سياسات أردوغان وضعت السياحة التركية فى خطر حقيقى خاصة مع تراجع الإقبال العربى عليها خاصة من المملكة العربية السعودية التى وجهت تحذيرا لرعاياها بتجنب السفر إلى تركيا، وتراجعت السياحة السعودية فى تركيا المرتبة العاشرة، فمع تزايد حالات القمع إلى جانب حالات الاعتقال المتزايدة بدون أسباب، جعل مناخ تركيا غير آمن للزائرين، وهو ما انعكس بشكل كبير على معدلات إقبال السياح خاصة فى ظل السياسات التحريضية للرئيس التركى ضد دول المنطقة.
وكانت وزارة الخارجية السعودي، حذرت مواطنيها الأربعاء الماضى من عمليات احتيال مالية تتم في تركيا، وقالت: "نظرا لتعرض الكثير من المواطنين لعمليات استغلال من قبل بعض الشركات المحلية لتأجير السيارات بمطار طربزون ومركز المدينة وسحب مبالغ مالية من البطاقات الائتمانية لإصلاح السيارات عند تعرضها لحوادث أو أعطال بسيطة وإجبارهم على دفع مبالغ إضافية، تنصح السفارة بالآتي: الحرص على التعامل مع شركات تأجير السيارات العالمية المعروفة، وتجنب استئجار سيارات من أشخاص أو مكاتب غير معتمدة".
وأكدت الخارجية ضرورة الحصول على نسخة من عقد التأجير، وأن يكون مكتمل البيانات ذات العلاقة ومبلغ التأجير، الحرص على أن يكون عقد استئجار السيارة متضمنا مبلغ التأمين الشامل (ما يسمى تأمين صفر) عند الاتفاق على ذلك، عند التعرض لحادث سير -لا سمح الله- ضرورة عدم مغادرة موقع الحادث قبل وصول الجهات الأمنية المختصة والحصول على تقرير الحادث.
تراجع السياحة السعودية
وقد سلطت الصحف السعودية الضوء على تراجع السياحة السعودية بتركيا بسبب سياسات أردوغان، وقالت فى تقرير لها إن الأرقام الصادرة عن الحكومة التركية تشير إلى تراجع كبير فى عدد السياح السعوديين الوافدين إلى تركيا خلال العام الأخير، ليس ذلك فحسب بل كشف التقرير أن هناك تراجع عالمى وعربى كبير فى الإقبال على السياحة التركية مؤخرًا .
ولفت التقرير إلى أن أغلب الوافدين إلى تركيا خلال الفترة الأخيرة من الأتراك المغتربين فى الخارج حيث تشير الإحصائيات أن ما يزيد عن 6.5 مليون زاروا تركيا خلال الربع الأول من عام 2019، وذلك وفقا لتقرير صادر عن معهد الإحصاءات التركى، منهم 17.8% أى خمسهم تقريبا من الأتراك المقيمين فى الخارج مما يعنى أن هناك تراجع كبير فى قطاع السياحة التركى بسبب سياسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وفى وقت سابق، ركزت صحيفة «سبق» الإلكترونية على بيانات وزارة الثقافة والسياحة التركية، التي أفادت بتراجع السياحة في تركيا بسبب الاضطرابات السياسية التي افتعلتها حكومة رجب طيب أردوغان مع المملكة العربية السعودية، وخاصة خلال شهرى يناير وفبراير الماضى، مشيرة إلى تهديد وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو للسياح الذين ينتقدون سياسات بلاده؛ بالاعتقال في مطارات تركيا.
وأشارت بيانات الإدارة التركية إلى تراجع أعداد السياح السعوديين إلى تركيا عن العام الماضي من المرتبة الـ 4 إلى المرتبة الـ 11، وتفسر الصحيفة السعودية الأمر بأن حالات الاعتداء على السياح الخليجيين بشكل عام والسعوديين بالأخص إلى جانب غياب الأمن في المدن التركية وازدياد معدلات الجرائم والسرقة أسباب رئيسية أدت إلى هذا التراجع.
دعوات المقاطعة للسياحة التركية
وقد بدأت دعوات المقاطعة للسياحة التركية كانت فى عام 2018 عندما دشن خليجيون هاشتاج تركيا بلد غير آمنة، ليعددوا جرائم السرقات والاعتداءات التى تشهدها تركيا، وحينها أكد خالد الزعتر المحلل السياسى إن تركيا بلد غير آمن، وهناك الكثير من حالات الإعتداء والسرقة التي يتعرض لها السياح في تركيا، فقد نشرت جريدة زمان التركية عن تقرير لوزارة العدل التركية يتحدث عن إرتفاع ملحوظ فى معدلات الجرائم فى البلاد.
وصرحت رئيسة مكتب جمعية حقوق الإنسان في مدينة إسطنبول جولسرين يوليري في العام 2018 أنه بينما العالم بأسره يعمل على مكافحة التسلح الفردى فتركيا تهدف لأن يصل عدد السياح إلى 50 مليون سائح بحلول 2023، وأن يصل الدخل من السياحة إلى 50 مليار دولار، ولذلك فإن الدعوة إلى مقاطعة السياحة التركية ليس هناك من شك أنها سوف تشكل ضربة قاصمة للاقتصاد التركى.