صلت الكنيسة الكاثوليكية اليوم الأربعاء، صلوات الجناز على روح الأنبا عادل زكى، مطران اللاتين الراحل وذلك ببازيليك مصر الجديدة.
خلال الصلوات، قدم الكاردينال بيترو بارولين أمين سر دولة الفاتيكان التعازى للكنيسة الكاثوليكية بمصر وقال الإيمان الذى قاد المطران عادل ودعمه خلال حياته؛ إذ دعَّمه كمسيحي ثم راهبٍ فرنسيسكانيٍّ فكاهنٍ ثم أسقفٍ.
واستكمل: لقد لاحظت أنّه كان يتحلّىِ بإيمان صلب كالجرانيت تمكنت من الإعجاب به - لدرجة أنّه أثار مشاعرى - فى آخر محادثة أخوية دارت بيننا يوم السبت السّادس من شهر يوليو.
وتابع: فى تلك المناسبة، كرر لى ما سبق أن قاله لى فى أوقات أخرى: «الخدمة بأمانة حتى النهاية ؛ فالجندى لا يهرب ، وإلا فهو يعتبر خائناً ؛ يموت فى ساحة المعركة.» كان هذا بالفعل هو الحال بالنسبة للمطران عادل زكى.
وأضاف: التقيت به للمرة الأولى في مطلع شهر مايو 2015 بعد يومين فقط من وصولى إلى مصر، كسفيرٍ بابوى وقد وجدت على المكتب دعوته لكى أشارك فى اللقاء الّذى يتم فيه تبادل التّهانى الفصحيّة على مستوى الرّهبانيّات الرّجاليّة والنّسائيّة فى القاهرة.
واستطرد: وكان لقاءً لن يُمْحَى من ذاكرتى أبدً ؛ لقد شعر كلانا فورًا بألفة متبادلة. ثم تتالت العديد من اللقاءات الأخرى: احتفالات ليتورجية. اجتماعات مجلس الأساقفة الكاثوليك في مصر؛ لقاءات متنوّعة حول الحياة المكرسة ؛ زياراته لى فى سفارة الفاتيكان وزياراتى له فى مقر النّيابة الرّسوليّة.
وعن المطران الراحل قال: أتذكر عزيزنا المطران عادل زكى ؟ كان دائما هادئَاً وابتسامته مرتسمة على شفتيه. كان راعيًا مليئًا بالغيرة من أجل الرب ومن أجل الشعب الذى عُهِدَ إليه ، كان مخلصًا للغاية للإنجيل ولتعليم الكنيسة ؛ ذو ذاكرة متيقّظة حتّى الأخير فى عرضه لى تاريخ النيابة الرسولية فى مصر فى ماضيها وواقعها الحالى.
وأوضح: لم يفقد أعصابه أبدًا عندما كنت مضطرًّا أحيانًا إلى إبلاغه عن بعض الصعوبات على المستوى الرعوى، التى وصلت إلى علمى؛ وكان يوضح لى المسـألة بكل تفاصيلها، وبلا تردّد وكان يؤكّد لى أنه سيبذل ما فى وسعه لإيجاد الحل.
وقال عن الراحل: كان راعيًا على مثال يسوع الراعى الصالح، الذى قُدم لنا من خلال فصل من إنجيل القديس يوحنا، الّذي أعْلِنَ في هذا احتفالنا الطّقسى بجنازِه كان راعيًا حتى النهاية ، على الرغم من المرض الأخير الّذي قد اضعف من قواه البدنيّة. كان يريد أن يكون حاضرا دائما ، حتى لو بصعوبة في الحركة ، حتِّى لا يخلّ عن القيام بواجبه الرّعوي مضيفًا: لاحظنا جميعًا أنّ وجهه كان شاحبًا. وكنت قلقًا عليه. لكنني لم أكن أتوقع مثل هذه النهاية المفاجئة. لقد رحل عنّا كمَن يمشي على أطراف أصابع قدميه، دون أن يزعج أحداً.
واختتم: والآن، يتمتع أخونا المطران عادل بالنور والسلام والفرح بلا نهاية لبلوغه فرحة اللقاء مع الرّب القائم. أمّا نحن، فلا يبقى لنا سوى أن نشكر الله على أنّه وهبه لخدمة الكنيسة في مصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة