أكدت رسالة دكتوراه بعنوان "التقارب الأمريكي - الإيراني في الفترة من 2009م حتى 2016م وأثره على منطقة الشرق الأوسط"، التى حصل الباحث محمد محمود مهدي، بموجبها على درجة الدكتوراه فى فلسفة العلوم السياسية مع مرتبة الشرف الأولى بجامعة الزقازيق، على أهمية سياسات الحوار والدبلوماسية وقدرتها في حل المشكلات الدولية المستعصية.
وسلطت الرسالة الضوء على حالة التغير الإيجابي أو بالأحرى التقارب الطارئ بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران خلال فترة الرئيس "أوباما" وانعكاساته على منطقة الشرق الأوسط، وذلك ببيان دوافعه وأسباب حدوثه ووسائل تنفيذه ورصد وتحليل مؤشرات تطوره وبيان مدى أثره على المنطقة، الذي ظهر واضحًا في تصاعد النفوذ الإيراني سواء في العراق أو الأزمة السورية وغيرهم من دول المنطقة، فضلاً عن تأثيره على صعيد الدول المحورية في المنطقة مثل: "السعودية، تركيا، مصر وإسرائيل".
وتطرقت الرسالة إلى دراسة تطورات الحاضر بصعود الرئيس الأمريكي «ترامب» إلى الحكم، وما نتج عن صعوده من انتفاء لحالة التغير الإيجابي في العلاقات بين البلدين والعودة مرة أُخرى إلى حالة الصراع والعداء، وكذلك وضع تصورات مستقبلية للتقارب الأمريكي – الإيراني وفرص عودته من عدمه.
وخلصت الرسالة، إلى أن التقارب الأمريكي- الإيراني خلال فترة إدارة الرئيس أوباما جاء ترجمة للمنهج الواقعي في السياسة الدولية، فهو من جهة ضمن للولايات المتحدة الأمريكية تجنب تكاليف المواجهة العسكرية، ومن جهة أُخرى ضمن لإيران تفادي الانهيار الاقتصادي والخروج من دائرة الدول الداعمة للإرهاب ومن ثمّ خروجها من العزلة الدولية.
وأن الاتفاق النووي، رغم ما أُحيط به من انتقادات باقتصاره على موضوع البرنامج النووي الإيراني، وعدم شموله موضوعات أُخرى مثل ما يدور حول: "برنامج إيران للصواريخ الباليستية، انتهاكات حقوق الإنسان، دعم المنظمات الإرهابية والأنشطة الرامية إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط"، فإنه يُعد انتصارًا دبلوماسيًا أعلى من قيمة الدبلوماسية وإدارة العلاقات كأدوات سياسية فاعلة في حل المُشكلات الدولية المستعصية، وكذلك درسًا في تسويات متوازنة حققت مطالب ومصالح أطراف الصراع، بخاصة وأن إيقاف التقدّم النووي الإيراني، ظل لسنوات طوال رهين تهديدات الأدوات السياسية الخشنة دون إحراز تقدم يُذكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة