- د. أحمد حمد: الجامعة البريطانية فى مصر تضع فى اعتبارها تطوير البحث العلمى توازيا مع ما يجرى فى مصر اقتصاديا وصناعيا
- د. مصطفى الفقى: نعانى نقصا فى التمريض وأدعو للاستفادة من تجربة المستشفيات العسكرية فى تخريج وتدريب التمريض
كانت مصادفة أن نشهد لقاء يجمع عددا من علماء مصر وخبراء التعليم والجامعات والبحث العلمى، فى مرحلة مهمة تزامنت مع ظهور نتائج الثانوية العامة والجدل السنوى حول التنسيق وربط التعليم بالسوق واحتياجات المجتمع، حيث لا يتوقف الحديث فى مصر عن التعليم العالى وارتباطه بسوق العمل، والبحث العلمى كأحد أهم قاطرات التنمية والتقدم فى الدول الحديثة، فالدول الفقيرة والنامية تحتاج للبحث العلمى أكثر مما تحتاجه الدول المتقدمة، حسب قول العالم الكبير الدكتور مجدى يعقوب أحد أبناء مصر المهمومين بتقدمها ونهضتها.
طلاب الجامعة البريطانية فى لندن
كانت هذه القضايا وغيرها مطروحة على مائدة الاجتماع السنوى لمجلس أمناء الجامعة البريطانية فى القاهرة، الذى انعقد فى العاصمة البريطانية لندن قبل أيام، برئاسة رجل الأعمال محمد فريد خميس رئيس مجلس الأمناء، فى حضور عدد من العلماء والشخصيات العامة من الجانبين المصرى والبريطانى، وفى مقدمتهم العالم المصرى وجراح القلب الكبير الدكتور مجدى يعقوب، والدكتور مصطفى السيد، والدكتور فاروق الباز، والسيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية السابق، والمفكر د. مصطفى الفقى، والدكتورة فينيس كامل جودة، وزير البحث العلمى السابقة، والدكتور مجدى إسحاق، والمهندس سيد مشعل، إضافة إلى الأعضاء البريطانيين، وكبار مسؤولى جامعة «لندن ثاوث بنك»، الشريك الرئيسى للجامعة البريطانية فى القاهرة، وعلى رأسهم رئيس الجامعة الدكتور ديفيد فينكس.
حوار الدكتور مصطفى السيد
رجل الأعمال محمد فريد خميس، رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية بالقاهرة، أكد أن الجامعة تسير فى الاتجاه الصحيح وتتوسع وتستثمر فى البحث العلمى، وتسعى لمزيد من التقدم بما يعود على المجتمع ويدعم القدرات العلمية والبشرية للجامعات المصرية، وأشاد خميس بالتعاون مع العديد من الجامعات البريطانية خصوصا لندن ثاوث بنك، مؤكدا ارتباط التقدم بالعلم والبحث العلمى، وأكد خميس أن الجامعة البريطانية تحرص على دعم توجهات مصر نحو تطوير البحث العلمى والتعليم الجماعى بالشكل الذى يضاعف من نتائج هذا على طموحات التقدم والتنمية.
مصطفى الفقى
التعليم والمجتمع.. واستعرض رئيس الجامعة البريطانية فى مصر الدكتور أحمد حمد التقرير السنوى للتعليم والبحث العلمى بالجامعة أمام اجتماع مجلس الأمناء وتطور الأوضاع فى الجامعة البريطانية بالقاهرة خلال الفترة الماضية، سواء فى مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا أو خدمة المجتمع، حيث تقوم شراكة بين الجامعة، وجامعة لندن ثاوث بانك فى بريطانيا، وهى إحدى أهم الجامعات التى حققت تقدما فى ربط التعليم بالمجتمع، وربطت بين البحث العلمى والاقتصاد والصناعة، فضلا عن أنها أكثر جامعة حققت توظيفا لخريجها لكونها تتبع مناهج وأبحاثا تحقق حاجات الصناعة والمجتمع فى بريطانيا وأوربا.
قال الدكتور أحمد حمد، إن الشراكة مع جامعة لندن ساوث بانك تعطى الطالب المصرى ميزة الحصول على شهادة مزدوجة، واحدة من الجامعة البريطانية بمصر والثانية من لندن ثاوث بانك، وهو ما يمثل ميزة إضافية تؤهل الخريج للعمل فى السوق العالمى.
وأشار الدكتور أحمد حمد إلى أن مناهج الجامعة البريطانية تمثل 70 ٪ من مناهج لندن ثاوث بانك، وتجرى متابعة جادة تطبيقها والجزء الباقى تتضمنه الشهادة المزدوجة، التى تمنح من خلال محكمين من جامعات أجنبية تدرس هذه المواد، وهو ما يمنح شهادة جودة لهذه المناهج فى مصر، ويلفت الدكتور حمد النظر إلى أن 6 آلاف طالب من الجامعة البريطانية فى مصر سجلوا للحصول على الشهادة المزدوجة من لندن ثاوث بانك، ولم يبق سوى 3% فقط اختاروا الشهادة المصرية فقط، وهو ما يعنى رغبة الطلاب فى الحصول على تعليم مميز يمنحهم ميزات العمل دوليا وليس فى مصر فقط.
الشهادة المزدوجة.. وتتضمن تجربة الشهادة المزدوجة أن يتلقى بعض الطلاب جزءا من المناهج فى لندن، ويشير الدكتور أحمد حمد إلى أن هذا يضاعف من الاحتكاك والتمازج بين الطلاب المصريين، موضحا أنه شاهد نتائج هذا الاحتكاك بين الطلاب المصريين الذين ذهبوا إلى لندن لاستكمال الدراسات ونظرائهم فى لندن ثاوث بانك فى مجالات الحاسبات. ويؤكد الدكتور حمد أنه لمس نجاح التجربة، وشعور الطلاب بجودة ما يتعلمونه فى الجامعة بمصر، وأنه يتطابق مع نظيره فى لندن ثاوث بانك. وتواصل الدفعة الثانية هذا العام التجربة وتزايد عدد الطلاب الذين تقدموا للفصل الصيفى بجامعة لندن ثاوث بانك، وقد قرر رئيس مجلس الأمناء محمد فريد خميس تحمل الجامعة لكل تكاليف إقامتهم ودراستهم فى لندن طوال هذه الفترة.
فاروق الباز
وأشار الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية، إلى أن الجامعة البريطانية فى مصر تضع فى اعتبارها تطوير البحث العلمى توازيا مع ما يجرى فى مصر اقتصاديا وصناعيا، ولهذا تحمل استراتيجية الجامعة، على رأسها سياسة للبحث العلمى ونقل التكنولوجيا مع التعليم المتميز والدراسات العليا، ولهذا تسخر إمكاناتها المادية والبشرية لهذا الغرض، ومضاعفة ميزانيات البحث العلمى، وهو ما نجح فى جذب أعضاء هيئة التدريس المتميزين ذوى الخبرة من شتى دول العالم، وأنشأت مراكز بحثية متميزة فى علوم وتكنولوجيات متقدمة، منها مركز النانوتكنولوجى والطاقة المتجددة والمواد الذكية وصناعة الدواء بالتعاون العلمى مع كبرى الجامعات فى أوروبا وأمريكا والصين، وهو ما وضع الجامعة البريطانية فى مقدمة الجامعات فيما يتعلق بالتصنيف فى البحث العلمى.
وقال رئيس الجامعة البريطانية فى مصر، إن الجامعة تصدرت المركز الأول على الجامعات الخاصة فى مصر للعام الخامس على التوالى، وتقدمت على الجميع فى مجال الفيزياء للعام الثالث على التوالى ضمن تقييم شنجهاى، مؤكدا مواصلة العمل على تعزيز البحث العلمى والمنظومة العلمية والتعليمية بالجامعة، مع استمرار تنمية مهارات الطلاب فى التدريب العملى على أحدث الوسائل التى يتطلبها سوق العمل فى مصر أو خارجها.
وأكد حمد التزام القائمين على إدارة الجامعة بتنفيذ قرارات وتوصيات مجلس الأمناء الذى انعقد بالقاهرة ديسمبر العام الماضى، ومواكبة التطورات التى تشهدها العملية التعليمية والعلمية على مستوى العالم، كما استعرض الأنشطة العلمية والثقافية التى نظمتها الجامعة خلال العام الماضى.
أفريقيا ومصر.. وفى العام الماضى كان السيد عمرو موسى قد دعا إلى خطط لجذب طلاب أجانب للجامعة البريطانية والجامعات المصرية، خصوصًا من المنطقة العربية وأفريقيا ومنطقة المتوسط، وهو ما انعكس فى قرار رئيس مجلس الأمناء محمد فريد خميس بـ250 منحة مجانية شاملة للطلاب الأفارقة، مؤكدا أنه يؤمن بدور العلم فى تدعيم العلاقات المصرية الأفريقية، وكشف د. أحمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية، أمام مجلس الأمناء أن الجامعة خصصت هذا العام ١٠٠ منحة كاملة لطلاب الدول الأفريقية للدراسة بالجامعة البريطانية مساهمة من الجامعة فى مساندة الدولة فى توجهاتها نحو القارة الأفريقية، خاصة مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى هذا العام، وقد اتصلت الجامعة بجميع السفارات الأفريقية بالقاهرة وأبلغتها بذلك، وبدأ الطلاب يتقدمون لهذه المنح التى أقرها رئيس مجلس أمناء الجامعة محمد فريد خميس، وأصر على أن تتحمل فيها الجامعة كل مصروفات الطالب، بدءا من تذاكر السفر من بلده والعودة إليها، ومصروفات الدراسة، والإقامة، مع مصروف جيب يومى.
عمرو موسى
وجدد محمد فريد خميس تأكيده أن حل كثير من مشاكلنا هو العودة لأفريقيا، واعتبار استقبال الطلاب الأفارقة للدراسة فى مصر يجعلهم جزءا من القوة الناعمة، خاصة أن مصر تعود بقوة إلى أفريقيا، وترأس الاتحاد الأفريقى وتعكس التحركات الواسعة للرئيس والمشاركة فى مؤتمرات وفعاليات متعددة تشارك فيها أفريقيا مع أوروبا والصين واليابان تمثل خطوات تدعم العودة المصرية لأفريقيا.
الطب والتمريض.. كانت قضية الطب والتمريض حاضرة فى اجتماع مجلس أمناء الجامعة البريطانية، فقد أكد الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة، أن الجامعة لا يمكنها زيادة أعداد المقبولين بكلية التمريض، عن العدد الذى حدده المجلس الأعلى للجامعات، مشيرا إلى أن وزارة التعليم العالى خفضت أعداد المقبولين فى الجامعات الخاصة فى كليتى الصيدلة وطب الأسنان بنسبة 25٪، رغم أن الطلب عليهم كبير، بالرغم من أن الجامعة البريطانية تقدم كل الحوافز للطلاب للالتحاق بكلية التمريض، مثل تقسيط الرسوم وتقديم المنح والشهادة الأجنبية. وقال إن خريجى كلية التمريض يفترض أنهم يجيدون اللغة الإنجليزية وهو أمر مهم فى مهنة تتطلب اللغة. ودعا العالم والجراح الكبير الدكتور مجدى يعقوب إلى أن يدرك المجتمع أهمية ونبل مهنة التمريض، وأن تتغير الثقافة الشائعة عنها، مؤكدا أن التمريض هو الجناح الثانى للطب، داعيا لإطلاق حملات توعية بأهمية مهنة التمريض التى يمارسها من يصفهم يعقوب بأنهم «المخلوقات العظيمة والنبيلة». ويحرص الدكتور مجدى يعقوب فى كل مناسبة على التأكيد أن البحث العلمى هو أساس التقدم والتطور والتنمية، خاصة للدول النامية. المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقى والذى كان أول رئيس للجامعة البريطانية قال، إن محمد فريد خميس اقترح عليه إنشاء كلية للتمريض فى بداية التأسيس، خلافا لمعظم الجامعات الخاصة التى ركزت على التخصصات التقليدية. وكانت فكرة بعيدة النظر، وقال الفقى، إن مصر لديها أطباء على درجة عالية من التميز، بينما هناك نقص فى أعداد هيئات التمريض، وهو ما يمثل أزمة فى العملية الطبية، داعيا للاستفادة من تجربة المستشفيات التابعة للقوات المسلحة والتى انتبهت إلى هذه النقطة، وحرصت على توفير كوادر التمريض المؤهلة والمدربة.
مجدى يعقوب
ولهذا دعا محمد فريد خميس الحكومة ووزارة التعليم العالى إلى أن تعيد النظر فى قرار تخفيض أعداد المقبولين ببعض الكليات، مثل الصيدلة وطب الأسنان، مؤكدا أن الجامعة البريطانية وغيرها لديها القدرة والاستعداد لزيادة الأعداد، وتلبية حاجة السوق.
البحث العلمى.. وبالطبع كانت قضية البحث العلمى مطروحة ضمن اجتماع مجلس أمناء الجامعة البريطانية بالقاهرة المنعقد فى العاصمة البريطانية لندن، وقد استعرض الدكتور يحيى بهى الدين، نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمى، فى تقريره استراتيجية الجامعة البريطانية فيما يتعلق بالبحث العلمى وقال، إن الجامعة لديها استراتيجية متطورة لدعم البحث العلمى، حيث تؤمن بأهمية الاستثمار فى هذا القطاع، باعتباره السبيل العملى لحل جميع المشكلات، لافتا للتعاون مع الجامعات الأخرى والعمل على تنمية مهارات الطلاب والتركيز على مهارات التوظيف، وهو ما جعل الجامعة تتصدر الجامعات المصرية.
وأنشأت آليات لدعم البحث العلمى فى الجامعة وإدارته فنيا وماليا، وهوما أدى لتحقيق نتائج مهمة من واقع قواعد البيانات العالمية، والتصنيف الدولى للجامعات، ففى النشر العلمى تم تصنيف الجامعة البريطانية فى المرتبة الأولى فى مصر من حيث المرجعية للبحث العلمى الواحد، ومن حيث نسبة المقالات العلمية المنشورة فى الدوريات العالمية، وجاءت فى المرتبة السادسة على جامعات مصر من حيث عدد الأبحاث لكل عضو هيئة تدريس.
وقال الدكتور يحيى بهى الدين، إن تمويل الأبحاث العلمية يأتى من خارج الجامعة من الدولة ومن الاتحاد الأوروبى والمجلس الثقافى البريطانى، حيث حصلت الجامعة على تمويل لعدد من المشروعات البحثية، وتتنوع الأبحاث فى مجالات الطاقة المتجددة، من الرياح والطاقة الشمسية، وهندسة الوراثة، والبيئة، مشيرا إلى أن الجامعة تسعى دائما لربط الأبحاث العلمية بالمجتمع، ونقل التكنولوجيا، وأن الجامعة بدأت منذ عام 2007 تأسيس صندوق التنمية التكنولوجية والعلوم وقدمت 5 ملايين جنيه وقتها لأبحاث عن طاقة الرياح.
وقال إن الجامعة أقامت مكتبا لنقل التكنولوجيا وشجع على ذلك مبادرة أكاديمية البحث العلمى التى أنشأت مكاتب لهذا الغرض، وقد أنشات الجامعة حاضنة لدعم الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، حيث يتقدم الباحث بأفكاره ضمن مسابقة سنوية يتم تنظيمها وتقوم لجان من العلماء لاختيار الأبحاث القابلة للتطبيق والتسويق، وتقدم الجامعة المساعدة، كما أقامت الجامعة واحة العلوم والابتكار على 7 آلاف متر بمدينة الشروق بالقرب من الجامعة بالاشتراك مع أكاديمية الشروق لتكون نافذة لنقل التكنولوجيا وتسويقها، وتضم الحاضنات والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتقدم الدعم الكامل للشركات الناشئة وتقدم لهم التدريب والتأهيل والإمكانات اللازمة لذلك.
وأشار الدكتور يحيى بهى الدين إلى أن الصين لديها واحدة من أكبر واحات العلوم فى جامعة سينجوا تطورت وكبرت وتم تحويلها إلى شركة قابضة، وهناك شركات تخصص 30% من دخلها للبحث العلمى، مؤكدا أن واحة العلوم فى الجامعة البريطانية تعكس الاستفادة من هذه التجارب وتسعى لفتح آفاق التعاون فى البحث العلمى ونقل التكنولوجيا.
وأشار الدكتور يحيى بهى الدين، نائب رئيس الجامعة البريطانية بالقاهرة للبحث العلمى، إلى أنه يتم تمويل البحث العلمى بالجامعة من جهات مختلفة، مؤكدا أن 80% من التمويلات تأتى من داخل مصر والباقى من الخارج ومن الاتحاد الأوروبى والمجلس الثقافى البريطانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة