فى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب إصرار الأخيرة على الحصول على منظومة الدفاع الصاروخى الروسية إس 400، فإن الأمر أكبر من مجرد محاولة منع انجراف أنقرة نحو موسكو، ويقع فى قلب سباق تسلح مرير بين أكبر قوتين عسكريتين فى العالم هما الولايات المتحدة وروسيا، حيث تحاول كل منهما المحافظة على توفقها العسكرى ومنع كشف أسرار السلاح الأقوى والأهم لديهما.
فقد أكد مارك إسبر، مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع، أنه لا يمكن لتركيا أن تمتلك الطائرة إف-35، المقاتلة المتطورة القادرة على التخفى عن الرادار، ومنظومة إس-400 الروسية للدفاع الجوى فى آن وحد.
وقال إسبر، وزير الجيش، فى جلسة التصديق على تعيينه أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ إنه أخبر وزير الدفاع التركى أنه يمكنهم امتلاك منظومة إس-400 أو إف-35، لا يمكنكم امتلاك الاثنين، مضيفا أن حيازة منظومة إس-400 تقوض بشكل أساسى قدرات إف-35 ومن ثم قدرة أمريكا على الاحتفاظ بالتفوق الجوى فيما بعد.
وبعد أن تلقت تركيا أجزاء من منظومة إس 400 الروسية، قرر الرئيس دونالد ترامب تعليق تسليم أنقرة طائرات إف 35، وذلك بعد قرار سابق بوقف تدريب الطيارين الأتراك عليها.
ولعل فهم القدرات الخاصة بكل سلاح توضح أسباب هذا الموقف الأمريكى. فالطائرة إف 35 تعد أقوى طائرة حربية فى العالم، وهى من إنتاج لوكهيد مارتن ويبلغ سعر الواحدة منها 100 مليون دولار. هى مقاتلة شبح ذات مقعد واحد ومحرك أحادى وتعمل فى جميع الأحوال الجوية. وتتميز هذه الطائرة بسرعتها الفائقة التى تصل إلى 2000 كليومتر فى الساعة.
كما أن الطائرة إف 35 مزودة بصواريخ أرض جو وأجهزة استشعار ورادارات عالية الدقة. وكذلك قائد الطائرة المقاتلة يرتدى خوذة يصل سعرها إلى 400 ألف دولار تمكنه من الرؤية فى جميع الزوايا. وأبرز ما يميز هذه الطائرة هو قدرتها الفائقة على المناورة والتخفى وهو السبب فى تسميتها بـ "الشبح"، حيث أن قادرة على تفادى رصدها من قبل الرادارات الأرضية بل وتدميرها.
وفى تقرير لها يوم السبت الماضى، قالت مجلة "فورين بوليسى" إن واشنطن تستغل طائرتها الشبح المقاتلة لتحقيق الكثير من المكاسب والهيمنة على الدول التى تستورد منها هذه المقاتلات أو تشارك جزئيا فى تصنيعها. وسبق أن علقت واشنطن مشاركة إسرائيل فى مشروع إف 35 عندما علمت أنها باعت مكونات من طائرات بدون طيار إلى الصين.
أما عن منظمة الدفاع الجوى الروسة إس 400، فهى أحد أهم الأنظمة الدفاعية الجوية القادرة على صد هجمات الصواريخ الباليستية والطائرات الهجومية على بعد 400 كيلومتر. ويصل سعر المنظومة الواحدة نصف مليار دولار
تتكون منظومة إس 400 الروسية من رادار بعيد المدى ومركز لتحديد الأهداف ومنصة لإطلاق الصواريخ ورادار لتوجيه الصواريخ.
وقد أكد البنتاجون أن حيازة إس 400 وإف 35 معا يمكن أنت يؤدى إلى فك شفرة الطائرة المقاتلة. كما تقول الولايات المتحدة إن نظام الدفاع الصاروخى الروسى مصمم لإسقاط طائرات الناتو ويمكن أن يجمع معلومات مهمة يمكن أن تعرض للخطر قدرات إف 35.
وقد أدى إصرار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على الفوز بأهم سلاح فى روسيا وأمريكا إلى إراق بلاده فى سباق تسلح بينهما لا ناقة لأنقرة فيه ولاجمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة