ألقى نقل الموظفة البريطانية الإيرانية نازانين زاغرى-راتكليف المسجونة فى إيران من السجن إلى الجناح النفسى التابع لأحد المستشفيات، الضوء على مزدوجى الجنسية فى إيران، هذا البلد الذى لا يعترف بالجنسية المزدوجة فحسب، بل ينظر لأصحابها من يحملون جنسيات أخرى غير الإيرانية بريبة لاسيما من يترددون منهم بالسفر إلى إيران كثيرا ويعملون فى جهات أجنبية، الكثير منهم يتهموا بالتجسس ويتنهى بهم الأمر خلف القضبان لسنوات.
وذكرت الحملة التى تطالب بالإفراج عنها، أن والدها زار المستشفى الثلاثاء وأكد أنها محتجزة هناك تحت سيطرة الحرس الثوري، وأضافت أنه مُنع من رؤيتها رغم أنه انتظر عدة ساعات. وقالت الحملة "هذا أمر غير اعتيادى، هى الآن معزولة عن أسرتها أو أى ممثل قانونى تحت سيطرة الحرس الثورى الإيرانى لأكثر من 36 ساعة".
وقضية زاغرى المرأة ذات الـ 40 عاما الموظفة لدى مؤسسة "طومسون رويترز" الداعمة للصحفيين، بتعود إلى عام 2016 عندما ألقى القبض عليها فى أبريل من السنة نفسها، أثناء زيارة عائلية لإيران، وداخل مطار طهران فيما كانت تستعد للتوجه إلى بريطانيا مع ابنتها الصغيرة.
واتهمت نازنين التي تحمل الجنسية الإيرانية والبريطانية بالإعداد لـ "إطاحة ناعمة بالجمهورية الإسلامية"، والعضوية في مجموعة نشطت عامي 2014 و2015، في محافظة كرمان (جنوب شرق) من خلال إنشاء مواقع إنترنت ونشاطات دعائية ضد أمن البلاد.
وقال الحرس الثوري آنذاك إن زاغري "كانت عضوة في جمعيات ومؤسسات أجنبية تهدف إلى تحضير وتنفيذ مشاريع إعلامية وعبر الإنترنت بهدف تنفيذ عملية قلب ناعم لنظام الجمهورية الإسلامية المقدس"، وحكم عليها بالسجن لمدة 5 سنوات.
ومنذ توقيف نازنين زاغري وحتى الآن، تشتت أسرتها، فيما يواصل الزوج البريطاني من آن لآخر شرح قضية زوجته في الفضائيات، مطالباً بتدويل القضية، وأقام وقفة احتجاجية أمام سفارة طهران فى لندن، وساندته منظمات حقوق الإنسان المختلفة والتى طالبت بإطلاق سراح زاغري، لكن إيران تصر على أن تقضي زاغري سنوات سجنها الخمس.
وقال زوجها ريتشارد راتكليف، فى يناير الماضى، إن قوات الأمن الإيرانية عرضت على زاغري أن تعمل جاسوسة لصالح إيران من أجل إطلاق سراحها.
جيرمى هانت وابنة زاغري
وفى محاولة من جانبها، منحتها بريطانيا فى مارس العام الجارى الحماية الدبلوماسية في محاولة لإطلاق سراحها. وفشل وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، في إطلاق سراح نازنين زاغري خلال سفره إلى طهران نوفمبر 2018، وفي هذه الزيارة رفض وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وقال لوزير الخارجية البريطاني، إن "القضاء الإيراني مستقل ولا يمكن للحكومة الإيرانية أن تتخذ قرارًا في هذا الأمر".
وفى يونيو 2019 تدخل جيريمي هانت مجددا والتقى زوجها وكتب على حسابه في "تويتر" رسالتي إلى إيران هي: افعلوا الشيء الصحيح، وأظهروا العالم إنسانيتكم، ودعوا هذه المرأة البريئة تعود إلى منزلها". لكن عدم اعتراف الحكومة الإيرانية بالجنسية المزدوجة يمنع السفارات الغربية المعنية من رؤية الأفراد المعنيين الذين تم احتجازهم.
وأنهت زاغرى قبل اشهر قليلة اضرابا عن الطعام استمر 15 يوما من أجل ان تحتفل بعيد ميلاد ابنتها التى بلغت الخامسة. ولاتزال تعيش طفلتها الوحيدة "جيسو" عند عائلة زاغري بطهران بعيدة عن أبيها وأمها، وهى اليوم محتجزة فى مستشفى نفسى.
وزاغرى هى واحد من العشرات من مزدوجى الجنسية.
وكانت أرس اميرى آخر فتاة بريطانية حكم عليها بالسجن 10 سنوات مايو الماضي، وأحدثهم هى الباحثة الفرنسية فريبا عدالتخواه التى ألقى القبض عليها الشهر الماضى، دون إعلان التهم المنسوبة إليها.
ولدي طهران سجل حافل باعتقال مزدوجي الجنسية بتهم التجسس، وتتصدى لما يسمى "مخطط اختراق إيران من قبل مزدوجي الجنسية" الذى أصبحت هاجس لدى مسئولى النظام فى وقت تخوض فيه طهران صراعا مع المجتمع الدولى حول برنامجها النووى من جديد.