"يا فرحة ما تمت ".. محمود حصل على 98% بالثانوية الأزهرية وتوفى بعد 5 أيام.. والده: عمرى ما جاتلى شكوى منه وكان كاتب على حوائط غرفته هجيب 99% وأعمل عمرة لوالدى ووالدتى.. ومعلمه: كنت أتنبأ له بأن يكون طبيبا.. صور

الإثنين، 22 يوليو 2019 07:00 م
"يا فرحة ما تمت ".. محمود حصل على 98% بالثانوية الأزهرية وتوفى بعد 5 أيام.. والده: عمرى ما جاتلى شكوى منه وكان كاتب على حوائط غرفته هجيب 99% وأعمل عمرة لوالدى ووالدتى.. ومعلمه: كنت أتنبأ له بأن يكون طبيبا.. صور محمود حصل على 98% بالثانوية الأزهرية وتوفى بعد 5 أيام
القليوبية إبراهيم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شاب بمقتبل العمر، حرص على كسب حب الجميع بمعاملته الحسنة لهم جميعا الصغير قبل الكبير، فكان جزاء ذلك أن حصل على حبهم باقتدار، لكنه لم يكن يعلم أن الله سيمد له فى عمره ليواصل التعامل مع الناس بتلك الطريقة، ليجد هذا الحب ظاهرا بكل أشكاله أثناء تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، ويخيم الحزن على قريته، صغيرها وكبيرها، وتجد هذه السيرة تمتد إلى خارج القرية ليدعوا له الكثير بالرحمة، وأن يصبر والديه على فراقه.

1-(14)

"أخلاقه الطيبة ومعاملته للجميع سبب حب الناس كلها له".. هكذا بدأ والد الطالب محمود محمد حسين الحاصل على المركز الأول بالثانوية الأزهرية بالقليوبية والحاصل على نسبة 98% هذا العام، ابن قرية البرادعة مركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، والذى لقى مصرعه غرقا بمدينة الإسماعيلية، حديثه لـ"اليوم السابع"، مضيفا أن محمود أكبر أبنائه الخمسة، وأحنهم عليهم لمعاملته الحسنة لهم.

 

وأضاف محمد حسين، أن نجله لم تأت منه شكوى واحدة سواء من القرية أو طوال مراحل دراسته بالقطاع الأزهرى، وأنه دائما ما يحصل على الإشادات الواسعة والدعم من الجميع، مشيرا إلى أن نجله كان يعمل برفقته بعد انتهاء اليوم الدراسى "كعامل بلاط"، وعلى الرغم من توفيقه فى الدراسة لم يكن يحصل على الدروس الخصوصية بالمواد كلها كما يعمل الطلاب لكنه اقتصر على مادتين أو ثلاثة فقط.

 

وتابع محمد حسين: "ابنى كان ضهرى وسندى فى الحياة، فهو أكبر أولادى، وكان يساندنى فى أمور المعيشة، حيث كنت أعمل بإحدى الشركات، وبعد انتهاء فترة العمل أعمل كمبلط لتوفير أمور المعيشة، وكان محمود يعمل معى، بعد انتهاء أيام الدراسة، للمساعدة فى مصروفات المنزل، ومحمود طول عمره كان المدرسين سواء بالمعهد أو القرية يحبونه كثيرا، لدرجة أن بعضهم كان يكتب له بكراساته الدكتور محمود تخصص مخ وأعصاب".

 

وأوضح محمد حسين: "وكان دائما يحب عمل الخير، وكنت بتمنى أشوفه دكتور فى حياتى، وفرحت جدا بعد ظهور النتيجة له الأحد الماضى، وخاصة أنه حصل على 98%، والمركز الأول على مستوى القليوبية، لأنه كان كاتب على حوائط غرفته قبل ظهور النتيجة للثانوية الأزهرية "هجيب فى الثانوية الأزهرية 99%، وهعمل عمرة لوالدى ووالدتى، وسأكون طبيب الفقراء".

1ae204ff-4017-4aaa-8044-60eae23bcc45

وأشار محمد حسين، إلى أنه تلقى خبر وفاة نجله كصاعقة نزلت فوقه، حيث إن عمه حرص على اصطحابه هو وأخوته برفقة أبناء عمه، للذهاب للمصيف بمدينة فايد بالإسماعيلية، وكان محمود لا يعوم، إلا أنه كان يذهب معهم للشاطئ، وفى يوم الجمعة، ذهبوا لأداء صلاة الجمعة وعادوا لمقر إقامتهم، إلا أن محمود ذهب ليجلس على الشاطئ بمفرده، وبعدها سمع الجميع خبر وجود غريق أمام إقامتهم فذهبوا جميعا مسرعين، ليجدوا أن الغريق هو الشاب محمود.

4a320e8c-f0b6-4dee-9099-5ddfa29e9a55

واستطرد والده، أن عم محمود مصاب بصدمة عصبية كبيرة منذ الحادث وحتى الآن ولا يتحدث مع أحد، حيث كان يحب محمود جدا، ويصطحبه معه إلى العمل، ومرتبط به وأولاده، فأصر على اصحابه معه للتنزه وإكمال فرحته بنجاحه الكبير فى الثانوية الأزهرية، وحصوله على المركز الأول.

255716c8-8c95-4266-a591-2c8a2a395e4b

ومن ناحيته قال أحد معلمى الطالب محمود، إن محمود كان له منزلة خاصة بين باقى رفقائه بالدراسة، موضحا: "عمرى فى حياتى ما شوفت واحد فى أدب ومكانة محمود فى قلبى، وأنا بدرس له على مدار 7 سنوات، لم يحدث منه شىء أو موقف واحد يستدعى غضبى منه، وأكيد هو فى مكانة أفضل من هنا بكتير، وكنت أتوقع أنه سيكون طبيبا متميزا فى يوم من الأيام، وأنه سيفيد أبناء قريته وبلده بالعموم كثيرا".

 

وفى هذا السياق قال أصدقاء محمود وزملاؤه بالدراسة، إنهم لم يروا من محمود طوال فترة تواجدهم معه سوءا قط، وكأنه ملاكا يمشى على الأرض، وقال صديقه حسن: "محمود عمره فى حياتى من وإحنا أصدقاء من الروضة ما شوفت منه حاجة وحشة، ولو حصل موقف ما قدامه أو غلسنا على حد يقف على جنب وكان يطالبنا بعدم تكراره، وكان يسمع للجميع ولا يغضب أبدا".

 

وأكد أحد أصدقائه، أنه يزور قبر رفيقه محمود يوميا فى الصباح وكأنه يجلس معه ليستعيدا المواقف الجميلة التى حدثت طوال صداقتهما، ويقرأ له الفاتحة، موضحا: "لحد دلوقتى بشوف صاحبى وأخويا قدامى، محمود مماتش، ولسه عايش بروحه الجميلة وطول عمرى مش هنساه".

 

وقد خيم الحزن على قرية البرادعة مركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، أثناء تشييع جثمان الطالب محمود محمد حسين أول الثانوية الأزهرية والحاصل على نسبة 98% هذا العام، حيث خرج مع أولاد عمه بحتفل بالنجاح فى مدينة فايد بالإسماعيلية فلقى مصرعه غرقا فى البحروخرجت الجنازة فى مشهد مهيب سادها حالة من الحزن بين أهله وأصدقائه أثناء تشييع الجنازة.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة