تحالفت حكومة الوفاق الوطنى الليبية برئاسة فائز السراج مع مليشيات مسلحة وجماعات متطرفة وعدد من المرتزقة، وذلك لعرقلة عملية الجيش الليبى لتحرير طرابلس وتأمين مؤسسات الدولة بعد سنوات من الفوضى وغياب دولة القانون فى العاصمة الليبية.
وعقب إطلاق الجيش الوطنى الليبى لعملية تحرير طرابلس فى الرابع من أبريل الماضى أوكل رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج عملية تجنيد المرتزقة وتقسيم المليشيات المسلحة والمتطرفة فى محاور القتال إلى قائد المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق أسامة جويلى، وهو أحد أبرز قادة المليشيات المسلحة فى ضواحى طرابلس وعنصر رئيسى وفاعل فى تحريك التشكيلات التى تتمركز فى محاور طرابلس.
لعب أسامة جويلى دورا بارزا فى التحالف مع المليشيات المسلحة فى العاصمة طرابلس وتوزيع الأدوار على قادة التشكيلات التى تتمركز داخل العاصمة، ويعد أحد أبرز قادة المليشيات الذين تعاقدوا مع مرتزقة أفارقة لدعم المليشيات فى طرابلس.
وارتكبت مليشيات جويلي مجزرة تقشعر لها الأبدان بقتل جرحى الجيش الليبي الذين كانوا يتلقون العلاج داخل مستشفى غريان، وهو ما أثار غضب الشارع الليبى من جرائم مليشيات جويلي.
وارتكبت المليشيات التى يقودها أسامة جويلى مجزرة فى مدينة ورشفانة نوفمبر 2017، وذلك بتصفية عشرات العسكريين بعد اقتحام مدينة ورشفانة والتنكيل بجثثهم فى منطقة الهيرة جنوب غربى العاصمة طرابلس.
وشنت المليشيات التى يقودها جويلى هجوما فى عام 2017 للسيطرة على ورشفانة لتعزيز نفوذها فى منطقة العزيزية، وخلفت المجزرة التى ارتكبتها مليشيات أسامة جويلى سقوط عشرات القتلى، ما دفع لجنة الدفاع والأمن القومى فى البرلمان الليبى بتحميل المجلس الرئاسى فى حكومة الوفاق بالعاصمة طرابلس، مسؤولية الأعمال الإجرامية التي استهدفت عددًا من الأشخاص في منطقة الهيرة في العزيزية جنوب طرابلس.
وينحدر أسامة جويلى من مدينة الزنتان وهو من مواليد عام 1961 وتورط فى نشر الأفكار المتطرفة عبر منابر المساجد الليبية ودعمها لفكر جماعة الإخوان ودفع الشباب للقتال خارج البلاد.
وبعد اندلاع أحداث 17 فبراير 2011 مولت قطر أسامة جويلى بالمال لتشكيل مليشيا مسلحة من مدينة الزنتان أطلق عليها "المجلس العسكرى الزنتان"، وتم تعيينه وزيرا للدفاع فى الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الرحمن الكيب، وتورط فى قضايا فساد وتمويل المليشيات المسلحة فى التراب الليبى واتهم بمحاولة تشكيل مليشيات مسلحة موازية للجيش الليبى أطلق عليها "قوات درع ليبيا".
تورط أسامة جويلى فى ارتكاب عدة مجازر ضد مدن وقبائل ليبية في المنطقة الغربية ضمن مليشياته ومنها مجزرة ورشفانة ومدينة ككلة والتنكيل بأبناء قبيلة المشاشية.
وفى محاولة لاستقطاب عناصر عسكرية سابقة فى الجيش الليبى لتعزيز موقفها أمام المجتمع الدولى بسبب تحالفها مع المليشيات، أعلن المجلس الرئاسى الليبى فى يونيو 2017 تكليف جويلى بمنصب قائد المنطقة العسكرية الغربية وترقيته إلى رتبة لواء والذى كان يحمل رتبة عقيد.
وعكف أسامة جويلى منذ العام 2017 على تشكيل مليشيات مسلحة بالتحالف مع جماعات إجرامية وسعى لاستقطاب غالبية قبائل الزنتان إلى تلك القوات إلا أن بعض الأعيان رفضوا الزج بأبنائهم فى صفوف مليشيات جويلى، وارتكبت مليشيات جويلى مجازر بحق المدنيين واعتقلت الآلاف من الليبيين الرافضين لحكم المليشيات والرافضين لسياسات المجلس الرئاسى.
ووفقا لتقارير أمنية ليبية فقد ارتبط أشقاء أسامة جويلى بعدد من الإرهابيين وأبرزهم أبو عبيدة الزاوى ونشرهم للفكر المتطرف فى مدن المنطقة الغربية، ودفعهم للقتال فى صفوف المليشيات المسلحة بذريعة الدفاع عن مقدرات ثورة فبراير نظير مقابل عائد مادى كبير.
وبحسب تقارير أمنية ليبية، انتمى أقرباء أسامة جويلى إلى تنظيم التفكير والهجرة ومنهم أبو عبيدة عبد السلام جويلى الزنتان وهو شقيق أسامة جويلى، وحصل أبو عبيدة على الجنسية البريطانية والكندية، وارتبط شقيق جويلى باتصالات مع شركات فى ماليزيا تمول أنشطة التنظيم المتطرف الذى ينتمى له.
أسامة جويلى على شاشة الجزيرة فى عام 2011
وورد فى وثائق الأمن الداخلى الليبى اسم المثنى عبد السلام جويلى الزنتانى وهو الشقيق الثانى لأسامة جويلى وقد ارتبط بجماعة التكفير والهجرة حيث تم استقطابه عام 1989م، وحصل على الجنسية البريطانية وكان يعمل مندوب للعلاقات العامة فى إحدى الشركات المملوكة لأسامة بن لادن عام 2000، وتم إعادته إلى ليبيا عام 2010 وذلك بالتنسيق مع بريطانيا.
فيما ارتبط أحد أقرباء جويلى ويدعى عبد الله سليمان صالح الطبال بالجماعة الليبية المقاتلة "فرع تنظيم القاعدة بليبيا"، وتورط فى نشر أفكار الجماعة فى التراب الليبى وعمل على تشكيل تنظيم مسلح وألقى القبض عليه فى عام 1997 لاعتناقه أفكار القاعدة ومشاركته فى تجنيد عدد من أفراد أسرته للانضمام للتنظيم.
ويشكل اختيار أسامة جويلى لقيادة المليشيات المسلحة فى طرابلس بمثابة بداية النهاية للمجلس الرئاسى الليبى الذى استعان بقادة مليشيات مسلحة وشخصيات متورطة فى جرائم حرب ضد المدنيين، وهو ما يعزز موقف الجيش الليبى الذى يحظى بدعم إقليمى ودولى للقضاء على المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية.