مشاهد متفرقة ظهرت على مدار شهر مدة استضافة مصر لبطولة الأمم الإفريقية فى كافة ربوع المحروسة 2019، انتجت فى النهاية لوحة مبهرة زاهية الألوان عن بلد عظيم، مهد الحضارات، فحينما كانت المنافسات تشتعل بين المنتخبات الإفريقية فى بطولة الأمم 2019 فى الملاعب، كانت صور مصر المتطورة، المنظمة، الآمنة، المضيافة، تٌشعل جميع صحف العالم ومواقع التواصل الإجتماعى.
فالقاهرة استطاعت أن تقدم نموذجًا فريدًا فى القدرة على تنظيم الفعاليات الكبرى، وعلى مدار شهر كامل وفى وسط حضور مئات الآلاف من الجماهير الإفريقية التى أتت لتشجيع منتخباتها الوطنية خلال البطولة، لم تظهر مشكلة واحدة، لا داخل المباريات ولا خارجها، واستطاعت مصر أن تسوق لنفسها كبلد أمن ومستقر.
تلك الصورة المتحضرة التى قدمتها مصر استطاعت أن تحل محل الصور المشوهة التى حاول البعض نشرها عن البلاد، وشاهد العالم أجمع على الهواء مباشرة كيف تبدو بلد الأهرامات ومهد الحضارات، ورسخت فى أذهان العالم الوضع الحقيقى لمصر ومكانتها وخطواتها التى خطتها نحو مستقبل واعد ومشرق لأبنائها.
مشهد آخر خلال حفلى إنطلاق البطولة وختامها والذى شاهده أكثر من 100 ألف شخص داخل استاد القاهرة، والذى جمع مشجعين الدرجة الثالثة، وأسر وعائلات، ونجوم المجتمع والكرة، ومسئولين وسياسيين، وأعضاء الكاف والفيفا، والذى تم تنظيمه بطريقة اعتمدت على أحدث الوسائل التكنولوجيا، فخرجا بشكل مبهر للجميع.
وكذلك من أشهر المشاهد، زيارات المنتخبات ونجوم الكرة العالميين للمقاصد السياحية، ويأتى فى مقدمتهم محمد صلاح واللاعب الإسبانى سيرخيو راموس على شواطئ البحر الأحمر، و السويسرى جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، وأحمد أحمد رئيس الكاف، فى المقاصد السياحية المصرية والأهرامات والمتحف، والتى تناقها العالم أجمع.
كل تلك المشاهد والتى أظهرت قوة الدولة المصرية بمثابة دعاية مجانية للسياحة المصرية، خاصة الأمن والذى يعد أحد أهم العناصر فى المنظومة السياحية، ويعزز نجاح مصر فى تأمين البطولة بهذا الشكل نمو السياحة خلال الفترة القادمة، وهو الأمر الذى سيظهر جليا فى حجوزات الموسم الشتوى والذى سيبدأ فى أكتوبر المقبل.
ويعد ذلك شهادة جديدة لمصر على الأمن والاستقرار اللذان تنعمان به، حيث يضيف ذلك رصيدا كبيرا لما حققه قطاع السياحة في الآونة الأخيرة من طفرة غير مسبوقة، حتى أصبحت السياحة المصرية الأسرع نمواً بدول شمال إفريقيا، بناء على تقريرا لمجلس السياحة والسفر العالمي، ذكر فيه جهود الدولة المصرية المبذولة لتحسين الأوضاع الأمنية، الأمر الذي أدي إلى زيادة السياحة بمعدل 61.5%.
وكشف التقرير عن أن جهود قطاع الأمن في مصر التي بُذلت في السنوات الأخيرة، أدت إلى إعادة جذب السائحين، وزيادة نشاط شركات السياحة الكُبرى مرة أخرى، وتوجيه أنظارها إلى الوجهات المصرية السياحية المشهورة مثل شرم الشيخ وغيرها من المدن.
وأكد التقرير الذى أصدره مجلس السياحة والسفر العالمي، أنه تم إجراء مقارنة في قطاع السفر والسياحة بين 521 دولة، حيث ارتفع معدل السياحة بنسبة 61.5%، ويوفر هذا القطاع ما يعادل 561% من إجمالي عدد الوظائف فى مصر.
كذلك نجاح البطولة بالتنظيم المصرى سيفتح شهية المؤسسات الكروية الإفريقية والعالمية أيضا لوضع مصر على خريطة السياحة الرياضية، وهى سياحة هامة جدًا تقدم عددًا كبيرًا من المميزات للمقصد السياحى، فإقامة بطولة رياضية فى بلد بعينها يعنى الترويج السياحى المجانى وجلب آلاف من السائحين وبعث رسائل إيجابية للعالم عن هذه البلد.
ويعد اختيار مدينة الغردقة من قبل الكاف لإقامة حفل اختيار أحسن لاعب إفريقى فى 2019 أكبر دليل على النجاحات التى تنتظر قطاع السياحة، فبعد سنوات من إقامة الفاعلية في مدينة لاجوس النيجيرية، وافق الكاف على إقامة الحفل في الغردقة، بعد أن شاهد حسن التنظيم للبطولة الإفريقية والأمن الذى تتمتع به البلاد، وسحر المقاصد السياحية المصرية.
وستقام الحفل فى شهر يناير المقبل بأحد فنادق منطقة سهل حشيش السياحية الشهيرة، وسيقام الحفل بحضور عدد كبير من نجوم كرة القدم العالمية والإفريقية السابقين والحاليين، وكذلك عدد من مسئولي الأندية العالمية التي ينتمي لها اللاعبون المنتظر دخولهم في دائرة المنافسة على اللقب هذا العام.
وقال كامل أبو علي، رئيس مجلس إدارة جمعية مستثمرى البحر الأحمر، إن هذه الخطوة بما سيتبعها من تغطية إعلامية دولية للحدث من شأنه أن يضع مدينة الغردقة فى مكانتها العالمية سياحيًا، بكل مجالات الإعلام، وكذالك لمتابعي نجوم الكرة علي وسائل التواصل الاجتماعى.
وأوضح أنه سيتم الترتيب والتنسيق للجهود مع جميع مستثمري البحر الأحمر ليخرج هذا الحدث فى أحسن صورة مشرفة لمصر، حيث سيكون مثار إبهار العالم ومحطة جديدة فى تنشيط الحركة السياحية، خاصة أن عدد المتابعين والمشاهدين للحفل تتخطى حاجز المليار مشاهد، وهو الحدث الذى سيزيد الجذب العالمى للمقاصد السياحية لمصر خلال الموسم الشتوى المقبل.