" إذا لم تستح فاصنع ماشئت".. تلك الرسالة للسيد علاء مبارك، فلولا تدافع الظروف والأحداث فى مصر، لما كان مثل علاء مبارك، يظهر بذلك الشكل الغريب، والذى لم يستوعب حتى الآن أنه فى يوم من الأيام، خرج عليه وعلى أسرته الملايين، ويعرف القاصى والدانى، كل القصص التى كنا نسمعها عن امبراطورية علاء مبارك، ابن الرئيس، فهو كما يتردد إعلاميا يشارك رجال الأعمال، بقوة تحت دفع من زخم أسرته، من غير شروط، أو بند واضح فى أى عقد مكتوب، ولكن بالعرف والتقليد، فـ"علاء بيه" شريك فى المشروع.
ربما لا يعرف علاء مبارك، أن زمنه لن يعود، وعليه أن يعلن لجماهير تويتر ومعظمهم إخوان، ماهى وظيفته، وماهى حجم ذمته الماليه، ماهى مصادر دخله، وماهى القضايا التى يحاكم فيها، وليعلن للمواطنين، حجم الاموال المتهم فى أخذها فى قضية التلاعب بالبورصة، وليذكر كم يمتلك هو وشقيقه، حتى يعرف الناس من هو علاء مبارك، فالقناع الذى يرتديه لن يقتنع به طفل صغير، خاصة فى ظل المراهقات الطفولية، التى يفعلها يوميا وبشكل يوحى بتوجهاته الجديدة.
لم يقتنع علاء مبارك، حتى الان، أن دوره فى الحياة قد انتهى، وعليه أن يرتضى مالديه، وأن يتابع قضاياه، فعليه أحكام نهائية، ولذلك فالأولى له أن يبحث كمتهم عن طرق لنفى جريمة واحدة عنه، وربما لو كان القانون يحاكم بما يعرفه الجميع، لما كان لعلاء مبارك "أكاونت" على تويتر، يخرج علينا فيه بالتفاهات المتكررة، وكان الآن فى السجن ولديه سنوات من السجن تكفيه لآخر عمره، ولكن ربما " من آمن العقاب ..أساء الأدب".
وكلما ضعفت ذاكرة استاذ علاء مبارك، فعلينا تذكيره ما فعله فى الشعب المصرى، فالجميع لاينسى، كيف كان علاء مبارك، اخطبوطا قابعا على الاقتصاد المصرى، ورجال الأعمال، ليس له وظيفة سوى أنه ابن الرئيس، فتحركات علاء مبارك المريبة والغريبة، والتى يظهر فيها بكل وضوح، رغبته الحقيقية فى النيل من الدولة المصرية، لم يكن دافعها الوحيد، هو الحقد والغيرة، وتذكر أمجاد الماضى، التى لن تعود مرة أخرى، بل تحمل فى طياتها، هدف واضح وصريح، أنه كلما استهدف الدولة المصرية، فإنه يعتقد أن شعبيته تزيد، وربما اعتمد فى ذلك، على تجمع الناس حوله فى الأماكن التى يذهب إليها، لايعلم أن "حمو بيكا" و "مجدى شطة"، يتجمع حولهم الناس أيضا، ومؤكد أنه يعلم كل كلمة يكتبها ماهى مردودها على الدولة المصرية، ويعلم يقينا ماذا يريد، وكيف يستهدف مؤسسات الدولة.
ورغم الشواهد التى يعتمد عليها علاء فى تذكر أطلال من عهده وعهد والده، فعليه أيضا أن يعلم أن ذلك الشعب فطن للغاية، فربما يذكرك بالخير فى وقت من الأوقات، ولكنه يقينا يعلم من سرقه ونهبه ومن قتل أولاده وحرق بلده، ومن كان يدخل بالقوة فى عقود الدولة كما يتردد بين العامة، ويشارك رجال الأعمال بالقوة والغصب، ومن كانت وظيفته أنه النجل الأكبر لرئيس الدولة، وكلها مقومات ساعدته على السطو على مقدرات الشعب.
وفى النهاية رسالة للجميع، لو أن عند أى مجرم ذرة من ضمير لتذكر ما حدث معه فى فترة زمنية تاريخية، وظل فى منزله، دون أن يخرج، ويعلم أنه شخص مكروه ومنبوذ، وأن وجود عشرات يحبونه فى مطعم شعبى، لن يغنيه عن وجود آلاف يكرهونه، وملايين تضرروا منه ومن أسرته، وتلك الملايين قادرة على فضحه.