تصاعدت المعركة داخل حركة النهضة – إخوان تونس- بين راشد الغنوشى زعيم الحركة من جانب، والقيادات التاريخية من جانب آخر، إذ أعلنت حركة النهضة اليوم الأحد، ترشيح زعيمها التاريخي راشد الغنوشي، لخوص الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل، الأمر الذي يعني أن الغنوشي يخطط لأن يكون رئيس البرلمان التونسى حال حصول النهضة على الأغلبية البرلمانية، يأتى ذلك فى الوقت صعدت قيادات تاريخية بإخوان تونس انتقادها لراشد الغنوشى بعدما أطاح بهم من داخل التنظيم، واستبدل أسمائهم فى قوائم الانتخابات باسم شخصيات من خارج الحركة.
وطالبت قيادات التاريخية فى إخوان تونس ومشهورون بـ"صقور التنظيم" بعزل راشد الغنوشى ردا على تصرفاته الأخيرة وتسببه فى حدوث انشقاقات كبرى داخل التنظيم، مشيرين إلى أن راشد الغنوشى سيتسبب فى خراب التنظيم، على حد وصفهم.
وفى هذا السياق، وجه محمد الحبيب السلامي عضو المكتب التنفيذي للحركة و من صقور الحركة أي المتشددين فيها رسالة إلى راشد الغنوشى، حصل "اليوم السابع" على نسخة منها، جاء نصها كالتالى :"أنت تعلم أن تونس جربت في عهد استقلالها نظام الحزب الواحد الذي يتحكم فيه واحد، وكان الذي يتحكم في الشعب التونسي هو هذا الواحد، وأنت تعلم أن تونس بشعبها كانت قادرة على أن تتقدم أكثر وتبني أكثر لو أنها سارت في طريق الديمقراطية ولم تخضع لحكم واحد".
وأضاف "محمد الحبيب السلامي" فى رسالته لراشد الغنوشى :" أنت تعلم أن الأحزاب لا تكبر ولا تقوى إلا إذا حرصت قيادتها على الحرية بين كافة أفراد عائلتها وحرصت القيادة على القضاء والتحرر من الدكتاتورية والأنانية فيها واتخذت مبدأ الشورى فيها عملا وقولا، يا سيدي الشيخ أصارحك فأقول لك: لقد كانت هذه الشورى في حزب النهضة بشهادة من اقتربوا منه وشهادة من حضروا مؤتمراته، يا سيدي الشيخ أصارحك فأقول لك إن صحابتك المناضلين، ووسائل الإعلام تتحدث اليوم في تونس بكل صراحة عن شيطان حب الرئاسة والسيادة قد دخل حزب النهضة ووسوس لك كما وسوس إبليس لأدم وحواء ليخرجهما من الجنة".
وتابع :"يا سيدي الشيخ إن إبليس حل في صدرك ووسوس لك فتحركت فيك روح «الأنا»، وبدأت تولي وتعزل من تشاء ضاربا عرض الحائط بالشورى والديمقراطية وإنك بهذا سوف تقود حزب النهضة إلى التفكك والضعف، وهذا ما يضر تونس ودولة تونس التي تبحث عن أحزاب كبرى قوية إلى جانب حزب النهضة هذا يصدق فيه قول الله تعالى "يخربون بيوتهم بأيديهم" يا سيدي الشيخ اتق الله في تونس وشعب تونس والذين ناضلوا وعذبوا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا من أجل تونس.
واختتم رسالته قائلا :" أعوذ بالله من شيطان السياسة وأستغفر لذنبك وحافظ مع صحبك على الأمانة حتى لا تلقى الله بكتاب الندامة لا بكتاب الأمانة بهذا أنصح وأسأل وأحب أن أفهم".