"قرار التعويضات خطوة جيدة وموفقة، وهو ما عهدناه من الرئيس عبد الفتاح السيسى، واهتمامه بهذه القضايا الشائكة منها تعويضات النوبة".. هكذا عبر أهالى النوبة بمحافظة أسوان، عن سعادتهم باهتمام الحكومة الحالية بتعويضات النوبيين والتى تجاهلتها حكومات سابقة، واعتبر أبناء النوبة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رد على المشككين فى تنفيذ وتفعيل المادة 236 من الدستور والخاصة بعودة النوبيين إلى أراضيهم الأصلية خلال 10 سنوات من بدء العمل بالدستور الحالى، معلقين: "الرئيس وعد فأوفى".
وواصل المواطنون المستحقون للتعويضات من أبناء النوبة المتضررين من بناء السد العالى وخزان أسوان والبالغ عددهم وفقاً لكشوف الحصر 11 ألفا و716 مستحقاً، التوافد على لجان تلقى رغبات مستحقى التعويضات ما بين وحدات سكنية وأراض زراعية ومبالغ مالية وتقنين أراضى، لمتضررى بناء وتعلية خزان أسوان وإنشاء السد العالى خلال الفترة من عام 1902 وحتى 1964.
وأكد مسئولو اللجان الخمس بمحافظة أسوان، لـ"اليوم السابع"، أن الحصر النهائى لعدد المتقدمين سيعلن عنه بعد إغلاق باب تلقى الرغبات والذى فتح أبوابه يوم 25 يونيه الماضى ويستمر لمدة ثلاثة أسابيع، على أن يتم عقب ذلك فتح باب تلقى التظلمات بعد إعلان نتائج الرغبات، على أن يتم تسليم التعويضات خلال احتفالية كبرى تقام خلال شهر سبتمبر المقبل.
وأشار أحمد إبراهيم محافظ أسوان، إلى أنه اعتباراً من انتهاء فترة تلقى الرغبات والتى تستمر 3 أسابيع، سيتم الإعلان خلال 10 أيام عن أسماء المستحقين والتعويضات المقررة لهم، وسيتم فتح باب تقديم التظلمات على الرغبات فقط لمدة 10 أيام، على أن يتم البت فيها خلال 10 أيام تالية، وذلك تمهيداً لعودة الحقوق لأهلها من خلال احتفالية كبرى تتضمن تسليم التعويضات ومستنداتها فى منتصف سبتمبر القادم بعد التصديق على هذه التعويضات من رئيس مجلس الوزراء.
وحول نموذج التعويض، قال خالد جمعة، السكرتير العام لمحافظة أسوان، إن كل لجنة لديها أسماء المستحقين المدرجين فى التعويضات سواء كانت لتقنين الأراضى المقامة عليها مساكنهم لمتضررى بناء وتعلية خزان أسوان أو للحصول على التعويضات السكنية والزراعية لمتضررى إنشاء السد العالى، موضحاً بأن أعضاء اللجنة سيقومون بتسليم المستحق نموذج الرغبة فى التعويض مسلسل ومختوم بشعار الجمهورية لمنع أى تلاعب مع إرفاق المستندات المطلوبة.
وكشف السكرتير العام لمحافظة أسوان، أن متضررى بناء وتعلية خزان أسوان سيتم تعويضهم بتقنين الأراضى المقام عليها مساكنهم وتمليكها لهم مجاناً والبالغ إجمالى أعدادهم 3851 مستحقاً موزعين على 15 منطقة بمدينة أسوان، أما بالنسبة للمستحقين من متضررى إنشاء السد العالى فمنهم سيحصل على تعويضات سكنية بإجمالى 3107 مستحق حسب رغبة المستحق سواء داخل المحافظة أو بمحافظات أخرى أو بتعويض مالى بواقع 225 ألف جنيه عن المسكن ، كما ستشمل التعويضات حصول 4758 مستحقاً على التعويضات الزراعية حيث سيتم تعويض صاحب الأرض بأرض أخرى دون حد أقصى سواء فى منطقة خورقندى بأبوسمبل السياحية أو منطقة وادى الأمل جنوب قرى كركر ، فيما من يمتلك دون الفدان فقط يجبر كسر الفدان إلى فدان، فى حين سيتم تعويض من له رغبة فى التعويض المالى بواقع 25 ألف جنيه للفدان.
وأكد فارس فتحى محمد، من أبناء النوبة، ثقة أبناء النوبة فى قياداتهم السياسية، لافتاً إلى أن هناك بعض الملاحظات التى يمكن تداركها ومنها أن هناك بعض الأسماء التى سقطت سهواً والتى لم يكن يعلم أصحابها بفترات الحصر، مطالباً بفتح باب التظلمات أمامهم لفترة محددة حتى يمكن تقديم مستنداتهم لصرف التعويضات، لافتاً إلى ضرورة وجود تنمية وجمعيات زراعية وإتاحة الفرصة لأبناء النوبة أولاً ثم أبناء المحافظات الأخرى، لأن النوبة درع مصر الجنوبى.
وقال إسلام بحر، من أبناء النوبة أيضاً، إن التعويضات تعد ثمار جناها أبناء النوبة نتيجة صبرهم على مدار أكثر من 55 سنة مضت لأخذ حقوقهم، دون أن يلجئوا إلى التصعيد دوليًا رغم ما قدمه بعض المغرضون لإغراء أبناء النوبة، ولكن يقظة النوبيين وشعورهم بالوطنية وإعلاء كلمة مصر أولاً هو ما دفعهم على تحمل ظلم حكومات سابقة لم تقدر أبناء النوبة أو تحترم حقوقها، إلا أن الحكومة الحالية احترمت ذلك الأمر لذا استحقت حب الرئيس لأبناء النوبة.
ومن جانبها، أوضحت حنان عبد النبى، مواطنة نوبية، وعضو بالاتحاد النوعى للجمعيات النوبية، أن أبناء النوبة سعداء لأنهم يحظون باهتمام حكومى ورئاسى، معلقة: "لدينا تفاؤل قوى بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تعويض أبناء النوبة"، مشيرة إلى أنه كان يفضل أن يكون تعويض أهل النوبة بالمساعدة للحفاظ على الهوية النوبية والتراث النوبى من خلال الاحتفاظ بالقرى والمناطق النوبية، مؤكدةً أن مصر تتميز بالتنوع الثقافى والعرقى وتعدد اللغات داخل الوطن، وهذا ما يميز مصر عن غيرها من بعض الدول.