فنان وإنسان من نوع خاص يمتلك قوة استطاع من خلالها التغلب على أقسى درجات الضعف الإنسانى، لم يضعف أمام المرض بل وقف الفنان الكبير فاروق الفيشاوى متماسكا صلبا أثناء تكريمه في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي مؤكدا أنه سوف يتحدى هذا المرض ويحاربه ويهزمه وسيظل يعمل حتى أخر نفس فى حياته.
أصاب هذا التصريح جمهور الفنان الكبير وزملائه بالصدمة، ولكن الفنان الكبير أراد أن يكون مشجعًا ومصدرا للطاقة الايجابية لكل مصاب بهذا المرض، لأنه كان يرى أن طريقة إعلان المصابين عن هذا المرض عبر التلفزيون تصدر طاقة سلبية، وأراد أن يوجه رسالة هامة بإعلانه عن إصابته بهذا المرض وهى أنه مثل أي مرض آخر يستطيع أي إنسان هزيمته إذا تمسك بالإرادة.
ورغم قسوة هذا الاعتراف الذى لا يخرج إلا من فنان وإنسان يمتلك من الجرأة ما يهزم بها كل عوامل الضعف وبالرغم من أن الكثير من الفنانين قد يخفون أخبار إصابتهم بالأمراض، إلا أن هذا الاعتراف لم يكن الاعتراف الصادم الوحيد فى حياة الفنان فاروق الفيشاوى الذى يرقد الأن فى المستشفى بعد جولة صراع وحرب شرسة مع مرض السرطان.
ففى عام 1987 وفى منتصف رحلة تألق ونجومية الفنان الكبير جاء الاعتراف الصادم الكبير فى حياته، أعلن فاروق الفيشاوى بقوة وجرأة لم يصل إليها غيره أنه كان مدمنا للهيروين، بل وصارح الجمهور بتفاصيل رحلة إدمانه وشفائه من خلال حوار صحفى طلب بنفسه أن يجريه مع الكاتب الصحفى صلاح منتصر ليتحدث فيه عن هذه التجربة الصعبة وينقلها للجمهور كى يحذر من خطورة الإدمان ويحمى الشباب من هذا الشبح، وجاء الاعتراف تحت عنوان " كنت عبدا للهيروين"
وأكد الفنان فاروق الفيشاوي إنه يمتلك شجاعة الاعتراف بأي خطأ ارتكبه، وأن الإنسان لن يتعلم من أخطائه طالما لا يدركها ولا يعترف بها.
وكان هذا الحوار دافعا للكثير من الشباب للإقلاع عن الإدمان.
تحدث الفنان الكبير خلال الحوار الذى نشرته مجلة أكتوبر بتاريخ 13 ديسمبر عام 1987 عن تفاصيل حياته خلال تسعة أشهر كاملة كان فيها عبدًا ذليلًا للهيرويين، وعن دورزوجته وقتها الفنانة سمية الألفى فى مساعدته على التعافى من الإدمان ،مؤكدا أن قضية المخدرات فى مصر، والهيرويين بالذات، أخطر مما يتصورها الكثيرون وأننا لن نستطيع مواجهة هذا الخطر بغير المعرفة بكل أبعاده، والمصارحة بكل أسراره، واعتبر مصارحته واعترافه بما حدث له خلال الرحلة من الإدمان للتعافى تجربة أراد ان يضعها أمام كل شاب حتى يحميه من هذا الشبح، حيث أشار الفنان الكبير إلى حجم الخسائر المادية والنفسية والصحية التى عاشها، مشيرا إلى أن هذه الشهور التسعة كانت عارًا يجب أن يخفيه عن كل العيون . لكن حبه لشباب مصر وإحساسه الكبير بالخطر الذى يهددهم جعله يقبل بكل الرضا كشف ما كان يجب أن يخفيه عن العيون.