مأساة تعيشها الكثير من النساء المعيلات ، وهن يناشدن العدالة أمام محاكم الأسرة، ويبحثن عن حقوقهن، بعد تعرضهن لخطر فقدان العائل، إثر خلافات أسرية، ليمتنع بعدها الأزواج عن الإنفاق للأنتقام منهن،وأهم العقبات التى تواجه المرأة فى قضايا النفقة صعوبة تحديد حقيقة دخل الزوج، وصعوبة التحرى عنه خاصة إذا كان يعمل بقطاع الأعمال الحرة، وعدم تفعيل النص القانونى القديم الذى كان يلزم البنك المركزى بالكشف عن كافة حسابات الزوج فى البنوك، إلى جانب أن النفقة غير مناسبة للواقع العملى وفق المجلس القومى لحقوق المرأة وللمنظمات النسائية،ومن هنا كان دور مجلس النواب بعد أن وافق على قرار رئيس مجلس الوزراء بمشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، والتى تضمنت عقوبات جديدة وإضافية بشأن الامتناع عن دفع نفقة الزوجة.
اليوم السابع أستمع لماسي السيدات أثناء وقوفهن بحثا عن الرحمة ورفع الظلم عنهن وتمكينهن من حقوقهن داخل محاكم الأسرة.
النفقة غول ينهش فى جسد المطلقات
ووفقا للدعاوى المقدمة أمام محاكم الأسرة فإن نسبة قضايا النفقة تزيد عن70% وتقف وفقا للأرقام المتداولة 12 ألف سيدة تبحث عن طوق النجاة لزيادة النفقة تحت بند عدم توافقها مع المستوى المعيشي للمطلقة وأولادها ومتطلباتهم، كما تراوحت قضايا الحبس بسبب التهرب من دفع النفقة والتى صدر بها أحكام لـ44% من الدعاوى المقدمة.
شهادة فقر
ومن خلال البحث عن ضحايا الخلافات الزوجية نرى ونسمع العجب عن زوجات تعرضن لأشد أنواع العذاب ،وأبرز تلك القضايا هى لـ "سماح.ع.ن"، تحكى عن مأساتها أمام محكمة الأسرة بمدينة نصر، فى بحثها عن حقها فى إنفاق زوجها "محمد.ال.ف"على أطفالها لتشكو قائلة: رغم حالته الميسورة وامتلاكه مصنع يدر له الآلاف من المبالغ المالية، ولكنه وقت أن طلبت مسئوليته اتجاه أطفاله صرح بأنه يكسب قوت يومه بصعوبة كذبا، مستغل ملكيه أشقائه معه وتتداخل رأس المال بخلاف ممتلكاته المسجلة باسم والده، مما جعل المحكمة تقضى لى بمبلغ 1000شهريا، لثلاث أطفال، لا تتناسب مع المستوى الاجتماعي الذى نعيش فيه.
وأكملت : أستخرج شهادة فقر بعد رشوة شهودى بأمواله الذى رفض أن يمنحها لأطفاله، وتركنى أزل لأسرته وأقبل يديه حتى لا يضطرني للسرقة أو التسول.
عبء إثبات الدخل
أما عن إشكاليات إثبات الدخل، فهناك عبء يقع على الزوجات، وفى أكثر الحالات غالبا عدم الأنفاق يكون أما كيديا بالزوجة أو بسبب الزواج بأخرى، أو بسبب غياب الزوج، وقد تعجز المرأة عن إثباته فى حالات كثيرة مثل عدم وجود شهود، بخلاف بطء وطول إجراءات التقاضى وفق لشكاوى السيدات أمام مكاتب تسوية المنازعات.
وبداخل محكمة الأسرة بإمبابة وقفت صفاء.م تستغيث بعد أن رفض زوجها منحها حقوقها، حتى يدفعها للتنازل عن حضانة أولادها، وألقاها فى الشارع لتقص كيف عانيت مع زوج لا يملك ضميرا - على حد قولها - بدفاتر المحكمة :" عشت فى عنف برفقة زوجي، لمدة 5 سنين ضرب وإهانة، يطلقنى ويرجعنى، وفى أخر خلاف جمعنا، طردنى للشارع وتركنى معلقة لشهور، لكي يحرمنى من أولادي ويدفعنى للتنازل عن حضانتهم لصالح شقيقته العاقر ووالدته، ومنذ ذلك الوقت وأنا وأهلى فى المحاكم، أنفقت الكثير لأتحصل فى النهاية على مبالغ زهيدة، وعندما طلبت الرحمة منه رد وقالى "هسيبك زى البيت الوقف لغاية ما تموتى بحسرتك"، لدرجة دفعتني لمحاولة الإنتحار.
كارثة هجر الزوجات
كثيرا من الزوجات يعانوا من مشكلة هجر الأزواج، وتركهم لأسرهم لسنوات، ورفض الإنفاق، وتكمن المشكلة فى إثباتها الزوجة الضرر الواقع عليها، ومن الآثار السلبية المترتبة عليه، حرمانها من كافة حقوقها الشرعية والقانونية وأطفالها ويدفعها لتحمل مسئولية الأم والأب ، لتظهر ألاف القضايا سنويا تظهر مدى المعاناة التى تعيشها الزوجات ويشتكي معظمهن أنهن إذا اشتكين يلاحقها الزوج بالدعاوى الكيدية،وقالت الزوجة "إيمان. ع" من كرداسة، 19 سنة، والتى مضى على زواجها 3 أعوام إنها رأت زوجها مرتين فقط.
وأوضحت أمام محكمة الأسرة بإمبابة: "تزوجت بعمر 16 سنة من قريب لى، بعد أن تركت المدرسة، ولم أرَ زوجى سوى مرتين، الأولى عند عقد القران، والثانية يوم الفرح، وبعدها مكث شهر معى وسافر وتركنى حامل بصحبة أهله ولم يعد".
وتابعت: "بسبب الخلافات الأسرية مع أهله تركت المنزل، وعندما حانت لحظة الولادة وذهبت للمستشفى بسبب صغر سنى وعدم امتلاكى وثيقة زواج رسمية ظنت الطبيبة أننى لست متزوجة، ورفضت أن تقدم لى المساعدة، وكدت أموت لولا ذهاب أبى وتقبيله يد والد زوجى ليأتى ومعه الوثيقة، وبعدها عدت مذلولة إلى منزل أهله أعمل كخادمة لأجد من ينفق علينا".
تعدد الزوجات
وحالة أخرى للزوجة أيات .ن.ه، التى وقفت تشكو زوجها فى دعوى النفقة التى أقامتها أمام محكمة الأسرة بزنانيري، لتقول:عشت 10 سنوات تحملت فيهم الكثير من الضغوط لنصل لما نحن فيه، وكانت مكافأتى أن تزوج على، ولأنى ليس لى أحد فى الدنيا ولا دخل لأعيش به، تحملت الحياة معه رغم كمية الإهانات منه وزوجته الصغيرة.
وأكلمت الزوجة:"صبرت على التعرض للعنف وفى الأخر طلقنى وألقانى بالشارع أنا وأبنائى، لنجد أنفسنا بلا مأوى، ورغم رجائى له لم يستجيب، وأصر على إذلالى فوصل بى الأمر إلى مد يدى لأقاربى، لأوفر لأولادى الأكل والشرب".
وتابعت:" عاملنى طليقى مثل المتسولة، عندما ذهبت لرجائه لمساعدتى وحل الخلافات بشكل ودى ، فمرة يتكرم ويدفع لأطفاله ومرات يطردنى ويقفل الباب بوجهى".