قال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن أفريقيا وقعت فى الماضى فريسة للاستعمار الغربى الذى تقاسمت امبراطورياته أراضيها ونهبت ثراوتها وأمعنت فى إضعافها واستمرار تخلفها لتظل مصدرا للمواد الخام و العمالة الرخيصة وسوقا للمنتجات وساحة للنفوذ والصراعات بين تلك القوى.
وأضاف ضياء رشوان فى مقال له بعنوان مستقبل أفريقيا بيدها وحدها والذى نشر دورية الهيئة العامة للاستعلامات "آفاق أفريقية"، أنه بعد أن ناضلت شعوب أفريقيا وقاد نضالها قادة عظام وبعد أن عانت من أشكال الاستعمار الجديد وانقسامات الأيديولوجيا فى الحرب الباردة بدأت تتطلع شعوبها للاستقرار والتنمية واستغلال ثرواتها لخير شعوبها.
وتابع رشوان:" فى هذه الفترة تكالبت القوى الدولية من الغرب والشرق والشمال تحت شعارات التنمية المشتركة والمساعدات والاستثمار وفق صيغ متعددة كان أبرزها صيغة 55+1 وهى القمم التى تنافست القوى الكبرى والمتوسطة فى أنحاء العالم لترسيخها فى التعامل مع دول القارة الأفريقية مجتمعة".
وأوضح ضياء رشوان أن إجمالى الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى القارة الأفريقية لم تتعد ما تتلقاه دولة واحدة أو مجموعة محدودة من الدول فى مناطق أخرى، مضيفا:" ولا زال الميزان التجارى لأفريقيا مع دول العالم الأخرى فى غير صالح القارة ومازالت ثرواتها تصدر فى شكل مواد خام ومازالت نسب البطالة فى أفريقيا هى الأعلى".
ولفت ضياء رشوان إلى أن المواقف الأوروبية من القضايا الأفريقية خاصة فى حالات الصراع وعدم الاستقرار هى مواقف منقسمة وبعضها مريب أحيانا، متابعا:" ولعل الانقسام الأوروبى إزاء الوضع الخطير فى ليبيا يعد مثالا على المواقف الأوروبية التى لم تساعد جديا حتى الآن فى مكافحة الإرهاب والميليشيات وإنهاء الانقسامات وفرض الاستقرار من خلال جيش وطنى قوى موحد وجهاز وطنى واحد واستعادة السيادة الكاملة للسلطة الليبية على كافة الأراضى الليبية".
واختتم ضياء رشوان مقاله، قائلا:"لن تحل مشكلات أفريقيا إلا بأيد أفريقية والشعوب الأفريقية هى القادرة على اقتراح الحلول لقضاياها سواء فى التنمية أو السلام والاستقرار أو التعامل مع قضايا الهجرة والمناخ والتجارة وغير ذلك، بتعاونها معا تستطيع شعوب أفريقيا الانتقال من واقع مأزوم الى واقع جديد يحقق آمالها فى السلام والاستقرار والتقدم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة