أصبحت ظاهرة الطلاق فى المجتمعات العربية من أبرز المشكلات الاجتماعية، التى شهدت تفاقماً فى الفترة الأخيرة، خاصة فى المجتمع المصرى، حيث بات الطلاق ظاهرة الزواج الحديث، بل أول الحلول المستخدمة للتعامل مع المشاكل الزوجية.
شهد عام 2018، ارتفاعا فى عدد حالات الطلاق وبالتالى معدل الطلاق وذلك مقارنة بعام 2017، حيث سجل معدل الطلاق 2.2 حالة لكل ألف من السكان خلال 2018، مقارنة بـ 2.1 حالة فى الألف عام 2017.
حالات الانفصال فى المجتمع المصرى
فيما بلغ إجمالى حالات الانفصال فى المجتمع المصرى خلال العام الماضى نحو 221 ألف حالة، مقابل 207.6 ألف حالة فى العام السابق له، بارتفاع بلغت نسبته 6%، ومن بين حالات طلاق العام الماضى، جاء 8542 حالة طلاق بحكم نهائى من القضاء وليس عند المأذون.
ولأن لكل شيئا سبب، جاء الضرب "الإيذاء" والخيانة الزوجية وغياب الزوج أو حبسه من أبرز الأسباب التى دفعت مئات الزوجات إلى اللجوء لمحاكم الأسرة لطلب الطلاق، وبالفعل نجحن فى الحصول على أحكام نهائية بالطلاق.
"الخلع" أكثر أسباب الطلاق العام الماضى
ولكن أكثر الأسباب التى سيطرت على معظم حالات الطلاق التى تمت العام الماضى بأحكام نهائية من القضاء، كان الخلع، والذى أُعتبر "موضة" الطلاق فى عام 2018، فمن بين إجمالى حالات الطلاق التى حصلت زوجات عليها من ساحات المحاكم، انفصل 7134 زوجا عن زوجته بسبب الخلع.
الأرقام السابقة، وثقها جهاز الإحصاء فى أحدث نشراته السنوية حول إحصاءات الطلاق فى مصر لعام 2018، وقد كشف خلالها أيضاً، حصول 690 زوجة على حكم نهائى بالطلاق بسبب "الضرب والإيذاء"، أما خيانة الزوج فتسببت فى صدور أحكام نهائية من القضاء بتطليق 6 زوجات.
أرقام إحصائية هامة
كما كشفت الأرقام الإحصائية، أن غياب الرجل أو حبسه دفع 31 امرأة إلى اللجوء للقضاء لطلب الطلاق، وبالفعل نجحت 8 زوجات فى الحصول على حكم نهائى بالطلاق بسبب حبس أزواجهم، فيما حصلت 23 زوجة أخرى على ذات الحكم، ولكن بسبب غياب الزوج.
أرقاما أخرى مهمة، وثقها جهاز الإحصاء فى هذا الإطار، أظهرت تسبب الأمراض وتغيير الديانة فى لجوء 16 زوجة إلى المحاكم والحصول على أحكام نهائية بالطلاق، من بينهن 11 زوجة تطلقت بسبب مرض الزوج، و5 أُخريات تطلقن بسبب تغيير الديانة.
الطلاق عند المأذون
فى السياق ذاته، ولكن، بالنسبة لحالات الطلاق التى تمت "بشكل ودى" عند المأذون والتى تعرف بـ"إشهادات الطلاق"، أظهرت الأرقام الإحصائية بلوغ عددها 211.554 ألف من إجمالى عدد حالات الطلاق عام 2018، مقابل 198.269 ألف فى 2017، بارتفاع 6.7%.
وبشكل عام، سجل عدد من محافظات الجمهورية ارتفاعا فى معدل الطلاق خلال العام الماضى، مقارنة بمحافظات أخرى، وقد جاءت محافظة القاهرة فى المركز الأول بمعدل 4.3 حالة لكل ألف من السكان، تلاها جنوب سيناء بـ 4.2 حالة فى الألف، ثم محافظة بورسعيد بمعدل طلاق بلغ 3.9 فى الألف.
وفى المقابل، سجلت محافظتا المنيا وأسيوط، أقل معدلات الطلاق على مستوى محافظات الجمهورية، حيث بلغ 1 فى الألف بكل محافظة، فيما ارتفع معدل الطلاق عن المعدل العام للجمهورية والبالغ 2.2 فى الألف بـ 11 محافظة تراوح المعدل بها بين 2.3 – 4.3 فى الألف.
حسب السن والمؤهل التعليمى.. عدد حالات الطلاق للأزواج والزوجات
وطبقا للسن، سجلت الفئة العمرية من 30 إلى أقل من 35 سنة بالنسبة للمطلقين، أعلى نسبة طلاق حيث بلغ عدد الإشهادات بها 43.164 ألف إشهاداً بنسبة 20.4%، بينما سجلت أقل نسبة طلاق للفئة العمرية من 18 لأقل من 20 سنة، بعدد إشهادات بلغ 540 إشهاداً بنسبة 0,3 % من إجمالى إشهادات الطلاق فى 2018.
أما بالنسبة للمطلقات، سجلت أعلى نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 30 سنة، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 39.376 ألف إشهاداً بنسبة 18.6%، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية 65 سنة فأكثر، بعدد إشهادات بلغ 1368 إشهاداً بنسبة 0,6% من جملة الإشهادات.
ووفقا للحالة التعليمية، سجلت أعلى نسبة طلاق بين المطلقين فى الحاصلين على شهادة متوسطة، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 74.078 ألف إشهاداً تمثل 35%، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الحاصلين على درجة جامعية عليا، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 236 إشهاداً بنسبة 0,1% من جملة الإشهادات.
فيما سجلت أعلى نسبة طلاق بالنسبة للمطلقات، بين الحاصلات على شهادة متوسطة، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 67.025 ألف إشهاداً تمثل 31.7%، وجاءت أقل نسبة طلاق بين الحاصلات على درجة جامعية عليا، بعدد إشهادات بلغ 167 إشهاداً بنسبة 0,1% من إجمالى عدد إشهادات الطلاق خلال عام 2018.