شدد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان على ضرورة النأي بالقوات المسلحة عن الاستقطاب السياسي، داعيا المواطنين السودانيين إلى حسن معاملة الجنود في الشوارع.
وعبر البرهان، في حوار أذاعه التلفزيون السوداني الليلة، عن الشكر للشعب السوداني لصبره على الأزمات التي ثار من أجلها "ولكنها ما زالت مستمرة".
وتمنى الوصول إلى اتفاق سريع جدا مع قوى "إعلان الحرية والعدالة" من أجل الوصول لحلول لأزمات المواطن السوداني.
وعن مقتل متظاهرين في مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان أمس، قال البرهان: "ما حدث في الأبيض مؤسف ولا يرضي أحدا. لا نرضى بقتل أي شخص، وهذا يجعلنا نتفق في أسرع ما يمكن، لأن التوتر في الشارع سببه التأخير في الاتفاق".
وأكد البرهان أن الأمور تتعقد يوميا بسبب المشاحنات والمحاصصات السياسية.. وقال: "في البداية اتفقنا على أن نترك الأمر لكفاءات وطنية وألا تكون هناك محاصصة، لكن هناك أجساما تسعى للمحاصصة".
ودعا أطراف المفاوضات إلى النظر لحال المواطن السوداني والإسراع في الاتفاق، معتبرا أن الأزمات الحالية يجب أن تمثل حافزا على سرعة إنجاز الاتفاق.
وطالب بتخطي الحواجز والعراقيل التي توضع في طريق الوصول إلى اتفاق بين المجلس العسكري وقوى "الحرية والتغيير"، منتقدا الدعوات إلى إعادة التفاوض على الاتفاق السياسي الذي وقع في وقت سابق من الشهر الجاري.
وحيا البرهان الضباط المنتشرين في الشوارع، لكنه أعرب عن أسفه لأن كثير من القوى السياسية تتهمهم بأمور ليست حقيقية، وقال إن الجنود منذ شهور في الشوارع في العراء لحفظ أمن الشعب السوداني وأرضه، لكن هناك عداء غير مسبوق لكل المكونات العسكرية وهذا أمر يقدح في العسكرية السودانية التي لا تستحق هذه الاتهامات، داعيا المواطنين إلى عدم الاستخفاف بالجنود.
وعن تقرير النيابة العامة بخصوص فض اعتصام القيادة العامة، قال البرهان: "لجنة التحقيق التي أمر بها النائب العام لم نتدخل في عملها وحتى حين أصدر التقرير لم نكن على صلة بها وليس لنا الحق بالتدخل في عمله وأدائه، وهذا لا يمنع تشكيل اللجنة المستقلة التي يمكن أن تستعين بتقرير النيابة العامة، لكن لا يجب ألا نشكك في نزاهة أجهزتنا القضائية السودانية ولا نشكك في المؤسسات العدلية العريقة".
وعن المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أعلن عنها قبل أيام، شدد البرهان على أنها حقيقية وصحيحة، وليست قديمة، موضحا أنه كان هناك تنسيق مسبق بين مدبري محاولة الانقلاب والإسلاميين وحزب "المؤتمر الوطني".
وقال: "نريد أن ننأى بالقوات المسلحة عن الاستقطاب السياسي، لأنه متى دخلت الحزبية أو الولاءات القوات المسلحة ستنحرف، وتطهير القوات المسلحة لا يحتاج إلى ذريعة، فأي فرد عنده ولاء لغير الوطن أو القوات المسلحة سيخرج فورا، ولن يستطيع أحد ضرب وحدة القوات المسلحة".
وأضاف أن قوات الدعم السريع، هي قوات نظامية تعمل تحت مظلة القوات المسلحة، والحديث عن خلافات بين القوات المسلحة والدعم السريع تروجه جهات تريد أن تحدث الفتنة والفرقة كي تنفذ من خلالها أجنداتها.
وأكد أن القوات المسلحة ليست لديها رغبة في الاستمرار بالحكم، لكن الظروف الراهنة هي التي دفعتها لتولي الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة