تفتخر كل امرأة فى ربوع مصر المختلفة أنها مصرية، وضمن العديد من النساء اللاتى أثرن فى الحياة المصرية على مر العصور فكانت الحاكمة، العالمة، الطبيبة، المحامية، الكاتبة، الفيلسوفة، السياسية، والثائرة، وكانت الأم التى أفرزت تلك العقول النابغة فى عهد تضاءل فيه نور العلم للفتيات فحاربن حتى يوصلن فلزات أكبادهن لتلك المناصب العالية.
سميرة موسى.. عالمة الذرة المصرية وأول محاضرة داخل الجامعة المصرية
سميرة موسى
ولدت سميرة موسى فى إحدى قرى محافظة الغربية، درست فى كتاب القرية، وبعدها ألحقها والدها بمدرسة بناة الأشراف الثانوية واستطاعت الفتاة النابغة أن تحصل على المركز الأول على الجمهورية فى امتحانات البكالوريا عام 1935، بعدها فتحت الجامعة أبوابها لـ"سميرة" فالتحقت بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول وكانت من أفضل طالبات الدكتور مصطفى مشرفة عميد الكلية فى ذلك الوقت.
تخرجت "سميرة" من كلية العلوم بتفوق مبهر مع مرتبة الشرف وأصبحت أول امرأة تحاضر فى الجامعة وبعدها حصلت على درجة الماجستير، كان هناك حلم أكبر لـ"سميرة" الدكتوراه فقررت السفر إلى إنجلترا وحصلت على درجة الدكتوراه فى الإشعاع الذرى، وحينها ذاع صيتها فى العالم أجمع خاصة العالم العربى.
"أتمنى أن يصبح استخدام الطاقة الذرية فى علاج السرطان فى متناول الجميع كقرص الأسبرين" حلم الدكتورة سميرة موسى، حيث كان الدافع الرئيسى وراء اتجاهها واجتهادها فى دراسة العلوم هو مرض والدتها بالسرطان، فكانت تأمل تحقيق اكتشافات نافعة للطاقة النووية خاصة فى مجال الطب.
كانت تعشق البحث وتلهث وراء الاكتشافات الجديدة، فأثناء زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية فى 5 أغسطس 1952 لتتفقد عدة مراكز بحثية، وفى طريقها إلى جامعة كاليفورنيا كان هناك حادث مروع، حيث اصطدمت سيارتها بشاحنة كبيرة كانت مسرعة فأسقطتها من أعلى الطريق الجبلى فتوفت فى الحال، بينما قفز السائق قبل التصادم بلحظات واختفى ما أثار جدلا واسعا حول وجود شبهة جنائية.
نبوية موسى.. هدفها نشر التعليم بين الفتيايات وأول نقابية صحفية
نبوية موسى
حفرت نبوية موسى اسمها مع رائدات العلم فى القرن العشرين، بعد حصولها على البكالوريا بدرجة ممتاز، كان اهتمامها الأول بتشجيع الفتيات على الدراسة والعلم، وأدركت أن التعليم هو الطريق الوحيد الذى سيؤدى فى النهاية إلى تحقيق الهدف، وهو استقلال الفتاة واعتمادها على نفسها، وذلك يسهل عليها الحصول على حقوقها.
أصبحت نبوية موسى أول ناظرة مدرسة وأول كبيرة مفتشين فى وزارة المعارف آن ذاك، وكانت من أوائل من حاضرن فى الجامعة المصرية، وأول عضوة فى نقابة الصحفيين، كانت أول من دافع عن حرية المرأة، ظهر ذلك خلال واقعة شهيرة فكانت هى إحدى النساء الثلاث اللاتى خلعن الحجاب داخل محطة القطار معلنات أنه سيأتى اليوم وتثور المرأة لتنال حقوقها، ومن أهم كتابتها "المرأة والعمل، ثمرة الحياة فى تعليم الفتاة، وقصة حياتها".
مفيدة عبد الرحمن .. أول محامية مصرية
مفيدة عبد الرحمن
مفيدة عبد الرحمن الزوجة الناجحة والأم الحنونة لتسعة أبناء والنائبة البرلمانية مدة 17 عامًا، هذه السيدة القوية تعد أول محامية فى التاريخ المصرى، المدهش أنها تخطت كل العقاب ونجحت فى الالتحاق بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول عام 1933 رغم أنها كانت أما لخمس من الأبناء فى ذلك الوقت.
نجحت مفيدة عبد الرحمن فى إقناع رئيسها فى العمل بقدرتها على أن تترافع فى قضية قتل خطأ، فمنحها تلك الفرصة، وبعد نجاحها فى تلك القضية ذاع صيتها كمحامية بارعة، وأسست مكتب محاماة خاص بها بعد عدة سنوات، ومن القضايا المهمة التى كان لها أثر كبير فى الرأى العام ونجحت فيها "مفيدة" كانت قضية الناشطة السياسية "درية شفيق" التى كانت ضمن مجموعة من السيدات اللاتى اقتحمن البرلمان المصرى لعرض مطالبهن.
لطفية النادى .. أول كابتن طيار مصرية
لطفية النادى
عشقت الطيران منذ نعومة أظافرها فتعلمته وشجعها على ذلك والدها، فكانت تأخذه على متن الطائرة فى جولة لهما فوق الأهرمات مرات عدة، حصلت "لطفية" على رخصة الطيران عام 1933 وكانت رقم 34 وكان عمرها لا يتعدى الـ26 عامًا، حيث حققت حلمها وطارت بمفردها من القاهرة إلى الإسكندرية فى مسابقة طيران واحتلت المركز الأول.
عائشة تيمور .. كاتبة وشاعرة
عائيشة تيمور
ابنة حى الدرب الأحمر وأسرة ميسورة الحال ذات مستوى أدبى عالى، حاولت والدة عائشة أن تعلمها الفنون النسوية "الأشغال اليدوية المختلفة"، لكنها رفضت ذلك رفضًا باتًا وكانت تفضل القراءة.
تزوجت عائشة فى سن الأربعة عشر عامًا وتركت مصر وعاشت فى تركيا مع زوجها حتى وفاته ثم عادت إلى مصر عام 1875 لتكون فرصتها فى العودة إلى استكمال دراستها القراءة والكتابة وصالونات الأدب وكان عمره فى ذلك الوقت 35 عامًا.
نُشر لعائشة تيمور عدة روايات ناقشة من خلالها قضايا عديدة منها ما يتعلق بالنوع، الدين، السياسة ومن أشهر كتباتها "اللقاء بعد الشتات" و"نتائج الأهوال فى الأقوال والأفعال".
ملك حفنى ناصف.. كاتبة وناشطة سياسية
ملك ناصف
ملك ناصف أو"باحثة البادية" من المدافعات عن المرأة وحقوقها، فى عام 1909 ألقت محاضرة أمام جمع من النساء تطالب بحقهن فى التعليم وتخصيص نسبة من الوظائف فى مجال التدريس والطب، كما كانت من أهم مطالبها مراعاة تعاليم الإسلام التى تعطى المرأة الحق فى رؤية من ستتزوجه وتبدى موافقتها عليه.
لها عدة كتابات منها "النسائيات" التى عارضت فيه القيم الغربية والاحتفاظ بكل القيم العربية الإسلامية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة