فى مثل هذا اليوم منذ 94 عاما، قام الزعيم النازى هتلر، بنشر المجلد الأول من مذكراته "كفاحى" وذلك فى 18 يوليو عام 1925، من تحرير برنارد شتمبفل، والذى قتله هتلر فيما بعد فى مذبحة قام بها ضد بعض رجال سلطته عرفت بليلة "السكاكين الطويلة".
وكتاب "كفاحي" الذي الفه هتلر في السجن سنة 1924 بعد محاولة انقلاب، ويعد الكتاب واحداً من بين العديد من المؤلفات النازية التحريضية إلى أن استلم هتلر السلطة، لكن هذا الكتاب يتضمن رؤية كاملة للديكتاتور حسب وصف وسائل الإعلام الألمانية، وتحول كل ما فيه إلى حقيقة واقعة فيما بعد، العنصرية والعداء للسامية والإرهاب ضد ذوي العقائد الأخرى.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحتفظ وزارة المالية في مقاطعة بافاريا بحقوق المؤلف الخاصة بهذا الكتب الذي يحتوي على عناصر سيرة ذاتية بالإضافة إلى ايديولوجيا النازية، حتى عام 2016، حين فكت الحكومة الألمانية الحظر عن الكتاب، وسمحت بإعادة طبعته وبيعه للجمهور، مع شروحات وافية لسياق كلمات الكراهية وتعليقات تاريخية يصل عددها الى 3500.
وصرح حينها أندرياس فيرشينج، مدير معهد التاريخ المعاصر في ألمانيا، إن نشر نص الكتاب مع تعليقات الخبراء عليه "سيحطم الأسطورة" المحيطة به، في غضون ذلك رحبت منظمات يهودية بهذه الخطوة، معتبرة أنها ستساعد في شرح المحرقة اليهودية.
الطريف أن الكتاب، لقى بمجرد نشره قبولا كبيرًا، حتى أنه تصدر قوائم الأكثر مبيعا فى ألمانيا لعدة أسابيع، حيث بيعت منه نحو 85 ألف نسخة فى يناير 2015 من الإصدار الجديد الذي يشرح المشروع المعادي للسامية وفقا لرؤية زعيم النازية.
الأمر لم يقف عند حد إعادة طبع الكتاب فقط، بل تم عرض مسرحية "كفاحى" من تأليف جيورج تابوريس، ومستوحاه من أحداث الكتاب، وذلك فى أبريل من العام الماضى، بمدينة كونستانتس جنوبي ألمانيا، وقد تعرض العرض لانتقادات حادة بسبب منح المسرح الذي سيقدم العرض فرصة الدخول المجاني للزائرين الذين يحملون رمزا للصليب المعقوف، فى حين أن باستطاعة من يشتري بطاقة الدخول حمل نجمة داود كرمز للتعاطف مع ضحايا الحكم النازى.
ومن قبلها كانت دعت جمعية المدرسين الالمان الى تدريس كتاب أدولف هتلر "كفاحي" مصحوبًا بشروحات نقدية في المدارس الثانوية، بهدف تحصين الشباب ضد التطرف السياسي، غير ان هذه الدعوة لم تلقَ مساندة الجميع.