أبرزت الصحف الإسبانية افتتاح معبد ديبود المصرى فى إسبانيا ، الذى أهداه الرئيس جمال عبد الناصر إلى إسبانيا فى 20 يوليو عام 1972، وقالت صحيفة "مدريد دياريو" إن المعبد المصرى يضئ الآن فى منطقة "أرجوليس" بعد أن كان مهددا بالرطوبة والتلوث بسبب الأحوال الجوية السيئة التى عانت منها مدريد.
وأشارت الصحيفة إلى أن فى عام 2012، تم البدء فى إجراءات مختلفة لفترة طويلة لحماية المعبد من الأحوال الجوية فى مدريد، وكان اليونيسكو فى عام 2007 طلب من مدريد حماية الملجأ وتركيب قبة زجاجية.
وأوضحت الصحيفة، أن تاريخ المعبد يرجع إلى 2000 عام، حيث تم بناؤه فى الأصل جنوب مدينة أسوان بالقرب من الشلال الأول بالنيل فى منطقة "دابود" على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، وفى عام 1960.
معبد ديبود بإسبانيا
وأثناء بناء السد العالى بأسوان، الذى كان يهدد الكثير من المواقع الأثرية والمعابد القديمة قامت اليونيسكو بالتعاون مع الحكومة المصرية بنداء عالمى لحماية هذا التاريخ الأسطورى من الضياع والتدمير، ولجأت إلى إسبانيا التى قدمت المساعدة لإنقاذ معبد أبو سمبل، وقامت الحكومة المصرية بإهداء معبد "ديبود" إلى إسبانيا عام 1968 ووضعته فى أحد حدائق مدريد "ديل أويستى" بالقرب من القصر الملكى بمدريد، وتم فتح المعبد لزيارة الجمهورية فى عام 1972 وتزايدت أعداد السياح الذين يأتون لزيارته، حيث إن تلك الأعداد شهدت تزايدا منذ بداية القرن الواحد والعشرين وتجاوزت المائة ألف زائر عام 2003 ووصلت إلى ما يقرب 300 ألف زائر فى 2012.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إعادة ترتيب بوابات المعبد بترتيب مخالف لما كان عليه المعبد فى مصر، حيث إن البوابة التى يعلوها الثعبان المجنح لم تكن الأقرب للمعبد ويعتبر المعبد أحد الأعمال الهندسية المصرية القديمة التى يمكن مشاهدتها خارج مصر والوحيد من نوعه فى إسبانيا.
معبد ديبود بمدريد
ووفقا لصحيفة "جيا ديل جويستو" فإن المعبد يبدأ برصيف يواجهه طريق مواكب طويل يمر من خلال ثلاث بوابات حجرية ويقود إلى فناء مفتوح، وينتهى المعبد بقدس الأقداس الذى يحوى حجر من الجرانيت الوردى، موضحة أن صحن المعبد قائم على أربعة أعمدة، وخلفه يوجد الهيكل الذى أقيم للإله آمون.
وتقول "لـورديس ناربايث" عضو معهد دراسات مصر القديمة بمدريد واختصاصية تدريس علم المصريات للأطفال، إن هذا المعبد هو أكبر المعابد الموجودة خارج مصر، والوحيد المقام فى الهواء الطلق، موضحة أن عملية نقل المعبد من منطقة أسوان إلى مدريد كانت طويلة و"ملحمية"، فقد فككت أحجار المعبد فى موقعها الأصلى ووضعت فى صناديق ظلت تسع سنوات على جزيرة وسط النيل ثم جرى نقلها بالمراكب فى رحلة تحاكى الطقوس القديمة بطول نهر النيل إلى مدينة الإسكندرية، لتنقل بالبواخر حتى ميناء فالنسيا ومنه إلى مدريد، وهو ما يضفى على معبد "ديبود" خصوصية هامة للإسبان.
معبد ديبود
وأضافت أن عملية إعادة بناء المعبد لم تكن سهلة، فالمعبد قد تأثر فى القرن التاسع عشر بزلزال قوى أدى إلى تهدم بعض أجزائه، فاستكملت بأحجار رملية إسبانية مشابهة.
وأشارت إلى أن فى عام 2004 بدأت مجموعة من العلماء الإسبان فك رموز الهيروغليفية على الجدران المكرسة للإله المصرى آمون رع، وباستخدام تقنيات متقدمة من فك التشفير الرقمى ، بدأ التحقيق لمعرفة الأساطير المسجلة على الجدران ، والتى تضررت من السنين والفيضانات التى عانى منها المعبد حتى قبل بناء السد.
وترأس المجموعة ميجيل أنخيل مولينيرو ، الأستاذ بجامعة لاجونا ، وألفونسو فلوريس ، رئيس قسم البحوث الأثرية فى متحف بلدية سان إيسيدرو ، وبتمويل من الحكومة الكنارية الإقليمية.
وبعد عمل شاق ، تمكن علماء إسبان فى علم المصريات من فك ما يصل إلى 110 من النقوش، بفضلهم يمكن أن يكشف كيف ترك المغامرون والمسافرون والمؤمنون أو اللصوص ، من الديانة المسيحية أو الإسلامية ، وغيرهم الكثير ، آثارهم منحوتة فى المعبد، وكانت هناك نقوش من العصور الوسطى وصلبان صغيرة وكلمات مثل بسم الله من الحقبة الإسلامية.