يظل مشروب البوظة، أحد العصائر التى ترتبط بالصعيد، وهى مشروب الغلابة، ومع ارتفاع درجات الحرارة خاصة فى قرى ومراكز محافظة قنا، أصبح الشراب المفضل للجميع، وينتشر بائعى "البوظة" فى الطرق السريعة، والزراعية لبيع المشروبات والتى يبلغ ثمن الكوب بـ 2 جنيه، ويمتاز ذلك الشراب بـ"لسعة" تشبة الصودة الموجودة فى المنتجات الغازية لكنه يظل المشروب الرسمى عند الصعايدة.
محرر اليوم السابع مع بائع البوظة
يقف بائعى "البوظة" فى الأوقات التى ترتفع فيها حرارة الطقس لبيع العصير، وينتشر أغلبهم منذ الصباح الباكر فى الساعات الأولى من الشروق، وصولاً إلى غروب الشمس وهناك من يمتد لساعات الليل لبيع عصير "البوظة" المشهور عند الصعايدة فى فصل الصيف فهو بمثابة مصدر الرزق الوحيد الذى يعتمدون عليه فى دخلهم.
عم فتحى وصناعة البوظة بقنا
فتحى محمد، 70 عاماً، يقف بجوار مسجد "العمرى" بمنطقة الوكالة التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا، يبيع مشروب "البوظة" للزبائن والمارة، بعد أن يخرج فى السابعة صباحاً، ويساعده نجله فى نقل الجراكن لإيصالها على العربة التى يقف بها؛ وأكد عم فتحى، أنها مهنته منذ الصغر، مضيفا: "البوظة" ده مشروب متداول عن الصعايدة ويعشقونه خاصة فى فصل الصيف لانه يروى "الظمأ"، وهناك عائلات كتيرة تأكل من تلك المهنة وهى مصدر رزقها الوحيد، وهى غير مخمرة.
وعن كيفية صناعتها، أكد: كل شيخ وله طريقته، البوظة عندى لو شربتها مرة، لو نزلت قوص ستجد قدمك تأخذك غلى المكان الذى أقف فيه للتناول كوب أو اثنين، والحمد لله سمعتى سابقة فى تلك المهنة لانى ورثتها عند جدى والسر فى الصنعة، وهى تصنع من الدقيق الفاخر، ويجب أن تصنع فى مكان به تهوية عالى وتنخفض فيه درجة الحرارة، ويتم وضع الدقيق الفاخر مع الماء داخل ماكينة لأكثر من ساعتين مع إضافة قليل من الخميرة والماء ثم يتم تغطيتها وتركها لمدة يوم كامل حتى تكتمل الصنعة، ثم يضاف عليها السكر بقدر محدود وبعدها يتم نقلها فى جراكن.
صناعة البوظة بقنا
وقال إن "البوظة" أنواع هناك من يقوم شراءها وهى "محلاه" بالسكر ويأخذه فى البيت وفى الغالب تباع فى شهر رمضان، والنوع الثانى الموجود على العربية والزبون بيأتى للشرب والمغادرة والكوب لايتجاوز 2 جنيه، والبوظة عقب صناعتها تأخذ مرحلة أخيرة وهى تصفيتها قبل بيعها للزبائن ووضع الواح الثلج حتى تصبح بارده ولها مذاق وطعم جاذب للزبائن، والبوظة ليست قالبة للتخزين.
وأوضح أن البوظة" مشروب يوم بيوم مينفعش يتخزن لتانى يوم لأنها ستفقد مذاقها والطعم وستجد طعمها مختلف، والصنايعة يعرف عدد الزبائن الوارده له فى اليوم ويقوم بتصنيعها وفق زبائنه والمقدار الذى يبيع به كل يوم، وأسعار شراء الجراكن من 7 إلى 10 جنيهات وكانت فى السابق لا تتجاوز 5 جنيه لكن ارتفاع ثمن السكر والدقيق ضاعف من ثمنها، والبوظة الخام هى الأغلى وهى التى يقوم الزبون بتجهيزها فى بيته.
واختتم حديثه: "لازم أى حد معدى عليا فى الحر ده بيقف يشرب من عندى "بوظه" والحمد لله عندى زبائن تانى يومياً، وأصحاب المحلات المجاورين عندى بيبعت يشرب أكثر من مرة فى اليوم خاصة أن ثمنها أرخص من المشروبات الغازية وغير ضارة والكوب الكبيرسعره بيكون أعلى ويصل إلى 4 جنيه، والصغير بـ2 جنيه.
صناعة وبيع البوظة بشوارع قنا