القارئ طه النجار يكتب: لصوتك يد

الأربعاء، 31 يوليو 2019 10:00 ص
القارئ طه النجار يكتب: لصوتك يد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كالعادة التي نألفها، يَنطفئ قمر عليَ ناصية الليل، تهدأ العصافير في أحضان الشّجر أو في بيت منسوجٍ من القشِّ كما لو كانت مُتعبة قليلاً، تنام النجوم في قصيدةٍ طُويتْ في كتابٍ قديم باتَ صاحبها مُتعباً، مُمزقاً، مُلتصقاً بأهداب الأرض.

 

نوافذ الحيّ القديم تُغلق؛ سَتائرها الحريرية لم تَمنع الليل من الغزو ومِن استنزاف ضحاياه، لعلّها الواحدة بعد مُنتصف الليل، تقول: مرحباً؛ كُن قريباً، لعلّ الأمر تعثّر قليلاً لكنّي أُحبك.

 

للأشياء صوتٌ، ولصوتك يدٌ تُلوّح لي، كأن تقول : "أنا ليلي،  سَقطتُّ في مخبأ وتظاهرتُ بأني غيمة،    سَقطتُّ في شُرفة السّهر والحكاية، لم أعرف تقاليد الكلمات،  كانت كلمة " مرحباً " تتحدثُ نيابةً عن كيف حالك؟ ؛ وعن" أحبك "،  وعن هل يُمكنني التسلُل إليكَ مُجدداً  ..!

 

القمر شَاخ كثيراً يا صغيرتي،  يُشبه تجاعيد ورق لكتَاب قديمٍ،  قام أحدهم بطيّ ورقة في المُنتصف عليَ أنْ يُعاود القراءة في المساء، لكنّه لازال يَنتظر الليل ليعود القمر إلي التوهج مرة أخرى .

 

للأشياء صوتٌ ولصوتك يد تهبطُ علي وجهي تُقبلني،  تُعيدني إلي البلادِ الباردة،  أطوي القلب في معطفي لأبقيه دافئاً،  وأعيد ترتيب ارتعادتي من الكلمات المتقاطعه في جريدةٍ يومية .

 

للأشياء صوتٌ ولصوتك يد تَتدلي تحت نافذتي،  تُعيد غَزل أوراق الورد المتساقطة، تصنع منها قلادة وقِرط وسوار،  هي كلمة " لا بأس " التي لم اقرأها في رواية دايڤيد فونكينوس.

 

للأشياء صوتٌ ولصوتك يد تُسقط المسافات من يدي كلما صافحتني،  تطوي أطراف مدينتي في إصبعها حينما تقبض على يدي،  تنعطف مع أوردتي لتختصر المسافات.

 

للأشياء صوتٌ ولصوتك يد تُعيد ترتيب النجمات علي ياقة قميصي،  تجعل من القمر رابطة عنق تتدلي علي صدري،  يثقبني النور حتي مَطلع القلب .

للأشياء صوتٌ ولصوتك يدٌ تُداعب الليل في صدري،  لأن نجمة تغيّبت عن المساء،  ولأن أم كلثوم لم تتوقف عن الحُب،  وعن العتاب وهي تُغني " كان لك معايا أجمل حكايه في العمر كله"وصوتها الذي يتخلل أوردتي.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة