، لم يطرح السؤال فحسب، بل حاول أيضًا الإجابة عليه، وقد فعل ذلك بطريقة فريدة تمامًا، أوضح دى فونتينيل أنه على الرغم من أن الكواكب كانت عوالم تشبه عالمنا، إلا أنه من المحتمل أن تكون الظروف مختلفة إلى حد كبير. على سبيل المثال، سيكون الزئبق حارًا بدرجة لا تصدق لأنه قريب جدًا من الشمس.
وشرع دى فونتينيل فى وصف المخلوقات التى عاشت على الكواكب الأخرى بتفصيل كبير، وأعلن أن سكان عطارد مندفعون ومثيرون وسريعو الغضب، إنهم "شعب صغير أسود، محترق من الشمس".
بينما ذهب إلى أن سكان كوكب المشترى من الفلاسفة العظماء، وأهل زحل، بسبب المناخ البارد لكوكبهم، فضلوا الجلوس فى مكان واحد طوال حياتهم، ومع ذلك، قرر دى فونتينيل أن القمر ربما كان غير مأهول بسبب جوه الرقيق.
فى رحلة إلى عالم كارتيسيوس (1694)، يصف جابرييل دانييل سكان القمر بأنهم روحيون تمامًا، بدون أجسام مادية على الإطلاق، والذين يمكنهم السفر من مكان إلى آخر بقوة إرادتهم وحدها.
يحكى رالف موريس فى "سرد للحياة والمغامرات المذهلة لجون دانيال (1751) عن اختراع آلة تذهب فى رحلة إلى القمر" وبمجرد وصوله إلى هناك، يكتشف أناس أصحاب بشرة نحاسية تعيش فى الكهوف وتعبد الشمس.