أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن ثورة يوليو، استطاعت أن تغير وجه الحياه فى مصر على نحو جذرى، وقدمت لشعبها العديد من الإنجازات الضخمة، كما أحدثت تحولا عميقا فى تاريخ مصر المعاصر، أنهى مرحلة ومهد الطريق أمام مرحلة جديدة، دعمت من قدرة الوطن على مواصلة مسيرة البناء والتقدم.
وأشار الرئيس السيسى فى كلمته بمناسبة تخرج دفعات من الكليات العسكرية والمعهد الفنى، والاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو 1952، إلى أن هذه الثورة العظيمة لم يقتصر تأثيرها على الداخل المصرى فحسب، بل امتدت آثارها وصداها إلى جميع الشعوب الأخرى التى كانت تتطلع إلى الحرية والاستقلال، لافتا إلى أن العالم شهد انحسار موجة الاستعمار، لتبدأ مرحلة ميلاد وتكوين التكتلات الدولية لدول العالم الثالث، لتسيطر تلك الدول على مقدراتها وثرواتها الطبيعية، وتتجه إلى تنمية كوادرها البشرية، بما يتناسب مع التحديات المتزايدة والمتجددة.
ووجه الرئيس السيسى، تحية خاصة فى هذه المناسبة إلى الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" الذى حمل راية ثورة يوليو، وتمسك بمبادئها وثوابتها فى تحقيق استقلال الوطن والعدالة الاجتماعية لجموع المصريين، كما وجه تحية واجبة، كذلك للرئيس الراحل "محمد أنور السادات" الذى أسهم فى تجديد شباب الثورة، والرئيس الراحل "محمد نجيب" الذى جاهد مع الكثير من الرجال العظام، فى فتح باب الحرية والأمل للشعب المصرى.
كان الرئيس، قد استهل كلمته بالإشارة إلى أن احتفالنا هذا يتزامن مع احتفال مصر بالذكرى السابعة والستين لثورة 23 يوليو المجيدة تلك الثورة التى دونت بمبادئها العظيمة، وأهدافها السامية، صفحة مضيئة فى سجلات التاريخ المصرى، تضاف إلى صفحات نضال شعبنا العظيم، ودفاعه عن حقه فى أن يعيش في وطـن مرفوع الرأس وموفور الكرامة.
وتابع الرئيس: "فى يوم مجيد من أيام مصر الخالدة .. ومن بين أروقة عرين الأبطال.. الكلية الحربية التي دأبت كل عام على إمداد الوطن بخيرة الرجال، نلتقي بخريجي الكليات والمعاهد العسكرية، شباب مصر وأملها، الذين يحتفلون ونحتفل بتخرجهم اليوم ليشكلوا أجيالا متجددة تواصل مسيرة حماية الوطن ودماء جديدة تضخ في شرايين القوات المسلحة لتنال شرف الدفاع عن مصر.
وقال السيسى: إننا ننظر إلى واقعنا الراهن باعتباره حلقة جديدة من حلقات هذا التاريخ المتصل.. نرصد الظواهر المتغيرة والتحديات المتجددة، ونحاول بكل ما أوتينا من قوة وجهد أن نبنى وننمى لنغير هذا الواقع إلى الأفضل، على نحو نرضاه ونفتخر به، ويليق بمصر، ملتزمين فى وجداننا بالأهداف العليا، بأن تكون مصر قادرة على توفير حياة أفضل لأبنائها ولأجيالها القادمة محافظين فى ذلك على ثوابت تجربتنا الوطنية، والتزاماتنا القومية، ومدركين لمتغيرات العصر المتسارعة.. وشواغله الجديدة.
وأضاف الرئيس: خطر الإرهاب البغيض على رأس ما نواجهه من تحديات على مدار السنوات الماضية، لكن بفضل تضحيات رجال جيش مصر العظيم، ورجال شرطتها الباسلة، استطعنا محاصرته وتدمير بنيته التحتية، ودحر بؤر التطرف التى تنطلق منها العناصر الإرهابية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية، وقد كانت مصر سباقة فى التحذير من هذا الخطر، وطالبنا المجتمع الدولى بالتكاتف لحماية الإنسانية من شروره والقضاء على مسبباته.
وأكد أن شعب مصر العظيم أثبت أن لديه من قوة الإرادة والصلابة للمضى دائما للأمام، متخطيا فى كل مرحلة تاريخية مرت بمصر جميع الصعاب والتحديات، مضيفاً:"وفى هذا الإطار، فإننا مستمرون فى العمل على الإصلاح والتطوير إدراكا منا لضرورة مواجهة الأزمات.. التى طال أمدها فى الدولة، ولذلك اعتمدنا خطة طموحة للإصلاح الاقتصادى الشامل، ترتكز بالأساس على إعادة بناء الاقتصاد الوطنى ليصبح قائما على الإنتاج وجاذبا للاستثمارات، ويعظم الاستفادة من طاقات الشباب فى خدمة الوطن، وقد حققنا فى هذا المقام إنجازات واضحة.. شهد لها العالم بأسره، وهنا لابد أن أوضح أن صاحب هذه الإنجازات وبطل هذه المرحلة هو شعبنا الأبى، الذى لولا صبره وتحمله ما كنا نستطيع أن نسير قدما.. فى مسيرة البناء والإصلاح".
وتوجه الرئيس إلى أبنائه خريجى الكليات والمعاهد العسكرية: "أقول لكم فى يوم بدء حياتكم العملية، إنكم تبدأون أشرف مهمة وتحملون أنبل رسالة فى الذود عن كرامة الوطن ومقدرات أبنائه، وردع أى اعتداء آثم على حقوق مصر المجيدة، متسلحين فى ذلك بالعلم والتدريب الراقى والعقيدة القتالية الوطنية، وقيم العسكرية المصرية الأصيلة، وعهدى بكم أنكم سوف تكونون نعم الأبناء الأوفياء، اقتداء بقادة عظام كانوا لكم خير مثال وسلف".
ووجه الرئيس السيسى، تحية تقدير وإعزاز فى هذه المناسبة إلى أرواح شهدائنا الأبرار من أبناء مصر، والتى طالما ساهمت بتضحياتها وإخلاصها فى عزة الوطن ورفعته، مضيفاً: "ونؤكد لأسر الشهداء، أننا نتذكرهم بكل فخر، وأنهم دوما فى قلوبنا أحياء، وأن تضحيات أبناء مصر محل تقدير وفخر كبير من جموع الشعب المصرى".
وأكد السيسى، أن عزيمتنا راسخة وثابتة، على أن نواصل سويا مسيرة العبور إلى المستقبل، نتحمل فى ذلك المسئولية والأمانة للنهوض بوطننا العزيز مصر، والحفاظ على مصالحه العليا، "وأقول لكم وبكل صدق: إن الأمن والاستقرار.. هما الضمان للنمو والتقدم وإن الأمم والحضارات.. تبنى بالقيادة المدعومة بعرق وجهد سواعد أبنائها".
وجدد الرئيس العهد مع الشعب المصرى على الاستمرار - يدا بيد - فى وضع قواعد وأسس متينة لمواصلة التقدم والبناء والانطلاق نحو المستقبل.
واختتم السيسى كلمته بالقول: "كلى ثقة فى وعى شعبنا.. ومخزونه الحضارى العميق والفهم الدقيق لظروف مصر للتكاتف نحو تغيير الواقع المصرى إلى حال أفضل مستلهمين فى ذلك روح ثورة يوليو الخالدة".