من الكتب التى صدرت عن "مؤسسة مؤمنون بلا حدود" كتاب "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. الأعلام والنصوص" تأليف مجموعة من الباحثين.
وجاء على غلاف الكتاب، قد تكون الإجابة فى سياسويّة المرحلة الراهنة من تاريخنا، أو فى ظروفنا الاقتصادية والاجتماعية والدينيّة، أو فى الصورة الجيو- سياسيّة الحربيّة للعولمة. لكن أيّا تكن الأسباب، تبيّن المتابعة التاريخيّة التراجعيّة للمبدأ الإسلامى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أنّ خلاصته الجهاديّة الرّاهنة حصيلة تأويلية جرت على غير المنوال التأويلى الإسلامى القديم الذى استخرج هذا المبدأ من القرآن والحديث ليصيّره مبدأ أخلاقيّا وفقهيّا مرتبطا بالشريعة ووظيفة منوطة بالمجتمع والدولة.
ارتبط التأويل الجهادى الرّاهن لمبدأ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بلحظة عنيفة من تاريخ الحضارة العربيّة الإسلاميّة، أفقدته أبعاده العقائدية التى طوّرها المعتزلة، والفقهيّة التى أرادها الفقهاء لشروط المأسسة السياسيّة والسلوك الاجتماعيّ، والأخلاقية التى حدسها أخلاقيو الإسلام كمسكويه والتوحيدى والماوردي. بل أدرجته فى أتون حرب كونيّة تحوّل فيها عنوان العدوّ بفعل تعريف اصطلاحى مضيّق جديد لعبارة الجاهليّة، إلى كلّ من لم يدخل ضمن المجال الذى تعيّنه لدار الإسلام.
ومن ابن تيميّة المصدر المشترك لكلّ الجهاديّين تقريبا، ولا سيما بكتابيه الحسبة فى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، إلى عبد القادر بن عبد العزيز صاحب رسالة العمدة، لم يتوقّف التطبيق الجهادى لهذا المبدأ على تأويلاته النظريّة الكبرى منذ سيّد قطب وصولا إلى أبى مصعب السّوري، مرورا بعبد اللّه عزّام، وإنّما تحوّل هذا الموقف العنيف إلى حالة منفلتة فعلا محتملا دون مرجع إحالة معروف فى الكثير من الأحيان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة