سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 29 يوليو 1990 ..وفاة الموسيقار محمود الشريف.. الفنان الذى أحدث انقلابا فى تاريخ الأغنية العربية

الإثنين، 29 يوليو 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 29 يوليو 1990 ..وفاة الموسيقار محمود الشريف.. الفنان الذى أحدث انقلابا فى تاريخ الأغنية العربية الموسيقار محمود الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الموسيقار كمال الطويل لى، أن الموسيقار محمود الشريف كان ممن تركوا تأثيرا فيه وجيله من الموسيقيين.. أكد: «محمود الشريف الوحيد الذى أحبته أم كلثوم، لأنه كان خشنا، وتعامل معها رجلا».. وقال لى عمارالشريعى: «عم محمود الشريف، عبقرى، من ريحة عم الكل سيد درويش.. كان مخيفا، اللى يمس كرامته ممكن يضربه، ويضرب كمان أى مدعى موهبة.. شاهدته يضرب شاعرا كبيرا.. يضربه ضربا، وأخرجه من بيته، لكن معايا كان بنى آدم وديع وفى منتهى الرقة والطيبة»..وفى حواراتى الموسعة مع الفنانين، كارم محمود، محمد رشدى، محرم فؤاد، ضربوا تعظيم سلام له لدوره فى تطوير الموسيقى العربية.
 
توفى يوم 29 يوليو «مثل هذا اليوم» 1990 بعد نشر آخر حلقة من مذكراته”حياتى ذكريات لامذكرات”فى مجلة”الشاهد الشهرية-قبرص”،إعداد الشاعر والكاتب محسن الخياط..واستمر نشرها من مارس 1989 إلى يوليو1990،وهى وثيقة مجهولة،تحتوى على تفاصيل فنية وسياسية واجتماعية مهمة منذ النصف الأول من القرن العشرين،وتعد مع كتاب «أنا والعذاب وأم كلثوم» للكاتب والناقد طارق الشناوى، مرجعين لقصة هذا الفنان الذى أثرى الموسيقى العربية، و«كان من الجيل الذى ساهم فى صنع النهضة الموسيقية دون صخب إعلامى، حتى بات بحق جنديا مجهولا يقف وراء أعمال شامخة جابت الآفاق، ورددتها الجماهير العريضة من المحيط إلى الخليج، حسبما تذكر الناقدة والكاتبة اللبنانية سمر محمد سلمان» «محمود الشريف- نهوند الفقراء- مجلة بدايات- فصلية- بيروت- العددان 3 و4 خريف 2012 و2013».
 
ارتبط «الخياط والشريف» بعلاقة وطيدة منذ أواخر خمسينيات القرن الماضى.. وحسب «الخياط»  فإنهما استغرقا فى عمل هذه المذكرات عامين من 1973 إلى 1975.. وتأجل نشرها لظروف سفره وغربته عن مصر..يؤكد، أنه وجد أمامه «خمسين عاما حافلة بالأحداث الفنية والسياسية لم يكتب لفنان آخر أن يعيشها.. فنان تمكن وحده أن يقلب الموائد فى وجه العصر ليحدث انقلابا فى تاريخ الأغنية العربية.. وجدتنى أمام سيد درويش آخر، يخرج عن المألوف ويتحدى بألحانه كل من سبقه من الملحنين كبارهم وصغارهم».
 
يتذكر «الشريف» حياته من يوم مولده 20 إبريل عام 1912 فى بيئة دينية رقيقة الحال: «ولدت فى حارة الحمام حى باكوس رمل الإسكندرية، كان ترتيبى الخامس بين أولاد الشيخ «حسين إبراهيم أبوعمر الشريف»، إمام مسجد «سيدى محمد العجمى صاحب الشاطئ المشهور بمدينة الإسكندرية، إخوتى، أمينة، محمد، إسماعيل، حسن، ثم أنا آخر العنقود.. فى الخامسة من عمرى التحقت بكتاب الحى لأحفظ القرآن الكريم، وأتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وجدول الضرب، ولكن حدث بعد ذلك أننى لم أستجب لمادة الحساب وجدول الضرب».
 
يضيف الشريف: «كنت فى السابعة من عمرى بعدما تركت الكتاب لألتحق بمدرسة «حجر النوافية».. كان الطريق بين البيت والمدرسة موحشا طويلا، صحراء تهبط ثم تعلو.. فى الطريق كان هناك ما يبهرنى ويغرى خيالى.. فوق تل صغير يرقد أحد الأديرة القديمة تحيط به غابة من أشجار الصنوبر، وكنت كلما نظرت إليه خيل إلى أننى أستمع إلى أصوات الراهبات، وهى تعلو بصلواتها وتراتيلها نحو السماء.. وفى أثناء عودتى من المدرسة كنت أتجه إلى أقصى الشمال خلف محطة الظاهرية، حيث يوجد القصر الكبير ذو الأشجار العالية والحديقة الواسعة وأشجار الفاكهة المتعددة.. كان قصر الأمير عمر طوسون حديث الناس جميعا تلتف الناس حوله لتستمع إلى الصوت الجميل الصادر من داخله، كان الجميع يقولون إنه صوت مغنية جديدة اسمها «أم كلثوم» تنزل ضيفة على الأمير هى وأبوها.. كنت وأنا فى طريقى إلى البيت، يتبعنى صوتها من بعيد».
 
 يتذكر الشريف والده من رواية أمه له عنه: «كان أبى شيخا وقورا مهيب الطلعة، حلو القسمات، اشتهر بورعه وكان من مشايخ الطرق الصوفية، هجر مسقط رأسه «البرلس- محافظة كفر الشيخ»، وكان شابا فى السادسة عشرة من عمره، هجرها سيرا على الأقدام، قاصدا مدينة القدس، وهناك فى مسجد الخليل إبراهيم عكف داخل الخلوة سبعة أعوام فى التعبد والتبتل، لا يعرف من أمور الناس شيئا، وذات يوم سمع الناس يتحدثون عن ثورة عرابى«1882»، فما كان منه إلا أن أسرع فى العودة إلى بلده، وهناك استأجر مركبا شراعيا، وضم أبويه وجده وجدته إليه، وخاض بهم البحر حتى وصل إلى الإسكندرية، والتقى فيها ببعض المشايخ من بلدياته، من بينهم شيخ مسجد الإمام البوصيرى الذى استضافه، وهيأ له عملا فى أحد المساجد».
 
تتذكرالأم، أن شيخ مسجد «البوصيرى» سعى عند أخيها إبراهيم، فقام بتزويجها من الشيخ حسين الشريف، وأصبح صهرا لأسرة أبوإسماعيل التى اشتهرت بتجارة الأقمشة فى حى باكوس..لا ينسى هديته له: «ذات ليلة تلقيت منه أول وآخر هدية، كانت عبارة عن آلة موسيقية قديمة اشتراها من بائع «روبابيكيا».. هى آلة تشبه آلة القانون، تركية الأصل عرفت فيما بعد أن اسمها «السنتور»، جلست يومها أعبث بأوتارها المشدودة المصنوعة من السلك وأنا لا أدرى لماذا اشترى لى تلك الهدية بالذات.. هل كانت نبوءة بأننى سأصبح موسيقيا»..
وتستمر قراءة المذكرات..
 
محمود-الشريف
محمود-الشريف

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة