تحت خيمة قماشية فى بيت أبو تلات للرحلات والمؤتمرات الكنسية بالإسكندرية، عقد المطران والأساقفة الثلاثة مؤتمرهم السنوى الذى ترعاه أسقفية الشباب بالكنيسة القبطية ويسمى مؤتمر العقيدة الذى انتهت فعالياته أول أمس الجمعة.
المؤتمر الذى حمل شعارًا واضحًا لا لبس فيه هو "أحفظ الوديعة معرضًا عن الكلام الباطل" تم بتنظيم لجنة العقيدة بأسقفية الشباب التى يسيطر عليها خدام جماعة حماة الإيمان المتشددة كنسيًا والمعروفة بمعاداتها للتيار المستنير، بالإضافة إلى صور المطران والأساقفة الثلاثة كمتحدثين رئيسيين فى الجلسات، الأنبا بنيامين مطران المنوفية والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة والأنبا موسى أسقف الشباب والأنبا كاراس أسقف المحلة إذ يعتبر الأخير بديلًا عن الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ الراحل الذى كان ضيفًا أساسيًا على هذا المؤتمر.
المطران واثنان من الأساقفة كانوا أبطال الأزمة الأخيرة التى شهدها المجمع المقدس للكنيسة القبطية بعدما تقدموا بخطاب للمجمع يطالبون فيه بالتصدى للتعاليم الدينية الخاطئة وحماية الإيمان المسيحى وهو الخطاب الذى نشر على مواقع التواصل الاجتماعى قبل أن يشق طريقه نحو سكرتارية المجمع ليطرح ما جاء فيه بشكل رسمى الأمر الذى استفز الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس مؤكدًا أن هؤلاء الأساقفة لا يتجاوزون 2% من المجمع المقدس وأن الطريقة التى تعمل بها الجماعات المتشددة كنسيًا هى طريقة المرضى النفسيين الذين يترصدون لكل من يتحدث ويقصون ويلصقون.
لم يكن ظهور المطران والأسقفين غريبًا على المؤتمر الذى اعتادوا الحضور فيه سنويًا وذلك جنبًا إلى جنب مع مينا أسعد ومجدى ناشد أعضاء جماعة حماة الإيمان التى حذر قداسة البابا منها فى عظة على منبر الكاتدرائية، إذ يسيطر خدام جماعة حماة الإيمان على أسقفية الشباب بالكامل يراجعون ما يصدر عنها من منشورات، يعتلون منابر الوعظ فيها بل ويتولون إصدار كتبًا بأموالها إلا أن الصور القادمة من المؤتمر والتى تجمع الأساقفة بهؤلاء الخدام الذين لا يلقون قبولًا لدى قداسة البابا تواضروس وفريقه بسبب ترصدهم الإلكترونى العمدى لكل ما يقول أو يفعل، يعنى بوضوح أن حالة الاستقطاب فى الكنيسة تتصاعد ولا تهدأ حتى وإن حاول الأساقفة الحاضرون بالمؤتمر نفى ذلك طوال الوقت.
ظهور الأساقفة الاثنين والمطران فى مؤتمر العقيدة الذى طالب قداسة البابا تواضروس بإلغائه حين طالب فى جلسة للمجمع المقدس بإبعاد أسقفية الشباب عن العقيدة، يشكل خطوة جديدة فى الصراع القائم بين قداسة البابا وهذا الفريق من الأساقفة إلا إنه يؤكد فى الوقت نفسه أن الصدام أو القطيعة مع الأنبا موسى أسقف الشباب تتنامى أكثر فأكثر.
الأزمة بين الأسقف ذو الشعبية الهائلة والبابا البطريرك تتصاعد بشكل درامى لافت فى الشهور الأخيرة، جراء تمكين جماعة حماة الإيمان من منابر الوعظ فى أسقفية الشباب وهو الأمر الذى يقابله قداسة البابا بعدم الرضا عن خدمة الشباب فى الكنيسة ولكنه رضا لا يقابل إلا بالفعل
واتخذ قداسة البابا تواضروس عدة خطوات لسحب البساط من أسقفية الشباب التى تسيطر على قطاع هام وحيوى فى الكنيسة وتمتد خدمتها للداخل والمهجر، إذ أطلق العام الماضى ملتقى الشباب القبطى العالمى فى دير الأنبا بيشوى فى نفس الوقت الذى كان فيه الأنبا موسى يترأس مؤتمر شباب أوروبا رغم أن الهدف واحد، مؤتمر قداسة البابا جمع شباب المهجر بشباب الداخل، ومؤتمر الأنبا موسى ذهب للشباب فى المهجر حيث عقد باليونان
كذلك فإن قداسة البابا قد أطلق منذ ثلاث سنوات مشروعًا لتدريب ألف معلم كنسى استهدف من خلاله الشباب فى المقام الأول قبل أن يحاول اقتطاع جزءًا من اختصاصات الأنبا موسى ويمنحها للأنبا بافلى كأسقف للشباب فى الإسكندرية ثم يعدل المسمى لأسقف شرق الإسكندرية بعد شهور.
الحرب الدائرة بين قداسة البابا تواضروس وجبهته من ناحية، وبين التيار التقليدى ومن يمثله من أساقفة من ناحية أخرى تتخذ عدة تجليات وتتجدد من وقت لأخر سواء بمؤتمر خارج القاهرة أو بخطاب للمجمع المقدس.