قال مروان دماج وزير الثقافة اليمني، "لدى الوزارة توجه لإعداد أكثر من ملف لعنصر أو أكثر، من عناصر التراث غير المادي فى اليمن وفى مقدمتها اللغة المهرية والسقطرية وتقديمها إلى منظمة اليونسكو لإدراجها فى قوائم التراث غير المادي للبشرية، كما نسعى لإدراج فن الدان الحضرمى ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للبشرية، وأن ندوة اليوم هى استكمالا للأبحاث التي تم تقديمها حتى يتم إعداد ملف كبير لتسجيل هذا الفن والذى يعد من أهم الموروث الثقافى اليمنى"، جاء ذلك خلال الندوة الدولية التى نظمتها وزارة الثقافة اليمنية وسفارة اليمن بالقاهرة، فى إطار مشروع إعداد ملف الدن الحضرمى لإدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للبشرية، فى إطار جهود وزارة الثقافة للحفاظ على الموروث الثقافى اليمنى بشقيه المادى وغير المادى والتى تولى الموروث اليمنى جل اهتمامها.
مروان دماج وزير الثقافة اليمنى
كما وجه دماج الشكر لمصر ولقيادتها السياسية على استضافة هذا المؤتمر على الأراضى المصرية وعلى دعمها، حيث تسعى وزارة الثقافة لاعتماد فن الدان ضمن التراث العالمى.
العلاقات الثقافية بين مصر واليمن
ومن جانبه قال سفير اليمن بالقاهرة الدكتور محمد مارم، "نثمن التعاون الثقافي والعلاقات الثنائية المتميزة مع مصر، معتبراً أن مصر كانت وستظل بيت الثقافة الأول وداعمها لكل العرب"، معربا عن تقدير اليمن لشعب وحكومة مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواقفهم الأصيلة والمشرفة الى جانب الشعب اليمني وشرعيته الدستورية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي .
وأضاف مارم "أن انعقاد ندوة الدان الحضرمي يعكس إيماننا العميق بما تمتلكه الثقافة والعلاقات الثقافية من مخزون هائل وطاقات عظيمة وامكانيات لا حدود لها في تطوير وتعزيز العلاقات بين الامم والشعوب في كافة المجالات وشتى الميادين".
سفير اليمن
وتابع مارم، "إن الثقافة هى الظاهرة الأسطورية والكائنة الذهبية السحرية التى تنسج بأناملها الناعمة خيوطاً حريرية رقيقة لا تلبث ان تتحول ولو بعد حين الى قضبان حديدية صلبة ينطلق عليها قطار العلاقات بين الشعوب صوب آفاق واسعة ورحبة من الازدهار والتقدم وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار".
إدراج الغة السقطرية باليونسكو
ويعتبر الدان الحضرمى نوعا من الغناء الشعبى المأخوذ من الموروث الثقافي اليمني ويحتوي على العديد من طرق الغناء، ويشكل جزءاً مهمّاً من ثقافة منطقة حضرموت باليمن، وقد سبق أن أقيمت ندوة فى محافظة سيئون اليمنية أبريل الماضى لاعتماد الفن الشعبي والدان الحضرمي والموشح اليمني ضمن المواد الدراسية في الكليات والمعاهد الفنون، وتوصيف الدان الحضرمي من خلال وضع تعريف واضح ودقيق يحدد إطار هذا الفن المتميز.
جانب من الحضور
وأكد محافظ سقطرى، رمزى محروس، على أهمية ادراج اللغتين السقطرية والأمهرية ضمن قائمة التراث الإنسانى لليونسكو، واستعرض وكيل محافظة حضرموت الدكتور سعيد العمودي ما تم إنجازه في اطار تجهيز ملف الدان الحضرمي لإدراجه ضمن قائمة اليونيسكو، ومن ذلك القرارات الخاصة بتشكيل فريق العمل من المختصين والباحثين لإعداد تصور متكامل عن كيفية وإجراءات إعداد الملف وصدور قرار بتشكيل هيئة استشارية بحضرموت لملف الدان وقرار إنشاء مركز الموروث الشعبي الحضرمي والذى سيقع على عاتقه حفظ وتوثيق ونشر التراث غير المادى لمدينة حضرموت.
نصر محروس محافظ سقطرى
وشارك فى الندوة مستشار رئيس الجمهورية اليمنية سلطان العتواني ووكيلا وزارة الثقافة عبدالله باكدادة وبدر الصلاحى وفنان اليمن الكبير عبدالرحمن الحداد وعمر باوزير وعدد من الشخصيات الثقافية وخبراء من اليونيسكو، وشملت الندوة عرض أوراق بحثية تناولت فن الدان ، قدمها باحثون وخبراء دوليون مهتمون بالغناء والموسيقى اليمنية منهم الدكتور جون لامبيرت والدكتورة شهرزاد قاسم، والدكتورة نجوى عذرا، والدكتورة جابرولا براون، وممثل اليمن في اليونيسكو الدكتور احمد الصياد والدكتور نزار غانم والدكتور سمير مقراني والدكتورة آنا بوليني.
سعيد العامودى وكيل محافظة حضرموت
و تناول الدكتور جون لامبيرت، خصوصية فن الدان من حيث التلحين وارتجال الكلمات وهو ما يعد كنزا إنسانيا وثقافيا كبيرا للإنسانية، واستعرض الدكتور مصطفى جاد حركة التراث العربي منذ نصف قرن ومكنز التراث الثقافي غير المادي كأداة مهمة لصون التراث، وتناول الدكتور نزار غانم تعبير الدان عن الثقافة غير المادية لليمن، وأكد أن الحدود الحضارية لليمن تتجاوز حدودها السياسية الى مناطق بعيدة بفعل ثرائها الثقافي والتاريخي.