من الكتب المهمة الصادرة عن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" كتاب (التوحيد بين الأصل الإسلامى والتأويل الجهادى) لمجموعة باحثين.
وفى الكتاب اهتمام بالقراءة الاركيولوجية للبنى النصّيَّة العميقة لخطاب العنف والتكفير الذى أسّست له فرقة الخوارج منذ صدر الإسلام.، وذلك ليتسنّى توصيف انعكاساته على الحركات الجهاديّة المعاصرة، التى اتخذت من خطاب الخوارج مرجعيّة فكريّة وخلفيّة إيديولوجيّة استندت عليها من أجل تبرير الخطاب التكفيرى والممارسة الجهاديّة المشرعِنة لمُصادرة حق الآخر فى الحياة.
يمثّل التوحيد فى الفكر الإسلامى أشرف العقائد، فمن خلاله يفهم المسلم العالم، ويحدّد منزلته فيه، فيرسم صورة لحياته بجميع أبعادها الغيبيَّة والوجوديَّة، ويعيّن سائر تفاصيلها الدّينيَّة والواقعيَّة.
وخلال التاريخ الإسلامى دار جدل دينى حول معنى الإيمان بين الفرق الكلاميَّة تبلورت عنها عدة أنساق فكرية كان التوحيد الإسلامى محورها. وفى ضوء هذا المفهوم وقع التأويل السياسى للإسلام وصيغت جملة المفاهيم السياسيَّة الدّينيَّة المروَّجة الآن، منها مفهوم الولاء والبراء، ومفهوم الحاكميَّة، ودار الحرب ودار السّلم، وهو أيضاً المفهوم الذى يؤسّس المدلول القتالى والحربى للجهاد، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولمفاهيم الردَّة، والتكفير، والجاهليَّة، وغيرها من المفاهيم. من هذا المنظور يهتمُّ هذا الكتاب بمفهوم التوحيد الإسلامى فى التأويل المتطرّف للإسلام، ويركّز اهتمامه على تبيُّن مضامينه، وتحليل أنساقه، والغوص فى خلفيَّاته، تمهيداً لعمليَّة تقويمه وتحديثه.
لهذا الأمر انشغل هذا الكتابً برصد النُّصوص والأعلام التى أوَّلت التوحيد فى اتّجاه سمح بتركيب العنف عليه، بداية بالتأويلين القطبى والسلفى الجهاديّ، رجوعاً إلى امتداداتها السحيقة فى التأويل الإحيائي، والحركى الصحوي، مروراً بالتأويل التيميّ، وصولاً إلى التأويل الحنبليّ. واهتمَّ بكشف مدلول التوحيد فى هذه النُّصوص، وتحليل الأنساق النظريَّة التى حوتها. وركَّز على تقويمها من جهات المضامين، والأنساق، وجهة المقارنة بالنّصوص التأسيسيَّة، والنصوص الثواني، وبالنُّصوص الدينيَّة الأخرى المنتمية إلى التقليد التوحيديّ. هذا بالإضافة لترجمات تتعلق بالموضوع، ولحوارات مع مفكرين متخصصين للاطلاع على آخر المستجدات البحثية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة