قالت الحكومة الهندية اليوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي لم يطلب مطلقا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المساعدة في وساطة مع باكستان بشأن منطقة كشمير وذلك بعد تصريحات لترامب أثارت عاصفة من الانتقادات.
وقال ترامب للصحفيين أمس الاثنين إن مودي طلب منه أثناء اجتماع في اليابان الشهر الماضي أن يكون وسيطا بشأن كشمير إذا رغب في ذلك. وهناك نزاع قائم منذ عقود بين الهند وباكستان بشأن هذه المنطقة الحدودية.
وكان ترامب يتحدث في البيت الأبيض قبيل إجرائه محادثات مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي رحب بجهود الولايات المتحدة للتوسط بين الجارتين قائلا إنه سيحمل آمال أكثر من مليار شخص في المنطقة.
لكن التصريحات أثارت عاصفة سياسية في الهند التي طالما تصدت لأي مقترح بتدخل طرف ثالث في التعامل مع قضية كشمير ذات الأغلبية المسلمة والتي تعتبرها جزءا من البلاد.
وتتنازع الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان الإسلامية السيادة على كشمير المقسمة الواقعة في جبال الهمالايا، وخاضت الدولتان النوويتان حربين في إطار هذا الصراع منذ الاستقلال في 1947.
وتسعى باكستان منذ وقت طويل لتطبيق قرارات أصدرتها الأمم المتحدة قبل عقود وتدعو لإجراء استفتاء في الإقليم لتحديد مستقبله. وتقول الهند إن الأمم المتحدة ليس لها دور في كشمير حيث يقاتل مسلحون انفصاليون القوات الهندية منذ سنوات.
وتهدد تصريحات ترامب بإضفاء المزيد من التوتر على العلاقات السياسية مع الهند والتي تقع تحت ضغوط بالفعل بسبب التجارة.
وقال وزير الشؤون الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار أمام المشرعين الغاضبين إن مودي لم يطلب أي مساعدة من ترامب بشأن كشمير.
وأضاف "أدلى الرئيس الأمريكي بتصريحات معينة لإظهار أنه مستعد للتوسط إذا طلبت الهند وباكستان ذلك. أؤكد للبرلمان أن رئيس الوزراء لم يطرح مثل هذا الطلب. وأكرر، لم يتقدم بمثل هذا الطلب".
وكان الوزير ضمن الوفد الهندي في قمة مجموعة العشرين باليابان حيث التقى ترامب مع مودي.
وتصاعدت التوترات بين الهند وباكستان منذ فبراير شباط عندما وقع هجوم على قافلة عسكرية هندية بكشمير أعلنت جماعة مسلحة مقرها باكستان مسؤوليتها عنه مما دعا الهند لإرسال طائرات حربية إلى باكستان.
وفي اليوم التالي أمرت باكستان طائراتها بدخول الجانب الهندي من كشمير مما أثار تكهنات باتساع نطاق الأزمة.