نشرت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، عددا من حكم الحج والعمرة تحت عنوان "حكم جليلة للحج والعمرة #الحج_المبرور".
وقالت دار الإفتاء، إن من بين هذه الحكم "إخاء وسلام"، قائلة: فى هذه الرحلة المباركة تأكيد على وحدة المسلمين وترابطهم باجتماعهم فى مكان واحد وزمان واحد، متوجهين إلى رب واحد وقبلة واحدة، وقد صار البيت الحرام وطنًا أكبر للجميع ومثابة للناس وأمنًا، فلا التفات هناك إلى اختلاف الأعراق والبلدان واللغات والألوان والثقافات، ولا فرق بين غني وفقير، فالكل سواء، ويظل هذا المشهد الحضاري مصداقًا لقول الحق تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92].
ومن بين الحكم الجليلة للحج والعمرة إعمار للأرض، حيث قالت دار الإفتاء:" إن في حث الشريعة على الحج والعمرة وترغيبها فيهما لدعوةً صريحةً إلى ابتغاء الرزق الطيِّب والاكتساب، وذلك بالمشاركة في العمل والإنتاج والتنمية الاقتصادية، بهذا السبيل يتمكن المسلم من تحصيل نفقات الحج والعمرة، فيصلح في دنياه من حيث يطلب صلاح آخرته، بالإضافة إلى ما ينتفع به الفقراء والمساكين من الأضاحي التي تقدم لهم في نهاية موسم الحج، وإلى هذه المعاني يشير قول الله تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 28].
وتابعت دار الإفتاء:" من بين الحكم الجليلة للحج والعمرة "تاريخ وحضارة"، ففي زيارة بيت الله الحرام تأكيد على ارتباط المسلم بحضارته وتاريخه، وسيره على نهج أنبياء الله ورسله، فالكعبة المشرفة هي أول بيت وضع لهداية الناس إلى التوحيد وعبادة الله، وصَفَه عزَّ وجلَّ بقوله: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة: 125].
بالإضافة إلى أن الحج والعمرة "صلاح القلب"، حيث قالت دار الإفتاء إنه في رحلة الحج والعمرة ما يرسِّخ في قلب الإنسان معاني الفرار إلى الله، قال تعالى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللهِ﴾، فالحاج يترك أهله وماله وما يملكه وراء ظهره، ويبذل من ماله وجهده متحمِّلا مشقة السفر والاغتراب، قاصدًا بيت الله الحرام، ليبدأ صفحة بيضاء من عمره وكأن أمه لم تلده.