حيوانات بريئة كان مصيرها التشرد فى الشوارع أو الدهس تحت سيارة أو الموت جوعًا أو بردًا بمحافظة أسيوط، ومواجهة قسوة الآخرين والمرض، إلا أن الرحمة فى قلب السيدة الأسيوطية "ميرفت جميل" وأسرتها جعلتهم يتجهون إلى حمايتها ووضعها داخل أول ملجأ لرعاية الكلاب الضالة والمشردة فى أسيوط.
وقالت ميرفت جميل ذكى، ربة منزل، صاحبة أول ملجأ للكلاب الضالة بأسيوط، إن الفكرة جاءت لها منذ 4 سنوات لإنقاذ الحيوانات الضالة، وذلك بعد أن شاهدت سيارة تدهس كلبين بأحد شوارع مدينة أسيوط، بعدها قررت النزول من السيارة التاكسى والتوجه نحو الكلبين واصطحابهما إلى أحد الأطباء البيطريين لتلقى العلاج وإعطائهما التطعيمات اللازمة، وأخذتهم إلى منزلى وعندما زادت الأعداد لـ25 كلبا وجميعهم حالات إنقاذ من الشوارع، قررت الانتقال إلى مكان آخر ليتسع عددهم وأقمت ملجأ للكلاب.
وأضافت "ميرفت"، أنها لم تكن تتوقع أن يصل عدد إيواء الكلاب المشردة لـ 25 كلبا، حيث قمت بعمل عمليات تعقيم للكلاب الذكور منهم حتى لا يزيد أعدادهم وأستطيع توفير الرعاية الصحية لهم وأيضا الغذاء اللازم، حيث أتوجه يوميا إلى محال الدواجن بمدينة أسيوط لشراء الفراخ لهم، وشراء العيش وتقديمه وجبات لهم؛ مشيرة إلى أنها تنفق نحو 5 آلاف جنيها شهريا كإيجار لملجأ الكلاب والأكل والعلاج والتطعيمات، مؤكدة ترحيب أبنائها "شريف ويوسف" وزوجها وقيامهم بمساعدتها فى استحمام وإطعام الكلاب.
وأشارت "ميرفت"، إلى أن كل كلب موجود داخل الملجأ له وقت للتطعيم، وعند اقتراب موعده أقوم بإحضار سيارة لنقل الكلاب والتوجه إلى أحد الأطباء البيطريين، لتطعيمهم للوقاية من الأمراض، كما أقوم بشراء علاج الحشرات لتنظيف الكلاب بصفة مستمرة؛ مشيرة إلى أنها أنشأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، للتواصل مع الأهالى والإبلاغ عن أى كلب ضال بالشوارع، خاصة الكلاب التى تحتاج إلى رعاية صحية، بعدها أقوم بمعرفة مكان تواجد الكلب والتوجه إلى مكانه واصطحاب الكلب إلى الملجأ وفى بعض الأحيان الكلاب التى تحتاج إلى علاج خارج أسيوط أقوم بالسفر إلى القاهرة بها لتلقى العلاج والعودة بها من جديد بعد شفائها.
وأوضحت ميرفت، أنها مرت عليها أوقات كان تقول "خلاص مش قادرة على رعاية الكلاب وأفكر أنى ألغى تجربة الملجأ"، ولكن فى كل مرة أنظر إلى الكلاب أشعر وكأنهم يتحدثون معى بعد تركهم، مشيرة إلى أنه فى أحد المرات تحدث معها أحد الأهالى معارضا لفكرة إنشاء الملجأ للكلاب الضالة، قائلا: إن الرحمة بالإنسان أهم من الرحمة بالحيوان، ولكنى أقول له أن الرحمة لا تتجزأ وده مذكور فى جميع الكتب السماوية والأديان حثت على الرحمة بالحيوان .
واستطرد ميرفت: "مديريات الطب البيطرى فى مصر تقوم بمواجهة كلاب الشوارع عن طريق استخدام السموم لقتلها ولكن تلك السموم المستخدمة محرمة دوليا وممنوع استيرادها برغم ارتفاع أسعارها"، مشيرة إلى أنها قامت برفع دعوة قضائية لمنع استيراد هذه السموم وقامت باقتراح البديل عن طريق اجراء عمليات تعقيم للكلاب للحد من التكاثر؛ مطالبة بسن قانون لحماية الحيوانات.
وعبر شريف بهاء، الابن الأكبر للسيدة ميرفت جميل، أنه سعيد بمساعدة والدته فى رعاية الكلاب الضالة وإنشاء أول ملجأ لهم فى أسيوط، مضيفا: "فرحان بالعمل اللى بنقدمه للكلاب لأنهم لا ذنب لهم بان يتعرضوا للقتل أو الدهس بالشوارع".