تستقبل الإسكندرية ملايين الوافدين والمصطافين فى كل عام ومن مختلف الطبقات الاجتماعية، فهى مقصد للكثيرين من عشاقها وعشاق شواطئها الساحرة، حيث ينتشر بها أكثر من 50 شاطئا، وفق التقسيم الجديد الذى أعلنت عنه الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، وكما أن المدينة مدينة عريقة، فالشواطئ أيضا لها تاريخ يواكب عراقة تلك المدينة الساحلية، ولكل شاطئ قصة لنشأته ولاسمه الذى يشتهر به حاليا.
«شاطئ الشاطبى» على سبيل المثال أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الإمام عبدالله محمد بن سلمان المعفرى الشاطبى الذى يوجد ضريحه على بعد بضع عشرات من الأمتار من الشاطئ، وكان يتميز بأنه شاطئ شعبى، وأنشأه «بلاكوف» عام 1904، ويوجد بجواره بعض المعالم السياحية للإسكندرية، مثل مكتبة الإسكندرية ومبنى جامعة الإسكندرية.
أما شاطئ كامب شيزار، فأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى معسكر رومانى أقامه القيصر بهذا المكان عند مجيئه إلى الإسكندرية، وتوجد حتى الآن بقايا آثار المعسكر الرومانى فى الجهه المقابلة للشاطئ.
ومن أشهر الشواطئ التى كانت مملوكة لأشخاص، وعرفت بأسمائهم، حمامات شاطئ الإبراهيمية وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الأمير إبراهيم أحمد حسين إبراهيم باشا، حيث كانت منطقة الإبراهيمية بالكامل ملكا له فى عام 1888، وكان الشاطئ يستخدم كحمام خاص له، ثم انتقلت ملكيتها إلى الأجانب الذين قاموا بتخطيطها وتحويلها إلى ضاحية عرفت فيما بعد بالإبراهيمية تكريما للأمير الذى كان يزود المنطقة بالمياه العذبة فى عهده، وفيها اكتشفت البعثة اليونانية أحواضا لتربية الأسماك ترجع للحقبة الرومانية أسفل هذا الشاطئ.
هناك أيضا شاطئ سابا باشا، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى سابا باشا، وهو أول مصرى يدير شركة البوستة القديمة عام 1865، ويتميز الشاطئ بجمال مياهه وشعابة الصخرية، كما يقع الشاطئ فى منطقة الفيلات والقصور الراقية، وتوجد به عمارة الفقى التى كان يقصدها الفنانون للمصيف، منهم ليلى مراد وأنور وجدى ومحمود المليجى ومحمد فوزى ومديحة يسرى.
شاطئ رشدى أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى حسين باشا رشدى رئيس وزراء مصر الأسبق، حيث كان يوجد قصره فى هذا المكان، فيما سمى شاطئ «ستانلى» بهذ الاسم نسبة إلى أحد الأجانب ويدعى «ستنالى باى» والذى قام بإنقاذ معبد رومانى قديم كان قائما أعلى الجرف الصخرى للشاطئ، وحاليا يشتهر الشاطئ بوجود كبائن متراصة بشكل نصف دائرى تم إنشاؤها عام 1931.
«شاطئ جليم» أطلق هذا الاسم عليه نسبة إلى مواطن سكندرى يونانى الأصل يدعى «جليونوبلو» وكان نائبا للقنصل اليونانى بالإسكندرية، كما عمل بالمحاكم المختلطة بالإسكندرية وقضى حياته فى أعمال الخدمة العامة، كما قدم للمتحف اليونانى مجموعات أثرية وحصل على أوسمة الحكومة المصرية واليونانية.
« شاطئ استيفانو» ينسب اسمه إلى القديس استيفانو، وهو من شهداء المسيحية الأوائل، وكان يعرف بأنه شاطئ لمصيف الطبقة الراقية، فيما جاءت تسمية «شاطئ سيدى بشر» نسبة إلى «السيد بشر الجوهرى» وهو شخص متصوف اعتزل الدنيا واختار هذا الشاطئ للإقامة، وذلك فى القرن الـ12 الميلادى، وفى العصر الحديث أقام الخديو توفيق مسجدا يحمل اسم السيد بشر بالقرب من الشاطئ.
«شاطئ المندرة» ارتبطت به العديد من الحكايات، وبينها ما يتردد من أن المكان كان توجد به استراحة للخديو عباس حلمى، وكان يلتقى الزوار بها قبل إنشاء قصر المنتزة، فيما تنسب حكاية أخرى اسم الشاطئ لسيدة ورعة تعرف بالست «مندرة»، وحكاية ثالثة حول أن الاسم جاء بسبب أن المكان كان مخصصا لتجارة الخضراوات، وكان مكانا لمبيت تجار الخضراوات ليلا بعد تعذر دخولهم إلى المدينة، ولهذا سمى بـ«المندرة».
«شاطئ المعمورة» كان منطقة مهجورة، وأنشئ فى عهد الملك فاروق الأول بالطرف الشرقى لقصر المنتزه، وأطلق عليه الملك فاروق «المعمورة»، فيما يحمل «شاطئ أبو قير» تاريخا عريقا، وسمى بهذا الاسم نسبة إلى القديس «أباكير» وذلك فى العصر المسيحى، حيث لعبت منطقة «أبو قير» دورا مهما فى القضاء على الوثنية بكانوب القديمة، وقد عثر على بقايا معابد وتماثيل فى تلك المنطقة تمثل العبادة الوثنية للإلة إيزيس وزوجها الإله سرابيس ودمرت تلك المعابد فيما بعد.
«شاطئ العجمى» يحمل اسمه نسبة إلى ضريح الشيخ العجمى الذى ذكرتة الحملة الفرنسية فى كتاب «وصف مصر»، وبالقرب منه أنزل نابليون جنوده عام 1798، ويتميز هذا الشاطئ بالهدوء وينقسم إلى عدة شواطئ، وهى «الهانوفيل، البيطاش، بيانكى، الفردوس» ولكل اسم من تلك الشواطئ حكاية أيضا، حيث أطلق اسم شاطئ الهانوفيل نسبة إلى سيدة لبنانية من مدينة طرابلس عرفت باسم «مدام هانو»، وبيانكى نسبة إلى اسم أحد اليونانيين المعاصرين الذى ارتاد الشاطئ وأقام به، أما البيطاش فهو نسبة إلى تحريف وتعريف لفظى للعبارة الفرنسية التى تعنى «المكان الجميل».
أما شاطئ سبورتنج، فقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى نادى سبورتنج الذى يقع فى الجهة المقابلة منه، فيما أطلق اسم شاطئ كليوباترا، حديثا نسبة إلى منطقة كليوباترا، وكان يعرف قديما باسم حمامات «زورو» نسبة إلى جورج زورو المقاول اليونانى الذى قام بإنشاء الشاطئ.