أكد مساعد وزير الخارجية الكويتى لشؤون المنظمات الدولية ناصر الهين، أن الكويت لا تدخر جهدا من أجل تحديد مصير أبنائها من الأسرى والمفقودين، موضحا أن الجهود خلال الفترة الماضية أدت إلى التوصل إلى معلومات تتعلق بموقعى دفن فى العراق، وأن الكويت طالبت بغداد بتسليمها جميع الرفات المعثور عليها.
وأضاف الهين - فى بيان صحفى اليوم الأربعاء، تعقيبا على البيان المشترك الصادر عن اللجنة الفنية الفرعية المنبثقة عن اللجنة الثلاثية - أنه تم تقديم تلك المعلومات إلى اللجنة الفنية الفرعية المنبثقة عن اللجنة الثلاثية، والتى قررت فحص الموقعين من جانب الفريق الفنى العراقى، بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ حيث تم العثور على عدد من الرفات ومن ثم اتخاذ إجراءات الفحص الجينى فى العراق.
وأشار إلى أنه تم تكليف فريق فنى كويتى مشترك من وزارة الخارجية، والإدارة العامة للأدلة الجنائية التابعة لوزارة الداخلية، بزيارة دائرة الطب العدلى فى العراق، للاطلاع على الإجراءات الفنية المتخذة من قبل المختصين فى الدائرة، ونقل عدد من العينات من هذه الرفات إلى الكويت، لفحصها جينيا ومضاهاتها مع قاعدة بيانات الأسرى والمفقودين فى الإدارة العامة للأدلة الجنائية.
وأشار إلى أن الفحوصات الأولية أثبتت نتائج إيجابية لعدد من العينات التى جلبها الفريق الفنى، وبناء على ذلك طلبت الكويت تسليمها جميع الرفات لاستكمال عملية الفحص الجينى لكل الرفات، تمهيدا للإعلان عمن يتم التعرف عليه.
وأكد أن وزارة الخارجية الكويتية، ستبلغ ذوى الأسرى بعد انتهاء الفحص الجينى وعمليات المطابقة لكامل الرفات، عن كل المعلومات والبيانات والإجراءات التى اتخذت فى سبيل تحديد مصير أسراهم، باعتبار ذلك حقا إنسانيا وقانونيا لهم.
ووجه الهين الشكر لأعضاء اللجنتين الثلاثية والفنية الفرعية، وإلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للجهود التى يبذلونها من أجل تحديد مصير الأسرى، وكذلك للمختصين فى وزارة الدفاع العراقية الذين أسهمت جهودهم فى سرعة الوصول إلى موقعى الدفن على الأرض بناء على المعلومات المقدمة وحفرهما ورفع الرفات منهما.
وأعرب عن أمله فى انتهاء هذه المأساة الإنسانية، مؤكدا استمرار الكويت فى جهودها من أجل تحديد مصير جميع الأسرى الكويتيين ورعايا الدول الأخرى.
وكانت اللجنة الثلاثية المعنية بحل قضية أسرى ومرتهنى الكويت التابعة للصليب الأحمر الدولي، قد أعلنت فى 20 يونيو الماضي، اكتشاف رفات بشرية فى المثنى قضاء (السماوة) جنوبى العراق، يظن أنها تعود لمواطنين كويتيين من المدنيين وأسرى الحرب.
وقالت اللجنة فى بيان مشترك حينئذ، إن هذا الاكتشاف يعطى الأمل لعائلات الأشخاص المفقودين بعد أكثر من 28 سنة على انتهاء حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي، موضحة أن هذه الرفات استخرجت بشكل كامل، وأودعت لدى دائرة الطب العدلى فى بغداد، لغرض استخراج الخريطة الجينية (DNA)، لمطابقتها لاحقا مع البصمة الوراثية لعوائل المفقودين فى تلك الفترة.
وأوضحت اللجنة التى تضم ممثلين عن الكويت، والسعودية، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا من جانب، والعراق من جانب آخر، أن التحاليل الخاصة بالأدلة الجنائية ستكشف العدد التقريبى للرفات التى تم استخراجها، وسوف تقدم معلومات حول جنسيتهم.
يذكر أن المرة الأخيرة التى تم فيها العثور على رفات مواطنين كويتيين، كانت عام 2005، فيما تم العثور على آخر مجموعة من الرفات الخاصة بعراقيين عام 2011 حتى الآن، ولا تزال اللجنة الثلاثية تعمل على الكشف عن مكان وجود الأشخاص الذين لا يزالون مفقودين فى كلا البلدين منذ حرب تحرير الكويت (1990 - 1991).