منذ سنوات طويلة وبينما كانت الدولة الإسلامية فى عز قوتها، فكرت فى العبور إلى البر الآخر إلى شبه جزيرة أيبيريا، وكانت أول المعارك الكبرى هى معركة "وادي لكة" أو معركة "شذونة" وقعت في 28 رمضان 92 هـ/19 يوليو 711 م بين قوات الدولة الأموية بقيادة طارق بن زياد وجيش القوط الغربيين بقيادة الملك رودريك الذي يعرف في المصادر الإسلامية باسم لذريق، وانتصر الأمويون في تلك المعركة انتصارًا ساحقًا أدى لسقوط دولة القوط الغربيين، وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سيطرة الأمويين.
وكان طارق بن زياد جندياً معروفا بالشجاعة استطاع القائد العربي موسى بن ميمون أن يستفيد منه فاختاره حاكما لطنجة وما يليها، ثم اختاره لفتح الأندلس.
ولأن العرب أرادوا أن يذكروا نوعا من القداسة على رحلتهم إلى الغرب، فقد طلبوا بركة إلهية لفعلتهم، وبالطبع ليس هناك ما هو أفضل من تبشير النبي للعابرين بالنصر.
وقد أورد ابن الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ" أن طارق بن زياد لما ركب البحر في طريقه إلى الأندلس غلبته عينه، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه المهاجرون والأنصار قد تقلدوا السيوف وتنكبوا القِسِيَّ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا طارق تقدم لشأْنك. وأمره بالرفق بالمسلمين والوفاء بالعهد، فنظر طارق فرأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه قد دخلوا الأندلس أمامه، فاستيقظ من نومه مستبشراً، وبشَّر أصحابه، وقويت نفسه، ولم يشك في الظَّفَر.
وهذه القصة رواها أيضا المقري التلمساني فى كتابه "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" في القرن الحادي عشر هجري، أي قرابة عشرة قرون بعد طارق بن زياد، وبعد نهاية الحكم الإسلامي في الأندلس.