صدرت مؤخرا رواية دمشقى للكاتبة والمعمارية الفلسطينية سعاد العامرى، والتى كتبتها باللغة الإنجليزية، وترجمها إلى العربية عماد الأحمد، وصدرت عن منشورات المتوسط.
وتجسد الرواية مزجًا متقنًا للتراث والواقع الاجتماعى والمعاناة الشخصية لأشخاص وعائلات فى دمشق، منذ النصف الأول من القرن الماضي، وتمتزج مصائرهم بحارات المدينة المشرقية العريقة ورائحة أزقتها، التى تصورها الكاتبة وكأنها من لحم ودم.
وتتداخل فى الرواية الأحداث التاريخية بالمعاناة الشخصية للأفراد وهمومهم وهواجسهم وأحلامهم، ويختلط الهم الجمعى بالهم الفردي، لتشخصن الأحداث التاريخية وتحول الأفراد البسطاء إلى لاعبين محوريين فى تحريك الأحداث الكبرى.
وتسرد أحداث الرواية رحلة الفتاة الفلسطينية "بسيمة" إلى دمشق وزواجها من نعمان البارودي، لتستقر فى مدينة زوجها، إلا أن فلسطين التى جاءت منها لا تغيب إلا لتظهر فى أرجاء الرواية، وليستمر حضور الأراضى المحتلة فى الذاكرة الجمعية لأبنائها وأحفادها.
وتتحول فى الرواية مآلات أسرة زوجها البرجوازية الشامية، وما ألم بقصر البارودي، إلى معادلة لما حل بدمشق، وسط إسقاطات على الحاضر المؤلم، وزرع مؤشرات على ما تؤول إليه الأمور فى المستقبل.
يذكر أن "سعاد العامري" معمارية وكاتبة فلسطينية من مدينة يافا، وُلدت عام 1951 لأب فلسطينى تعود أصوله إلى قبيلة زهران وأم سورية. درست الهندسة المعمارية فى الجامعة الأميركية فى بيروت، وجامعة أدنبرة وجامعة ميشيغان، نالت بعدها درجة الدكتوراه. وهى حاليا أستاذة فى العمارة فى جامعة بيرزيت فى محافظة رام الله.