دماء على المريلة عنوان لقصص قاصرات علي باب محكمة الأسرة بأسيوط عبارة عن أطفال متزوجات يطالبن بإثبات نسب أطفالهن واخريات يطالبن باثبات زواجهن بعد الطلاق حتى بلغ عددهم 459 دعوي إثبات نسب وزواج هذا العام لفتيات قصر كن بالامس يرتدين المريلة.
مشهد درامي اصبح يتكرر كل اسبوع وكل شهر وكل عام ، لم نشاهده فقط بل نسمع من خلاله في البداية ضحكات رنانه لاطفال من الاناث يلعبن ويجرين خلف الفراشات الملونة ، تتعالي اصوات تلك الضحكات كلما اقتربت ايديهن من الفراشة وفجأة تتحول الضحكات الي اصوات مختلفة ومتنوعة من البكاء الذي تتعالي نبراته مابين هذه الضحكات وتلك الاصوات الممزوجة بحشرجة البكاء تفاصيل كثيرة ، وروايات كانت بطلاتها اطفال قصر لم تتعد أعمارهن الـ 15 عام فاطفال الامس اصبحن امهات اليوم واطفال الامس يبحثن عن قسيمة طلاق لزواج لم يتم اثباته رسميا واطفال الامس يبحثن عن اباء لاطفالهن تركوهم دون ان يكلفوا نفسهم عناء الاعتراف بهم كابسط صورة للحقوق الادمية ، نماذج مختلفة ومتعددة تعج بها ساحات محاكم الاسرة في مشهد يحير مشاهديه هل هنا دار ضيافة للفتيات الصغيرات ، ام انهن هنا يدفعن ثمن الجهل والفقر ويقدمن النهاية الطبيعية لها المسلسل الدرامي اللائي كن بطلاته.
ففي قري محافظة اسيوط ، من اكثر الممشكلات التي يعاني منها الاباء والامهات مشكلة تأخر زواج الاناث حتي انهم يعتبرون ان تأخر الزواج عند الفتاه اكثر من سن ال15 عام هو بمثابة القضايا التي تخص الامن القومي فهي اهم من انقطاع المياه لعدة ايام او تلوثها ، واهم من مشكلات تاخر مشروعات الصرف الصحي ، واهم من اي مشروع يخص التربية والتعليم فهنا كل ما يبيتون ويصبحون ليفكرون به هو كيف تتزوج الصغيرة قبل ان تعنس ويفوتها قطار الزواج وتكمل 15 عام.
لينتهي الامر بكارثة محققة وقضايا متنوعة مابين اثبات نسب ، و اثبات زواج من اجل الحصول علي قسيمة الطلاق ، والبحث عن الزوج لانه لم يعترف بالزواج العرفي ، ونماذج اخري متعددة والغريب في الامر ان الاهالي اعتادوا تكرار تلك المشاهد بلا مشقة او عناء حتي ان الاب احيانا في الوقت الذي يدفع ثمن زواج ابنته الاولي ذات ال15 عام وعدم قدرته علي اثبات الزواج ، يزوج الثانية بنفس الطريقة دون ادني احساس بالذنب وتأنيب الضمير .