فى ذكرى طردهم من فيينا.. كيف كان وضع اليهود فى النمسا وسبب خروجهم

السبت، 27 يوليو 2019 12:00 ص
فى ذكرى طردهم من فيينا.. كيف كان وضع اليهود فى النمسا وسبب خروجهم اليهود فى النمسا أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ349 على صدور قرار يقضى بخروج الجماعات اليهودية من الأراضى النمساوية، وطردهم من فيينا.

وعانى اليهود خلال العصور الوسطى وما بعدها من شتات فى أوروبا بسبب صدور أكثر من قرار بطردهم من بلدان مثل فرنسا وإيطاليا وإنجلترا والأندلس "إسبانيا"، لكن كيف كان وضعهم فى النمسا.

بحسب المجلد الرابع من موسوعة "الجماعات اليهودية: تواريخ" للمفكر الدكتور عبد الوهاب المسيرى، فإن استقرار الجماعات اليهودية فى النمسا يعود إلى أيام الغزو الرومانى، ومع العصور الوسطى أصبح تاريخ يهود النمسا هو تاريخ يهود فيينا، وتحدد وضع اليهود بوصفهم أقنان بلاط وجماعة وظيفية وسيطة فى تلك الآونة شأنهم شأن كل الجماعات اليهودية فى أوروبا، وأصدر الدوق فريدريك الثانى حاكم النمسا آنذاك عام 1244 م، ميثاقا يمنح اليهود مزايا ويحدد حقوقهم كيهود بلاط، وأصبح هذا الميثاق نموذجا للمواثيق المماثلة فى المجر وبوهيميا وبولندا.

وفى عام 1356، أصدر ما يعرف بالفرمان الذهبى، الذى وضع اليهود تحت حماية الحكام الإمبرطوريين المنتخبين، فأصبح لهم حق فرض الضرائب على أعضاء الجماعات اليهودية وحمايتهم أو حتى طردهم دون تدخل الإمبرطور، وبدء منذ عام 1421 طرد اليهود من النمساء، ولكنهم لم يختفوا تماما.

وبحسب "المسيرى" ظل وضع الجماعة اليهودية كجماعة وظيفية وسيطة قائما، ولكن قلقا، حيث وصفتهم الإمبرطورة ماريا تريزا بأنهم "وباء" وبأنهم "مرابون غشاشون" وفرضت عليهم ضرائب ثقيلة، كما أصدرت عام 1744، أمر بطردهم من بوهيميا حينما انتشرت شائعة بأنهم خانوا النمساء أثناء حربها مع فريدريك الأكبر إمبرطور روسيا، ولكن السلطات المحلية وجدت أن لليهود نفعا كبيرًا، فتوسطت لإلغاء الطرد وتم ذلك فعلا عام 1748.

وفى عام 1760م أصدرت  "ماريا تريزا" مرسوما بأن يرتدى اليهود غير الملتحين شارة اليهود، ولكنها منعت تعميد الأطفال بالقوة، ويبدو محاولة إصلاح اليهود بدأت فى عهدها، فأصدرت أمرا بتيسير عملهم كصباغين وجواهرجية وبائعى ملابس يصنعونها بأنفسهم.

وبحسب موقع "jewishencyclopedia" كانت ماريا تيريزا (1740-1780) شديدة التعصب، ومعادية لليهود بشكل خاص، وخلال الحرب مع فريدريك انتشرت الشائعات الكبرى، كما كان الحال أثناء الحرب مع السويديين والأتراك، بأن اليهود قد خانوا البلاد على العدوان، فرضت الإمبراطورة عليهم مساهمة قدرها 50000 فلورين، وفي عام 1744 أصدرت مرسومًا يقضى بضرورة طرد جميع اليهود في مملكة بوهيميا، بما في ذلك محافظتا مورافيا وسيليزيا فقط بعد بذل جهود كبيرة من قبل العديد من محبي الخير والسفراء الأجانب، وافقت على تعليق المرسوم لمدة عشر سنوات مقابل دفع مقابل سنوي.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة