كشفت وزارة الصناعة اليابانية أمس الاثنين أن اليابان ستشدد القيود المفروضة على صادرات مواد التكنولوجيا الفائقة المستخدمة فى شاشات الهواتف الذكية وشرائح المعالجات إلى كوريا الجنوبية، وسط نزاع متزايد بشأن الكوريين الجنوبيين الذين أجبروا على العمل لصالح الشركات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، وهو الامر الذى أدانته العاصمة الكورية الجنوبية "سيول".
وبحسب موقع gadgetsnow الهندى، فستؤدى ضوابط التصدير الأكثر تشددًا الجديدة، والتى ستصبح سارية المفعول بداية من يوم الخميس، إلى إبطاء عملية التصدير لعدة أشهر، وهو ما سيؤثر على عمالقة التكنولوجيا الكوريين الجنوبيين، مثل Samsung Electronics وSK Hynix وLG Display.
وتأتى هذه الخطوة وسط إحباط طوكيو المتزايد إزاء ما تصفه بعدم اتخاذ إجراءات من جانب سيول بشأن القضايا الناشئة عن حكم المحكمة العليا الصادر فى أكتوبر الماضى والذى أمر شركة "نيبون ستيل" اليابانية بتعويض عمال السخرة السابقين، وقال وزير الصناعة فى كوريا الجنوبية، سونغ يون مو: "سنتخذ التدابير المضادة اللازمة بما فى ذلك تقديم شكوى إلى (منظمة التجارة العالمية)."
وقال سونغ "لقد أعربت حكومتنا عن أسفها العميق" بسبب تشديد اليابان لشحناتها من المواد، وقال مسؤولو وزارة المالية إن وزير المالية الكورى الجنوبى دعا أيضًا إلى عقد اجتماع لمناقشة خطط الرد على الخطوة اليابانية، وقالت إن وزارة الخارجية الكورية الجنوبية استدعت سفير اليابان ودعت إلى سحب القيود المفروضة.
وقد رفضت اليابان اقتراح كوريا الجنوبية الشهر الماضى بإنشاء صندوق تعويض مشترك للضحايا بمساهمات من شركات البلدين. وقال مسؤول بوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية "كوريا الجنوبية فشلت فى إظهار أى إجراءات مرضية لحل مشكلة السخرة ... وألحقت أضرارا بالغة بالثقة المتبادلة".
يذكر أن البلدين يشتركان فى تاريخ مرير يعود إلى الاستعمار اليابانى لشبه الجزيرة الكورية من عام 1910 إلى عام 1945، بما فى ذلك الاستخدام القسرى للعمالة من قبل الشركات اليابانية واستخدام نساء المتعة، وهى تعبير ملطف للفتيات والنساء، وكثير منهم كوريات، يجبرن على العمل فى بيوت الدعارة فى زمن الحرب.
وتعد المواد التى سيتم تقييدها هى بوليميدات مفلورة، مستخدمة فى شاشات الهواتف الذكية، بالإضافة إلى مقاومتها وفلوريد الهيدروجين (HF)، والذى يستخدم كغاز محفور لصنع أشباه الموصلات، فيما يقاوم طبقات رقيقة من المواد المستخدمة لنقل أنماط الدائرة إلى ركيزة أشباه الموصلات، ويستخدم فلوريد الهيدروجين فى حفر مواد السيليكون.
وقال المسؤول بالوزارة إن اليابان ستوقف المعاملة التفضيلية لشحنات هذه المواد الثلاث إلى كوريا الجنوبية، مما يتطلب من المصدرين طلب إذن فى كل مرة يرغبون فى شحنها، والتى تستغرق حوالى 90 يومًا، وذكرت صحيفة سانكى التى نشرت الخطط يوم الأحد أن اليابان تنتج حوالى 90٪ من بوليميدات مفلورة وتقاوم فى جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى حوالى 70٪ من غاز الحفر، مما يجعل من الصعب على صانعى الرقائق إيجاد بدائل.
وقال مصدر فى واحدة من أكبر شركات صناعة رقائق الذاكرة فى كوريا الجنوبية إن صانعى الرقائق سيضطرون إلى محاولة بناء مخزون، مضيفًا أن الشركة تعتمد على اليابان فى أكثر من 70 فى المائة من مقاومتها وحفر الغاز.