أكد الرئيس اللبنانى ميشال عون، أن أحداث العنف والاشتباكات المسلحة التى وقعت مؤخرا فى منطقة جبل لبنان، يجب أن تخضع لمحاكمة عادلة وسليمة تمهد الطريق أمام مصالحة بين أطراف الحادثة، مشددا على أنه "لا تسويات على مثل هذه الجرائم".
وقال الرئيس اللبنانى - خلال استقباله اليوم الجمعة عددا من الوفود - إنه لا يوجد أحد يرضى بتكرار ما حدث من اشتباكات دامية فى الجبل، وإنه لن يكون أحد فوق القانون والإجراءات القضائية العادلة، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن العيش المشترك فى منطقة الجبل، مُصان بإرادة أبناء الجبل وبرعاية الدولة ومؤسساتها.
وأضاف أن تفعيل حضور الدولة فى منطقة الجبل وغيرها من المناطق لا يكون فقط بالأمن، وإنما أيضا بالإنماء وتعزيز قطاعات الإنتاج لتوفير فرص عمل جديدة لكى لا تنحصر فى العاصمة والضواحى والمدن الساحلية، بل فى المناطق كافة.
ويصر التيار الوطنى الحر والحزب الديمقراطى اللبناني، وبدعم من حزب الله، على إحالة الوقائع فى أحداث عنف الجبل إلى المجلس العدلى (جهة قضائية تنظر فى القضايا شديدة الخطورة التى تمس أمن الدولة) وفى المقابل يرى رئيس الحكومة سعد الحريرى والحزب التقدمى الاشتراكى وحزب القوات اللبنانية، وبدعم من رئيس المجلس النيابى نبيه بري، أن يتم إعطاء الوقت للتحقيقات الأمنية والقضائية لكشف حقيقة ما جرى من أحداث فى الجبل.
وشهدت منطقة الجبل، قبل نحو 3 أسابيع، أحداث عنف واشتباكات مسلحة دامية، حيث قطع عدد من أنصار الحزب التقدمى الاشتراكى الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على زيارة وزير الخارجية رئيس "التيار الوطنى الحر" جبران باسيل. كما تعرض موكب وزير شئون النازحين صالح الغريب، وهو حليف لباسيل، لإطلاق النيران عقب مشاركته فى جانب من جولة الوزير باسيل.
وكان المحتجون على زيارة باسيل إلى الجبل، قد قطعوا الطرق بهدف منعه من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التى أدلى بها تستهدف الوقيعة وتشعل الفتنة الطائفية وتستحضر أجواء الحرب الأهلية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمى للحزب الديمقراطى اللبنانى الحليف لباسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطى اللبنانى والحزب التقدمى الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض فى وقوع الحادث.
وبينما اعتبر الحزب الديمقراطى اللبنانى والتيار الوطنى الحر أن الحادث مثّل "كمينا مسلحا" فإن الحزب التقدمى الاشتراكى ينفى بصورة قاطعة صحة هذا الاتهام، مؤكدا أن رئيس التيار الوطنى الحر أدلى بتصريحات انطوت على استفزاز وإثارة للمشاعر الطائفية بين الدروز والمسيحيين فى الجبل، وهو الأمر الذى دفع أنصار الحزب الاشتراكى إلى قطع الطرق فى الجبل بصورة عفوية، وأن المرافقين الأمنيين للوزير الغريب هم من بادروا بإطلاق النيران بصورة عشوائية ومكثفة على المحتجين.ش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة