مهن تراثية كثيرة قاربت علي الإندثار بمحافظة الفيوم وأبي أصحابها أن يتركوا هذه المهن وحافظوا عليها وتمسكوا بها وأصروا علي توريثها لأبنائهم حتى لو اتجهوا الي مهن أخري ومستويات تعليمية عالية تختلف عن القدر البسيط من التعليم الذي حصل عليه آبائهم ومن هذه المهن الفخار والخزف والخوص والصدف
الأرابيسك عشق شويشة بالفيوم
"علي شويشة" أشهر وأقدم صانع للأرابيسك بمحافظة الفيوم بل أنه الوحيد بالمحافظة الذي يمتهن هذه المهنة بورشته الصغيرة التي تبعد عن مدينة الفيوم بحوالي 7 كيلو مترات يجلس الحاج علي وتحيط به تحف فنية صنعها بيديه من الأخشاب المزخرف بالحلي التي تخطف الأنظار ولا يخطر ببالك أبدا أن هذه الحلي صنعها من قرن الفيل وحوافر وعظام الحيوانات بالإضافة الي الصدف الجميل المستخرج من أعماق البحار في أوروبا .
يقول الحاج علي أنه بدأ المهنة منذ أكثر من 40 سنة حيث كان يعمل مع خاله بورشته بخان الخليلي بالقاهرة وعشق المهنة وتفاصيلها وأنه يحول قطعة من الخشب الي تحفة فنية يطلبها زبائنها من مختلف دول العالم فإمتهن مهنة الأرابيسك وبدأ يتقنها حتي أشتد عوده فيها وأصبح قادرا علي فتح ورشة بمفرده فتزوج وعاد الي قريته بمحافظة الفيوم وفتح ورشته لصناعة الأرابيسك حيث يقوم بمراحل التصنيع الأولي ثم يرسل أعماله الي القاهرة حتي يتم عمل المراحل الأخيرة لها وتخرج في أبهي صورها وقام بالإتفاق مع عدد من البازارات بالقاهرة بعدما عرض عليهم منتجاته وأشادوا بها وأصبح يورد لهم أعماله بشكل مستمر وينفذ متطلباتهم طبقا لما يطلبه زبائنهم .
وعن مراحل صناعة الأرابيسك أكد الحاج علي شوشة أنه يمر بعدة مراحل حيث أنه يتسلم إطار "برواز" يقوم بتصنيعه نجار وبعدها يقوم بتزيين هذا البرواز بالصدف والأركيت ثم يرسل القطعة الي الأستورجي ثم "المشعراتي" وهو خريج الفنون الجميلة الذي يقوم بعمل اللمسات الأخيرة علي المنتج.
ولفت الحاج علي إلي أنه يسلم القطع التي يبيعها الي البازار بسعر ثابت وصاخب البازار له حرية تحديد سعر البيع للزبائن موكدا أن المواطنين في مصر لا يعلمون كثيرا عن الأرابيسك ويعجبون بمنتجاته المعروضة كتحف في المنازل التي رونها في السينما والتليفزيون ولا يعلمون أن هذه المنتجات يمكنتهم إقتنائها بسهولة لافتا الي أنه من بين الأشياء التي يقو بتصنيعها طقم صواني تقديم للشاي والقهوة مكون من 3 صواني بأحجام مختلفة مطعمة بالصدف تعرض بآلاف الجنيهات بالبازارات المختلفة ولكنه يبيعها ب200 جنيه.
وأشار صانع الأرابيسك بالفيوم الي أن أساس أعماله الأعمال الفرعونية فمن بين ما يقوم بتصنيعه كرسي توت عنخ آمون "كرسي العرش" الموجود بالمتحف حيث يقوم بتصنيع كرسي يماثلة تماما ويكون تحفة يتم وضعها بالمنازل لافتا الي أنه لا يصعب عليه أي تصميم ويقوم بتصنيع أعمال الأرابيسك الفرعونية والإسلامية والقبطية والفارسية ويتم تصميم الحجم طبقا لطلب الزبون وإمكانياته فممكن عمل "علبة" صغيرة تقدم كهدية مثل علبة المصحف أو "الشكمجية" ويمكن تصميم غرفة نوم كاملة بالأرابيسك والصدف.
وأشار الحاج علي الي أن مهنته تتأثر بحركة السياحة في مصر فكلما انتشعت السياحة ينتعش سوق الأرابيسك يكون له زبائنه وكلما قلت حركة السياحة يكون هناك كساد في سوق الأرابيسك وهو ما يجعله ينتج عدد قليل من المنتجات حتي يتمكن من التسويق الجيد.
وعن شراء الخامات أكد صانع الارابيسك الي ان هناك جمعيتين مختصتين ببيع الخامات لصناع الأرابيسك ولا يستطيع الثقة في غيرهم لأن الخامات لابد أن تكون جيدة خاصة أن منتج الأرابيسك يعيش عمرا طويلا لافتا الي أن المواد الخام غالية وزادت ال3 أضعاف خلال ال3 سنولت الأخيرة
وأشار صانع الأرابيسك بالفيوم الي أنه يتم أستخدام عظام وحوافر الحيوانات وجلد السلحفاة في تيين منتجات الأرابيسك جنبا الي جنب معالصدف لافتا الي أن قرن الفيل وجلد السلحفاة هما الأغلي في المواد الخام
وأكد الحاج علي أن زوجته ونجله يصنعون معه الأرابيسك ويتقنونه وأنه يتمني أن يوفر له اللواء عصام سعد محافظ الفيوم مكان لبيع منتجاته بميدان السواقي بمدينة الفيوم أسوة بقيام المحافظة بترخيص بازارات لصانعي الخوص من أبنار قرية الإعلام بجوار سواقي الفيوم.
وقال محمد نجل الحاج علي الذي يدرس بالثانوية العامة أنه يتقن الأرابيسك ويحب الصناعة لأنها فن ويتمني أن يتوفر لها مناخ جيد للتسويق حيت يستمر فيها ويمتهنها لافتا الي أنه يحاول مساعدة والده بالتسويق الإليكتروني عبر مواقع التواصل الإجتماعي ولكن هذا ليس كافيا ولابد من دعم المسؤلين بتوفير بازار بمدينة الفيوم خاصة أنهم يقيمون بقرية ولا أحد يعرف عنهم شيئا.
سيدات الإعلام يشكلون ملحمة من البهجة بصناعة الخوص
" مشهد أقل ما يقال عنه أنه مبهج يعيدك لزمن جميل فيه صفاء النفوس وابتسامة صافية لا يشوبها مشكلات الحياة نفوسا بسيطة لا يعكر صفوها اي شئ أصابع ذهبية تغزل جريد النخل القاسي بهدوء وسلاسة فتخرج منه تحفا فنية ومنتجات من الخوص مبهرة للاستخدام في مختلف الاحتياجات انها قرية الاعلام التابعة لمحافظة الفيوم وهي أشهر قري المحافظة حيث تتميز بقيام جميع سكانها من النساء بالعمل في صناعة الخوص وعمل جميع الشباب الرجال في بيع وتسويق منتجات الخوص ".
يقول عمرو فرحات احمد أحد الشباب بقرية الإعلام والذي يقف في بازار لبيع منتجات الخوص بميدان السواقي بمدينة الفيوم ان صناعة الخوص هي مهنتهم الوحيدة التي أورثها لهم أجداده ولا يمكن ان يتخلون عنها ببديل آخر حيث انه شب علي هذه المهنة التي تمثل المصدر الأساسي لرزقه هو وجميع سكان القرية مشيرا الي ان جميع السيدات والفتيات بالقرية يقومون بتصنيع الخوص بالمنازل والشوارع وجميع الرجال والشباب يقومون ببيع ما ينتجونه من مختلف منتجات الخوص بمدينة الفيوم وباقي المحافظات
وأشار عمرو الي ان الخامات المستخدمة في صناعة الخوص هي جريد النخيل وقش الأرز وجريد النخيل يحضرونه من الزراعات الموجودة بالقرية ولكن قش الأرز بعد قرار محافظ الفيوم السابق بمنع زراعة الأرز بمحافظة الفيوم يقومون بإحضاره من محافظات الوجه البحري التي تقوم بزراعة الأرز.
وطالب عمرو المسؤلين بالاهتمام بصناعة الخوص وتوفير معارض دائمة لهم لترويج المنتجات خاصة ان أسعارها زهيدة وستناسب جميع المواطنين وطالب بعمل معارض في الجامعات والأندية العامة لتشجيع الصناعات اليدوية خاصة ان الدولة تولي اهتماما كبيرا هذه الفترة بتشجيع أصحاب هذه الصناعات.
ووسط سيدات القرية الذين تواجدوا بالشارع امام احد المنازل يتوسطهم قش الأرز وجريد النخل ويقومون بتصنيع الخوص جلست طفلة سمراء البشرة عينيها جميلتان وأصابعها لا تتوقف لحظة عن تصنيع الخوص بحرفية عالية انها شهد محمد التي أكد انها بالصف السادس الابتدائي بالمدرسة ولكنها تحب تصنيع الخوص وكلما وجدت سيدات القرية يجلسن للتصنيع تجلس بوسطهن وتنافسهن وتصنع منتجات تتفوق علي ما يقومون بتصنيعه وتحصد في اليوم قرابة 30 جنيها جزاءا علي ما صنعت يديها.
وتقول شهد "أنا بحب المدرسة ولكني أحب الخوص ايضا ولن اترك تصنيعه أبدا حتي لو أصبحت طبيبة فهي مهنتنا في قريتي الجميلة واعشقها مؤكدة أن والدها يعمل بتسويق منتجات الخوص حيث يقف في بازار بميدان السواقي بوسط مدينة الفيوم لبيع المنتجات "
وأشارت ماجدة احمد عبد السلام احدي سيدات القرية اللاتي يعملن في تصنيع الخوص الي انها تزوجت وعمرها 14 سنة وقامت والدة زوجها بتعليمها تصنيع الخوص ومنذ ذلك الوقت اصبحت هذه المهنة من أساسيات يومها حيث تساعد زوجها علي غلاء المعيشة فتقوم بانتاج بعض منتجات الخوص يوميا وتسليمها لاصحاب البازارات لبيعها بمقابل مادي ما بين الثلاثون إلى ال50 جنيها
وعن يوم المرأة في قرية الاعلام قالت ليلي محمد إحدى سيدات القرية إن يوم المرأة في الاعلام يبدأ في السابعة صباحا تستيقظ لتجهيز أبناءها للذهاب للمدارس ثم القيام بالأعمال المنزلية اليومية وبعد ذلك تجلس لتصنيع الخوص وتصنع ما يحلو لها من مختلف منتجات الخوص التي تناسب المنازل.
وأشارت إلى أن أسعار المنتجات تبدأ من ال10 جنيهات ولا تتجاوز ال 50 جنيها.
الخزف والفخار حولا تونس لواحة الجمال والفن وقبلة المبدعين بالفيوم
قرية ريفية بها منازل بسيطة ومزارعين يقومون بتربية المواشي ورعاية أراضيهم الزراعية قدر لها أن تتحول بفضل أبنائها الي قبلة للسياحة يقصدها الفنانون والمبدعون من كل دول العالم ويقام بها مهرجان سنوي للخزف والفخار وهي قرية تونس التي تخلصت من البطالة ويعمل أبنائها بصناعة الخزف والفخار.
بدأت حكاية قرية تونس عندما زارتها الفنانة السويسرية ايفيلين بيوريه مع زوجها التي إنفصلت عنه فيما بعد الشاعر سيد حجاب حيث لفت نظرها موقع القرية الجذاب الذي يمثل لوحة فنية فريدة حيث تطل علي بحيرة قارون وبها زرع وخضرة فمشهد المياه الأزرق ورمال الشط الصفراء ولون الزرع الأخضر يشكلون لوحدة فنية رائعة تشبه لوحة مصر وهو ما جعل السويسرية إيفيلين رغم مغادرتها مصر لم يغيب عن بالها القرية التي تبعد حوالي 60 كيلو متر عن مدينة الفيوم وتتبع مركز يوسف الصديق فعادت لها مرة أخري وقررت أن تنشئ مدرسة لصناعة الخزف.
ففى منزل يغلب عليه الطابع الفني وأساسه الطابع الريفى البسيط يحيط به سور من الحجر والطوب اللبن يتوسط مناظر طبيعية خلابة من الأشجار والنجيل يطل على بحيرة قارون ، تعيش إيفلين بوريه السويسرية الأصل والتى اكملت الرابعة والسبعون من عمرها ، قضت منهم 48 عاما فلاحة مصرية فى بيتها الريفى بقرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم ، عشقت مصر فتركت بلدها سويسرا أكثربلاد العالم تحضرا وجاءت إلى أقصى ريف مصر لتعيش فلاحة مصرية ترتدى ملابسها وتسير حافية القدمين وتأكل الطعام الريفى وتشرب من مياه الطلبمة وتنير منزلها بلمبة الجاز ، وتشبع هواياتها فى صناعة الفخار والخزف حيث أقامت ورشة فى جزء من منزلها لتعليم الأطفال صناعة الفخار .
أم أنجلو كما تحب أن يناديها أهالى قرية تونس خريجة فنون تطبيقية جاءت إلى مصر فى أوائل الستينيات مع والدها حيث كان عمله ، عشقت الحياه بها فقررت قضاء بقية عمرها بإحدى قراها منذ عام 1965 .
عندما حضرت إلى هذه القرية بصحبة زوجها فى ذلك الوقت الشاعر الغنائى سيد حجاب وأعجبها المكان والذى تؤكد أنه قد سحرها وقررت الإقامة فيه طيلة حياتها بل أنها كما تذكر تتمنى أن تدفن فى حديقة المنزل بعد وفاتها ولا تفكر فى العودة لبلدها الأصلى سويسرا إلا للزيارات فقط .
عاشت إيفلين كما تقول بين فلاحات القرية كواحدة منهن ولمدة 10 سنوات حتى عام 1975 بدون كهرباء أو مياه واستخدمت لمبة الجاز فى إضاءة منزلها وشربت من مياه الطلمبة وعاشت سنين طويلة بدون تلفاز ولم تشتريه إلا بعد إلحاح ولديها أنجلو وماريه من زوجها الحالى الفرنسى الجنسية ميشيل باستورى وانغمست فى الفلاحة الفيومية وتتحدث اللهجة بلكنة فيومية وتقول " الدحية " أى البيضة ، " والشوحة " أى عامود الإنارة ، والشِكل " بكسر الشين أى العصا .
إيفلين لا ترغب كثيرا فى أحاديث الصحافة معتبرة ذلك مضيعة للوقت بالنسبة لها وقد يشغلها عن أداء عملها فتقول " أنا مشغولة ومش فاضية كل شوية ضيوف وزوار " لكنها سرعان ما تهدأ وتبدأ فى سرد قصتها وحكايتها مع قرية تونس حيث تعيش ، ويتوسط حديثها الإفشات والضحكات ثم تلقى بمشاكلها ولا تتركك قبل أن تطلعك على أعمالها من الفخار والخزف لمشاهدة معرضها البديع داخل المنزل الريفى الجميل وورشة الفخار وتصر على أن تلتقى بأطفال القرية الذين يعملون بالورشة لتأصل فيهم روح العمل وأهميته وتدعوك لزيارة معرضها للفخار بالقاهرة أو معرض زوجها الخاص بالملابس ، ومثل كل الفلاحين تستيقظ مبكرا بل أن ولدها كما تقول الأكبر أنجلو لم يدخل المدرسة وانتظم بعد ذلك فى فصول محو الامية يتعلم اللغة العربية ، وتكره من يتحدث أمامها بالإنجليزية أو الفرنسية .
وتشير إلى أنها مثل معظم الفلاحين أصيبت وأولادها بالبلهارسيا وتم علاجهم منها وتقضى أغلب ليلها فى القراءة وتعشق الاستماع إلى أغانى فيروز .
وتنتقد إيفلين بعض الأوضاع والعادات فى الريف فتقول عندما جئت إلي تونس كانت هادئة والمنازل قليلة جدا والجمال والسحر يسيطران عليها الآن تحولت إلى ما يشبه المدينة فى ضوضاءها .
كمان كان لإيفلين تأثير واضح فى المجتمع الريفى وقد أقامت داخل منزلها ورشة لصناعة الفخار والخزف يتعلم فيها أبناء القرية هذه الحرفة ، ولم تبخل بشىء وساعدت كثير فى إقامة ورش مستقلة لهذه الصناعة .
يقول محمود الشريف أحد أصحاب الورش بقرية تونس اننا جميعا في القرية تعلمنا علي ايدي مدام ايفيلين التي حولت شباب القرية الي مبدعين وفنانين فقد بدأت معنا منذ ما يزيد عن 20 عام وقامت بجمعنا وانشأت لنا مدرسة بمنزلها لتعليمنا صناعة الخزف والفخار ومنحنا وبعدها اتفقت معنا علي منحنا مقابل مادي للمنتجات وكانت تتعمد خلال تعليمنا ان تغرس بداخلنا قيم ومبادئ الحب والتراحم بيننا والاعتماد علي أنفسنا وذلك من خلال النقاش معنا طول الوقت
واستطرد محمود قائلا لم تكن ايفيلين يوما انانية كمعظم أصحاب الأعمال لكنها علي العكس تتميز بالعطاء فعندما كبرنا وبدأ كل منا يفكر في الاستقلال بذاته وعمل ورشة خاصة ساندتما ووقفت بجوارنا واتفقت لنا مع أصحاب الأماكن التي تشتري منها المواد الخام بالقاهرة كما ساعدتنا في اقامة معارض عالمية بالعديد من الدول
ويقول عبد الحكيم محمد أنه بدأ في تعلم الفخار منذ 28 سنة عندما حضرت السويسرية إيفيلين بيوريه الي قرية تونس التي يقيم بها علي شاطئ بحيرة قارون بمحافظة الفيوم وأقامت مدرسة لتعليم صناعة الخزف والفخار فبدأ تعلم الحرفة ووجد بداخله ولع وحب شديد لها لم يكن يتخيله فبدأ الاهتمام بالتفاصيل حتي يخرج منتجات مميزة جعلت السويسرية والمعلمين بالمدرسة يشيدون به وبما يصنع وجعلهم منبهرين به وبما يصنع وبعد 4 سنوات بدأ الجميع في تشجيعه علي إقامة ورشة للفخار فإشترك مع صديقه بالمدرسة وقاموا بعمل ورشة لتصنيع الخزف والفخار بالقرية
ولفت حكيم الي أن صناعة الخزف والفخار سهلة لمن يحبها ولكنها من أصعب الحرف اليدوية لمن لا يحبها ولا تستهواه وعن مراحل التصنيع لفت حكيم الي أنهم يقومون بشراء "الطين الأسواني" من مصر القديمة ويتم وضعها في احواض مياهلفترة تتراوح من 7 الي 20 يوما وتستخرج ويتم وضعها علي قماش حتي تجف وبعد ذلك يتم جردها والعمل بها
ولفت حكيم الي أنه يحرص علي تعليم أبنائه الحرفة والي أنهم يرون ما يفعل ويقومون بتقليده والعمل مثله وبالفعل يتقنون الحرفة
وأشار حكيم الي أن ورشته أصبحت إحدي أكبر ورش التصنيع بقرية تونس وأصبح يقصده الأجانب الذين يزورون القرية ومن يشتري منتجاته مرة يعود إليه مرة أخري في زيارته التالية للفيوم
وعن الأسعار لفت حكيم الي أنه ليس لديه فرق بين المصريين والأجانب وأن من يقوم بشراء مجموعة يقدم له تخفيض ، ولفت الي أن حرفة الخزف مرتبطة إرتباط كلي بحركة السياحة في مصر فعند انتعاش السياحة وقدوم سائحين كثر لمصر يكون سوق الخزف والفخار منتعش ونبيع ونكسب كثيرا وعندما تكون حركة السياحة بطيئة يكون هناك ركود في سوق الخزف والفخار
وعن النقوش التي يدونها حكيم بعناية علي الخزف والفخار لفت الي أنه يستوحيها من خياله ومما يسيطر عليه من أفكار ولكنه يميل دائما للطبيعة
أسامة 30 سنة في صناعة الأركيت بالفيوم
تجده يجلس في محل صغير لا يتجاوز أمتار قليلة فيشارع مصطفي باشا كامل أحد أعتق وأقدم شوارع مدينة الفيوم ورغم صغر المحل الا انه يمتلئ في كل أركانه بتحفا فنية صنعتها أنامله وأمامه قطع صغيرة من الأخشاب ومنشار خشبي وآخر يدوي إنه أسامة محم محمود أقدم صانع أركيت بمحافظة الفيوم ولم يكن هذا الغاوي يتقن الأركيت فقط ولكنك تجد في ركن محله جيتار جميل معلق بإهتمام يجيد العزف عليه وهو ما حول مكانه لموطن غاويين الفن وشراء التحف والأنتيكات
يقول أسامة أنه يعمل بالأركيت أكثر من 30 سنة وهي هواية وليست دراسة وهو حاصل علي دبلو ثانوي صناعي قسم كهرباء ولكنه كان يهوي شغل الأركيت وكان كل شئ يشاهده يفكر كيف يصنع مثله من الخشب وبشكل فني مميز وجميل فكان يتردد علي محل يمتلكه والده يقوم فيه بإصلاح الأجهزة الكهربائية وقرر أن يخصص جزء من هذا المحل لصناعة منتجات يدوية من الأركيت وبدأ بالفعل في عمل منتجات وبدأ يتقن المهنة خاصة أنه كان لا يمتلك عملا في هذا الوقت وقرر أن تكون هذه مهنته ومصدر دخله
ولفت أسامة الي أنه بدأ في تطوير نفسه وكان لديه منشار يدوي وبعد ذلك ادخر من دخله من منتجات الأركيت وقام بشراء منشار كهربائي حتي يكون تقفيل منتجاته بجودة عالية.
ولفت الي أن أهم الأشكال التي قام بتصنيعها من الأركيت وكانت نسخة مصغرة من الحقيقة وحققت لبه مبيعات كبيرة برج إيفل وساعة بيج بن وكانت بداية أن يكون له عدد كبير من الزبائن ولفت أسامه الي ان له منتجات يصل طولها الي أكثر من 3 متر خاصة المراكب التي يتم وضعها ديكورات بالمنازل وتستغرق صناعة المركب حوالي 3 أيام
وأشار صانع الأركيت بالفيوم الي أنه الآن أصبح يقوم بتصميم "الماكيت" للعديد من طلاب الهندسة والفنون الجميلة والتربية النوعية ويتعامل مع أي رسم يقدمه له الطلاب ويحوله الي حقيقة خلال ساعات قليلة وحتي اذا لم يكن لدي الطلاب رسمة بيعنها ويحدثونه عن تخيلهم ورؤيتهم للشكل الذي يريدون نموذج له من الاركيت يقوم بتنفيذها كما كانوا يتخيلونها
وأكد أسامة أنه لولا أنه يعشق هذه المهنة كان تركها منذ سنوات حيث أن جهدها يفوق دخلها بمراحل كبيرة وهو ما يجعل الكثير من الشباب في حالة عزوف عن العمل بهذه المهنة وعن تعلم أبنائه للمهنة لفت أسامه لي أنهم لديهم فكرة عن صناعة الأركيت ويمكنهم عمل منتجات ولكنهم ليسوا غواة لذلك لن يستمروا فهذه المهنة لن يستمر بها الي من يحبها ، وعن أسعار منتجاته لفت صانع الأركيت بالفيوم الي أنها تبدأ من 30 جنيه وترتفع كلما زاد حجم الجسم المطلوب عمله وزادت الحلي الموضوعة فيه ولكن كل المنتجات بجودة واحدة
وعن المنتجات الصينية التي غزت الأسوات لفت أقدم صانع أركيت بالفيوم الي أنه رغم الشكل الملفت لهذه المنتجات إلا أن جودتها ليست عالية ولكن منتجات الأريت هي في النهاية كتلة خشبية لا يفنيها الزمن ويتوارثها الأجيال
وعن حلمه أكد أقدم صانع للأركيت بالفيوم الي أنه يحلم أن يمتلك ماكينة تقطيع ليزر لانها ستخدم شغله كثيرا وستساعده علي عمل منتجات لا مثيل لها ويعرف جيدا كيف يوظفها بشكل يجعله يصنع تحفا تغزو السوق المصري وتغير عالم الأركيت ولكن إرتفاع سعرها يجعله لا يستطيع الشراء كما أنه يحلم أن يتزايد عدد صانعي الأركيت بالمحافظة ويرحب بتعليم الشباب بالمجان .