مشروع ضخم وأهداف كبرى، بهذه العبارة يمكن إيجاز مخطط التطوير الذى تم توقيعه بين الإمارات والصين على هامش زيارة الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى للعاصمة الصينية بكين، والذى يستهدف رفع كفاءة مطار بكين داشينج الدولى، وتبلغ قيمة المشروع 11 مليار دولار.
ويتضمن المشروع مرافق لتجارة التجزئة والترفيه والضيافة والمكاتب والمؤتمرات والرياضة والفنون وأنماط الحياة العصرية، ضمن وجهة واحدة فى منطقة اقتصاد الطيران بمطار بكين داشينج الدولى، المزمع أن يكون أكبر مطار فى العالم.
وتقدر الفترة الزمنية للمشروع بـ10 سنوات، بحسب ما أعلنته شركة إعمار الإماراتية التى تتولى التنفيذ، لتطوير 5 كليومترات فقط من إجمالى مساحة المطار البالغة 40 كيلومترا.
ويقع مطار بكين فى منطقة داشينج جنوبي العاصمة الصينية بكين، وهو يعد المطار الأكبر من حيث المساحة إذ يُقام على مساحة تقدر بـ 40 كم مربع والأضخم، حيث يستوعب أكبر عدد من الرحلات فى العالم.
ولى عهد أبو ظبى ورئيس الصين
ويعد المطار الأطول من حيث طول المدرج الذى يبلغ 4 كيلومترات وبلغت تكلفة إنشائه 4 مليارات دولار.
ويستوعب مطار بكين الجديد 130 مليون مسافر سنويا ونحو 5.5 طن من البضائع لاحتوائه على تسعة مدارج ويعمل فيه حالياً 50 ألف عامل وموظف ومهندس، ومتوقع أن يشهد المطار الجديد 1600 رحلة إقلاع وهبوط يومياً وربع مليون شخص مسافر يومياً مع انتهاء مشروع تطويره.
وقال محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة "إعمار"، في مقابلة مع قناة "العربية"، إن تنفيذ مشروع المطار سيستغرق عشر سنوات ويتضمن مشاريع سكنية ومرافق ترفيهية، مؤكداً أن "تنفيذ شركة إماراتية للمشروع يدل على الثقة التي تحظى بها الشركة وهو أمر يدعو للافتخار".
محمد بن زايد
وأضاف العبار: "أصبحنا نتجه للصين فى الكثير من أعمالنا من البناء، التكنولوجيا، والصحة، لذلك قمنا بتوقيع اتفاق مهم فى مطار بكين لتطوير 5 كيلومتر مربع في مطار بكين "سكني ـ تجاري ـ ترفيهى" الاستثمار فى الأرض سيصل إلى 11 مليار دولار".
وأعرب عن أمله في أن تشكل هذه الاتفاقيات بداية لفتح فرص جديدة فى السوق الصينية التى تعد الأضخم على مستوى العالم، وأعلن أن شركة "إعمار" ستفتتح مكتباً فى بكين، برعاية سلطان بن سعيد المنصورى وزير الاقتصاد، بهدف تعزير نشاطها فى الصين.
محطة مفصلية
يعد اتفاق تطوير مطار بكين إحدى الثمار التى جنتها الإمارات ضمن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذا الأسبوع للصين والتى وصفها سلطان بن سعيد المنصورى وزير الاقتصاد الإماراتى بأنها محطة مفصلية على طريق الشراكة المستدامة بين البلدين.
وزير الاقتصاد الإماراتى
وبحث ولى عهد أبوظبى خلال الزيارة مع الرئيس الصينى شى جين بينغ وكبار القادة والمسؤولين في بكين، تعزيز وتطوير التعاون الاستراتيجى الشامل بين البلدين فى مختلف المجالات والقطاعات.
وقال إن الدورة الأخيرة للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين التى عقدت في بكين عام 2017 أسفرت عن الاتفاق على برنامج تعاون موسع شمل 13 قطاعاً أبرزها التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية والخدمات المالية والسياحة وغيرها.
وأوضح أن الصين، تعد الشريك التجارى الأول عالمياً للإمارات في التجارة غير النفطية، وبلغ حجم التبادلات التجارية غير النفطية بين البلدين خلال عام 2018 أكثر من 43 مليار دولار.
وأشار إلى أن الاستثمارات المتبادلة تمثل مساراً آخر مهماً ومستداماً للتعاون، حيث بلغ حجم الاستثمارات المرصودة بين الجانبين فى سنة 2018 و2019 ما يقارب 6 مليارات دولار.
وأضاف أن الصين سابع أكبر مستثمر في الإمارات، وقد شهدت استثماراتها في الدولة قفزة كبيرة خلال الفترة من 2013 حتى 2017 بنسبة تقدر بنحو 276%، وهذا يعكس الأهمية المتزايدة للأسواق الإماراتية بالنسبة للشركات الصينية، ما يبشر بنمو أكبر خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح المنصوري أن الإمارات انطلاقاً من توجيهات قيادتها الرشيدة، واستناداً إلى محددات رؤية الإمارات 2021، تبنت سياسة اقتصادية رائدة تتسم بالمرونة والانفتاح والارتباط الإيجابي مع الأسواق العالمية، وتسعى إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام وعالي التنافسية، ويرتكز على محاور المعرفة والابتكار والتكنولوجيا والبحث والتطوير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة